الأحد 08 سبتمبر 2024 م - 4 ربيع الأول 1446 هـ
أخبار عاجلة

الارتقاء بالأخلاق والسلوك فى ضوء مقاصد الشريعة الإسلامية «26»

الأربعاء - 10 يوليو 2024 05:42 م
10

إن الزواج من نعم الله على الإنسان فمن المعلوم أن الفقه الإسلامى مخصوص بالعلم الحاصل بجملة من الأحكام الشرعية الفرعية بالنظر، والاستدلال، وقد خلق الله الزوجين من ذكر، وأنثى، والزوجة الصالحة بصلاحها يصلح البيت، ويصلح الزوج، وتصلح الذرية، ويظل البيت قائمًا على قواعد صلبة، والزوجة عليها صيانة عرض الرجل، وصيانة الأبناء، وصيانة المال، فصيانة العرض يعصمها من الذلل، وارتكاب الفاحشة مما يؤدى إلى اختلاط الأنساب، وذلك من الكبائر، وصيانة الأبناء، والبنات بالمتابعة، والتربية، والرعاية، والعطف، فالأم تجلس مع أبنائها أضعافَ ما يجلس الأب؛ لأنه مشغول بتدبير المعايش، وعلى ذلك فالأم الحصيفة تتابع الأبناء، والبنات في تأدية العبادات، والقيام بالواجبات المدرسية، وحفظ اللسان عن البذاءة، ومراعاة اللباس الشرعى، وإنَّ تعهُّد الأبناء، والبنات منذ الصغر يريح فى الكبر؛ لأن التعديل، والتهذيب فى الصغر أيسرُ منه فى الكِبَر، بعضُ الآباء، والأمهات يَشْكُونَ من أنهم يأمرون أولادهم بالصلاة دون استجابة، نعم، أين كنتم عندما كانوا صغارًا؟!، إنكم تركتموهم حتى إذا كبروا التفتُّم إليهم بعد أن شبُّوا عن الطوق، وكبروا على التقصير، والاستخفاف بالأحكام الشرعية، ونحن ننصح أولياء الأمور ألا تشغلهم الدنيا عن أبنائهم، خاصة الزوجة (الأم)، ومن آداب حسن المعاشرة من الزوجة لزوجها الطاعةُ فى غير معصية، فقد روى الإمام الترمذي بسنده عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ، وَسَلَّمَ) قَالَ:(لَوْ كُنْتُ آمِرًا أَحَدًا أَنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ لَأَمَرْتُ الْمَرْأَةَ أَنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِهَا)، فالرجل ملزَم بالإنفاق على المرأة: بدفع المهر، وتوفير الكفاية لها من: مسكن، وملبس، ومطعم، ومشرب، ونحو ذلك. والخلاصة: أن الزواج شركة شرعية بين اثنين، وعلى كلِّ شريك أن يؤديَ للآخر حقوقَه، ويقوم بما يجب عليه له بالمعروف، وما زال الكلام متواصلًا إن شاء الله فى فقه هذا الحديث، والكلام عما على الزوجة من آداب الستر، والصيانة، والقناعة؛ حتى لا تدفع الزوج إلى كسب الحرام، هذا، والله من وراء القصد، وهو وحده الهادي إلى سواء السبيل.

د. أحمد طلعت حامد سعد

كلية الآداب ـ جامعة بورسعيد بجمهورية مصر العربية