كتب ـ مؤمن بن قلم الهنائي:
تجسد الفنون التشكيلية بمختلف فروعها القدرة الإبداعية للفنان ليقدم رسالته الهادفة لمجتمعه وتتشكل تلك الرسالة في لوحات متمازجة بالألوان والخطوط والمفردات المعبرة و اللوحات الجدارية والرسومات الناطقة بالكثير من الومضات التثقيفية والجمالية، والصور المترعة بتفاصيل الزمان والمكان أو تلك المجسمات التي تحاكي الواقع ولن يحيد الفنان عن الطبيعة وما عليها ليسقط فكره وتشكيلاته في أعمال فنية تدهش المتلقي العاشق للفن.
الفنانة مريم بنت علي الخاطرية تمسك بفرشاة الرسم والأقلام الخشبية بيد لترسم خطوط الإبداع وتعجن الفلين والسيراميك ومواد أخرى لتطوع به مجسمات غاية في الروعة، وتمضي حاملة كاميرتها لالتقاط صور ترصد لحظات الزمن وتفاصيل عميقة لحوارات ومراتع ليكون لها هذ الحضور الكثيف للفن واشكاله المتعددة.
وحول بداياتها الفنية تقول: بدأ لي تشكل الشغف بالأعمال الفنية منذ الصغر وأنا في مستهل الدراسة الأولى وتحديدا الصف الثاني الإبتدائي، فحصة الرسم كانت من الحصص المنتظرة لترجمة ذلك الشغف الطفولي واللعب بالألوان على سطوح الورق وأتذكر جيدا تلك الرسومات البسيطة التي تقف معلمتي متأملة بفرح عارم لتبعث في وجداني انطلاقات لمزيد من الشغف، ومن ثم واصلت مسيرتي من خلال مشاركاتي في مسابقات المدرسة وغيرها وأدين بالفضل لوالدي ووالدتي ومعلماتي في اكتشاف مواهبي وتشجيعهم لي. وتضيف: كنت أتصفح بإعجاب أعمال بعض الفنانين والرسامين وتلهمني تلك الإبداعات والرسومات وتأخذني الى التعمق في عالم الإحساس والفن وتشجعت كثيرا لمواصلة المشوار وشاركت في أحد المعارض الذي أقيم بقلعة بهلاء.
وعن الأدوات التي تستخدمها في مجال الرسم تقول: استخدم الألوان الخشبية ومن الأعمال التي رسمتها لوحة لشخصية بارزة في ولايتي بهلاء، ولوحة أخرى توضح اندماج الإنسان مع الحيوانات بالطبيعة العمانية واستخدمت فيها ألوان فابر كاستل لتخرج أعمالي للعالم الخارجي بالثوب الذي يرضيني.
ولم تكتف الفنانة الشابة مريم الخاطرية بصقل موهبة الرسم بل لديها شغف في مجالات فنية اخرى كمجال التصوير الضوئي وتشكيل اللوحات بالكرتون وعمل لوحات جدارية بالكرتون أيضا ومكياج الخدع السينمائية، ولديها أعمال في مجال فن صناعة المجسمات التي عرضت أكثرها في المؤسسات الصحية بعضها توعوي وتثقيفي كالتي تمثل التبرع بالأعضاء وتستخدم الفلين والفوم وعجينة السيراميك وبعض الأدوات لتطويع المجسمات وتشكيلها في قوالب تترجم أعمالا تسهم في ُإثراء المجتمع بتحف وهدايا ورموز تثقيفية وشخوص ولوحات تنطق بالجمال الفني.