الأحد 10 أغسطس 2025 م - 16 صفر 1447 هـ
أخبار عاجلة

انتشار النفايات والمخلفات .. بين الأسباب والمسببات

الأحد - 02 يونيو 2024 07:35 م
350


مطالبات بضرورة وجود جهة معنية تقوم بمتابعة ومراقبة وتقييم الخدمات

أهمية التخلص الآمن من مخلفات الأحياء السكنية والمجمعات التجارية

عدم وجود بنية أساسية لإدارة النفايات أدى إلى تفاقم المشكلة

إيجاد بدائل وآلية واضحة ترسخ مفهوم أهمية الحفاظ على البيئة فـي المجتمع

مواطنون: تكدس النفايات بين الأزقة ظاهرة غير حضارية تشوه البيئة وتنعكس سلبا على الصحة العامة

تحقيق ـ سليمان بن سعيد الهنائي :

تبقى البيئة هي الملاذ الآمن التي تعود نظافتها على الحياة العامة وتعكس وقعها وأهميتها في حياتنا.. فعندما ننعم بها تعطي شعورًا جميلًا ومريحًا تنشرح النفس منها، أما عكس ذلك فستكون آثاره الجانبية غير مقبولة حينها نبحث عن الأسباب والمسببات وإيجاد الحلول التي تقينا من تفشِّيها. ولا شك أن قطاع النفايات والمخلفات يعود على المجتمع بكلِّ تفاصيله اليومية ويعكس الواقع المعاش، إلا أنَّه في الفترة الماضية بدأت علامات عدم الرضا من قبل المجتمع بالخدمات المقدَّمة وبحاجة إلى وقفة مراجعة.. من هذا الجانب التقت (الوطن) بعدد من المواطنين لإبداء آرائهم ومقترحاتهم حول ذلك..

تأخير ملحوظ

بداية يقول أحمد بن خميس الجديدي: إن تراكم وتكدُّس النفايات والمخلفات بين الأزقة والمجمعات السكنية يعود لعدَّة أسباب، منها نقص الأيدي العاملة وعدم توفّر حاويات كافية في بعض المواقع، خصوصًا ذات الكثافة السكانية وأيضًا عدم نقلها بصورة منتظمة، أضف إلى ذلك عدم وجود آليَّة للتعامل مع مخلفات المزارع والنخيل والنفايات الصلبة، فهناك تأخير ملحوظ وقد تستمر فترات طويلة دون إزالتها من المجمعات السكنية بحجة عدم وجود معدَّات كافية للتعامل مع هذه المخلفات. مشيرًا إلى أن هناك فرقًا بين كفاءة الجهة المكلفة بتنفيذ أعمال النظافة حاليًّا وعما كانت عليه بداية إرساء المشروع، كما أنها قلّصت فترات العمل فكانت تعمل على مدى ساعات اليوم وحاليًّا قلَّما نجد نفس الجهود التي تقوم بها الجهة المعنية بالأعمال ليلًا أو خلال أيام الإجازات الطويلة، وأيضًا غياب الوعي البيئي لدى السكان ونقص التوعية بأهمية الحفاظ على النظافة العامة، كما أن عدم وجود بنية أساسية كافية لإدارة النفايات يؤدي دورًا كبيرًا في تفاقم هذه المشكلة، مؤكدًا على أهمية رفع مستوى النظافة العامة ورفع مستوى التناغم والتعاون بين الجهات المعنية، وما نلامسه من وجود فجوة في معرفة أدوار ومهام كل قطاع منها مما يتطلب من تفنيدها وتخصيص قطاع لمراقبة أعمال الجهة المنفذة. مناشدًا بضرورة وجود جهة معنية تقوم على متابعة ومراقبة وتقييم الخدمات ممثلة في جمع النفايات والمخلفات مع تحديد المدة الزمنية بحيث لا تتعدى الفترة المسموح بها من نقلها والتركيز على تعزيز التوعية البيئية، وتحفيز المواطنين على المشاركة في جهود الحفاظ على نظافة البيئة المحلية، وسن القوانين والتشريعات لمنعِ رمي المخلفات خارج الحاوية لما تسببه من خطورة من رميها خارج الحاويات مع وجودها تطبق على المخالف مع وضع آليَّة واضحة لتخلص الفرد من تلك المخلفات بأشكالها، وتوعية المجتمع وتوفير حاويات للنفايات كافية ومناسبة في المناطق عامة.

انعدام المسؤولية

وتقول أحلام بنت راشد المقبالية: إن ظاهرة تراكم وتكدُّس النفايات والمخلفات بين الأزقة والمجمعات السكنية تنتشر بشكل ملحوظ وبصورة لافتة بسبب قلة الوعي لدى الكثير من أفراد المجتمع وانعدام المسؤولية لدى البعض تجاه الحفاظ على نظافة المدينة، وأيضًا النقص في العمالة والضعف في المتابعة من قبل الجهة المعنية، وأيضًا وجود حاويات صغيرة جدًّا تمتلئ سريعًا ويعود ذلك إلى تأخر من إفراغها. وأكدت أن هناك جهودًا تقوم بها الجهة المعنية العاملة في مجال النظافة، إلَّا أنَّها بحاجة إلى التجويد ومضاعفة العمل للوصول إلى الغايات الأسمى وأيضًا تكثيف التوعية للمجتمع بضرورة تعاون المجتمع، الذي يعزز من إيجاد بيئة آمنة وسليمة خالية من المخلفات، وأناشد بتفعيل قانون رمي المخلفات، أيضًا وجود مراقبين متخصصين لمتابعة النفايات وتكديسها في المجمعات السكنية، وخصوصًا بما نلاحظه من ضعف ملحوظ في الفترة الأخيرة لا يتناسب مع التمدد العمراني الذي أدَّى إلى صعوبة الوصول لبعض الأماكن الحديثة أو التأخر وقد تستغرق لفترات يؤدي إلى تراكمها مع عدم توفير الحاويات، مضيفةً أن الواقع يوضح أغلب المجمعات السكنية حاوياتها ممتلئة وتتكدس المخلفات لفترات طويلة، خصوصًا تلك المخلفات التي تحتاج لوسيلة نقل أكبر كالأثاث وبقايا مخلفات المواد الزراعية وغيرها. وأقترح بوجود مراقبين مهمتهم الأساسية متابعة الأوضاع والتقييم والرصد، كما أن مخلفات البناء لا يمكن رميها في المردم إلا إذا تم فرزها ولذلك نجدها منتشرة في أي مكان، مما يعني أنَّه يجب تخصيص نقاط لرمي المخلفات من هذا النوع وهذا ما تسببه عشوائيات تظل رهينة وحبيسة المكان لفترات أطول، فالزائر يلامس الإهمال وعدم اللامبالاة وعدم سرعة إزالتها والتخلص منها، مناشدة بأن يتمَّ الاستفادة منها من خلال تشجيع روَّاد الأعمال وتوجيههم وتوفير لهم بيئة حاضنة مثل إقامة مصانع لإعادة تدويرها مثل: المواد الزراعية بكافة أنواعها والأثاث، ومخلفات مواد البناء.

قلة حاويات النفايات

وقال علي بن بخيت البادي: إن تراكُم النفايات في المناطق السكنية أو الصناعية تعَد ظاهرة غير حضارية وتشوّه المنظر العام، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة والإضرار بالبيئة من حيث التربة والمياه والحيوانات السائبة والطيور، وأيضًا يصل الأمر إلى تعرض الأفراد للخطر من قطع الزجاج والخشب والمعادن المتناثرة، ومن أسباب تراكمها قلة حاويات النفايات في منطقة معينة وزيادة النفايات في إجازة نهاية الأسبوع أو الإجازات الرسمية والدينية وعدم الاهتمام من قبل المختصين لحاويات النفايات في المناطق الزراعية والصناعية أو الإنشائية، ومن العادات السلبية من أفراد المجتمع، سواء المواطنين أو الأجانب برمي النفايات خارج الحاويات أو رميها في مجاري الأودية دون مراعاة حرمتها تسد من جريانها مسبِّبة الكثير من الآثار على البيئة والمناطق المهجورة أو المناطق الفسيحة يؤدي إلى عدم اهتمام عمال النظافة بتنظيف المكان جيدًا عند جمع المخلفات، مشيرًا إلى أن النظافة البيئية المتعلقة في النفايات المخلفات تُعدُّ من الأولويات التي يعول الجميع، سواء على الجانب المجتمعي أو الإنساني، ويجب أن يكون من الجهات المختصة تقييم المنطقة في وضع عددٍ كافٍ من الحاويات، وأيضًا تقييم المنطقة في كمية النفايات فكل منطقة تختلف عن الأخرى ونشر التوعية في رمي النفايات داخل الحاويات بدلًا من رميها حولها أو في فصل المخلفات عن النفايات مثل المواد الغذائية والصلبة والزجاج.. وغيرها وتكون هناك مسؤولية مشتركة بين الجهات المختصة مع الأفراد. مؤكدًا أن المخلفات الصلبة والسائلة والمواد الزراعية ومخلفات البناء المتكدسة لها آثار جانبية تسهم في تعرّض الإنسان والحيوان إلى إصابات خطيرة وسامّة وجروح وخدوش واختناق.. وغيرها من الاعراض المصاحبة لها، مبينًا أنه يجب إلزام الأفراد والشركات العاملة في قطاع الإنشاء بجمع مخلفات البناء والإنشاء في منطقة واحده قريبة من موقع الإنشاء وإبلاغ الجهات المختصة لجمعها عبر تطبيق إلكتروني أو موقع الجهات المختصة وتسجيله.

وضع عقوبات رادعة

من جانبه أكد طلال بن جمعة الهنائي أن ظاهرة تراكُم وتكدُّس النفايات والمخلفات بين الأزقة والمجمعات السكنية باتت تنتشر بشكل ملحوظ وبصورة لافتة يكمن ذلك لأسباب عدَّة منها السلوكيات الفردية الخاطئة وعدم وجود مخالفات رادعة لمثل هؤلاء الأشخاص ممن يرمي النفايات في الأماكن العامة، وأيضًا انتشار مخلفات الأثاث والمواد الزراعية والبناء بكثرة مما يستدعي المناشدة السريعة والعاجلة بنقلها والتخلص منها، وهذا كله يعود لعدم وجود مواقع مخصصة لتجميعها تظهر عليها تأخير في الاستجابة، وما نلاحظه بصورة لافتة بأن رمي هذه المخلفات في الأماكن العامة وفي الطرق والأودية دون مراعاة نظافة البيئة العامة لدى المجتمع أدَّى إلى عدم اللامبالاة وعدم الحرص وضعف في الرقابة على الأماكن العامة، مناشدًا بأن يتمَّ وضع عقوبات رادعة وتشديد تلك العقوبات لظاهرة رمي النفايات العشوائية خارج الحاويات وفي الأماكن غير المخصصة وتخصيص مواقع لجمع النفايات وفرزها حسب النوع في جميع ولايات سلطنة عُمان، وخصوصًا المخلفات كبيرة الحجم التي لا تستوعبها الحاويات الصغيرة وتكثيف حملات التوعية بدءًا من المدارس بما يسهم في ترسيخ أهمية الحفاظ على البيئة لدى الفرد. وقال: إنَّه ونظرًا للوضع الحالي من الملاحظ وجود عدة جهات تقوم بإدارة وتنظيم قطاع النفايات يؤدي إلى ازدواجية العمل ويؤثر سلبًا على الخدمات المقدمة، ومثال ذلك أن تقوم شركة (بيئة) بجمع ونقل النفايات المنزلية من الحاويات فقط ويقوم عمال البلدية بجمع ونقل النفايات التي يتم رميها خارج الحاويات وفي الطرق وبين الأحياء السكنية، وهذا يؤثر على جودة وتجويد العمل البيئي، فيعمل كل منهم وفق إطاره الذي يحتوي مهامه وأدواره بعيدًا ما يجب الوقوف عليه من الحفاظ على البيئة ويعطي انطباعًا دون تحمّل الشركة والبلديات المسؤولية الكاملة. وناشد بضرورة إيجاد السُّبل التي تعزز من عملية الحفاظ على البيئة من قبل الجهات المعنية ممثلة في حوكمة المهام التي تحسن من عملية إدارة النفايات والمخلفات بما يسهم في تحقيق الأهداف البيئية والاستفادة منها وإيجاد بيئة حاضنة لها قادرة من الاستفادة من إعادة التدوير بما يسهم في رفد الاقتصاد الوطني، مبينًا أن تراكم النفايات يؤدي إلى انتشار وتكاثر الحشرات والقوارض وتكاثر البعوض يساعد إلى انتشار الأمراض الجلدية وأمراض التنفس والربو بسبب انبعاث الغازات والروائح الكريهة منها، كما تؤثر على جمالية المظهر العام وكل هذه الآثار تعود مضارها على راحة المجتمع وصحة المواطن.

إيجاد طرق بديلة

أمَّا هلال بن حمود الشقصي فقال: إنه مما يجب الوقوف عليه اليوم هو إيجاد طرق بديلة وآليَّة واضحة ترسّخ مفهوم أهمية البيئة في المجتمع وتعزيز دورها في حياتنا، حيث أصبح هناك عدم اكتراث البعض بدور وقيمة نظافة البيئة، فنجدهم يرمون النفايات دون مراعاة لقدسية المكان وقيمته الجمالية والمظهر العام اللائق، واضعين في مخيلتهم بأن هناك آخرين يقومون بأخذ نفاياتهم وهذا بحدِّ ذاته يعود على الفرد بنفسه لأنه يدرك الواجب وأيضًا عدم الاحساس بالمسؤولية، كما يجب نشر الثقافة البيئية وتكثيف الحملات التوعوية والإرشادية التي تعزز من السلوكيات والمفاهيم وتنير الفكر، وهذه كلها عوامل تساعد إلى الإدراك والمعرفة من قبل أفراد المجتمع وأيضًا يكون مرآة للآخرين، حيث تعطي الشعور لديه من البعد عن السلوكيات والتصرفات غير اللائقة. وأضاف أن البيئة إذا لم يتم التخلص فيها من النفايات والمخلفات بصورة سريعة فإنها تكون بيئة خصبة وجاذبة للجراثيم والحشرات والقاذورات وتنتشر الأمراض، كما تؤدي إلى التشويه البصري، مناشدًا بأن تكون عملية التدوير للنفايات أمرًا مهِمًّا، بل أصبح وسيلة حضارية مع التطور التقني والتكنولوجي.

له تبعات سلبية

فيما أوضح راشد بن حميد الشهومي بأن تكدس القمامة حول الحاويات وفي المواقع السكنية وعلى مسارات الطرق والمحال التجارية في القرى أمر يؤرقنا وله تبعات سلبية على إصحاح البيئة ونظافتها وبؤرة لتوالد الحشرات الضارة على صحة الإنسان، ناهيك عن وجود مخلفات مزارع النخيل المرمية هنا وهناك، وقد تواصلنا عدَّة مرات مع المعنيين بالشركة العاملة في هذا المجال، إضافة إلى المناشدات المتكررة في وسائل التواصل الاجتماعي وتوثيقها بالصور التي توضح تراكم مخلفات القمامة، فحتمية الأمر لا بد من إعادة نظر وتقييم في موضوع وجود القمامة في الحاويات وجوانبها لعدَّة أيام وما تشكله من منظر غير مستحب ويتعلق بصحة البيئة وصحة المجتمع، كما أن له انعكاسات كبيرة على المظهر العام للمكان ويعكس صورة غير لائقة لجماليات مكوِّنات الحياة البيئة في البلاد. آملًا بأن تكون هناك حلول جذرية لمعالجة إشكالية تأخير إزالة النفايات والمخلفات التي هي مرتع ما بين الطرقات وفي المناطق والقرى، ومقترحًا بأن يؤول قطاع خدمات النفايات والنظافة للبلديات إلى المحافظات.

انتشار النفايات والمخلفات .. بين الأسباب والمسببات
انتشار النفايات والمخلفات .. بين الأسباب والمسببات
انتشار النفايات والمخلفات .. بين الأسباب والمسببات
انتشار النفايات والمخلفات .. بين الأسباب والمسببات
انتشار النفايات والمخلفات .. بين الأسباب والمسببات
انتشار النفايات والمخلفات .. بين الأسباب والمسببات
انتشار النفايات والمخلفات .. بين الأسباب والمسببات
انتشار النفايات والمخلفات .. بين الأسباب والمسببات