الأربعاء 21 مايو 2025 م - 23 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

«تلك الكلمة المقدسة» انطولوجيا معاصرة لشعر المرأة الفلسطينية

«تلك الكلمة المقدسة» انطولوجيا معاصرة لشعر المرأة الفلسطينية
الأحد - 12 مايو 2024 06:30 م
20


دمشق ـ من وحيد تاجا:

صدرت حديثًا عن منشورات (مرفأ) في بيروت، النسخة العربية لأول انطولوجيا معاصرة لشعر المرأة الفلسطينية، بعنوان (تلك الكلمة المقدسة)، وكانت اختارتها وقدمت لها الشاعرة والإعلامية والمترجمة الفلسطينية د. نداء يونس. تقع المجموعة في 300 صفحة من القطع المتوسط، وتقدم سيرا ذاتية ومختارات شعرية لـ 23 شاعرة يمثلن أجيالا متعاقبة من الشاعرات الفلسطينيات المعاصرات اللواتي يكتبن قصيدة النثر من المهجر والمنافي، ومن فلسطين المحتلة عام 1948، ومن الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة.

تقول الشاعرة يونس لـ (الوطن) : ان فكرة هذه الأنطولوجيا جاءت تطويرا لحوار بينها وبين مترجم شعرها إلى الفرنسية محمد قاسمي حول ما يمكن أن نفعله لشاعرات فلسطين وخاصة غزة في ظل الحرب الحالية، كانت الفكرة الأصلية ترجمة وتقديم 10 شاعرات إلى الثقافة الفرنسية، وتطور النقاش إلى ضرورة إعداد أنطولوجيا، ما زالت منذ أشهر قيد الترجمة إلى الفرنسية تحت عنوان (أرض متشظية)، حيث يقول قاسمي في تقديمه لها: (هذه الشعرية للجسد الأنثوي تُعتبر صرخة حرية في مواجهة قمع مزدوج ... ومع المزيد من الشعر، تثبت الأنوثة الفلسطينية نفسها، غير مذعنة ومصممة على رسم طريقها نحو الحرية بنفسها).

تؤكد (يونس) أن هذه الأنطولوجيا تبني (على بحث تاريخي ونقدي، حاولنا جهدنا أن تضم أكبر عدد من الأصوات الشعرية التي تكتبها شاعرات فلسطينيات معاصرات، تعكس هذه الأنطولوجيا تباينات لافتة في التجربة الشعرية وطراوتها وموضوعاتها وموقع فلسطين والجسد الأنثوي منها، وبما يتجاوز الرواد الأوائل)، وتحت شعار: (كثير من الشعر، كثير من الحياة)، كما توفر (نظرة بانورامية على الشعر الذي تكتبه الفلسطينيات منذ السبعينيات من القرن العشرين في المنافي والوطن المحتل، وتمنح باختلافاتها وتباين عوالمها وتشابك طرق الحكي فيها الأفق لفهم أوسع لتشكل السرد الشعري في فلسطين وفي الدياسبورا وموضوعاته)، وبما يعكس علامة ثقافية لشعر هذه الجغرافيا الاستثنائية والمفككة، بل والفريدة في تاريخ الشعوب.

تأتي هذه الأنطولوجيا أيضا في إطار محاولة نقل الصوت الشعري للمرأة الفلسطينية إلى آفاق جديدة ليشكل خطابا ثقافيا دبلوماسيا وشعريا يلفت النظر إلى قضية شعب يرفض أن يموت كما يسميه الصحفي الفرنسي آلان غوريوس في كتابه (فلسطين: شعب يرفض أن يموت). بدورها، تسد هذه الأنطولوجيا نقصا في المكتبة الفلسطينية والعربية. هذه فرصة للتلاقي وتلافي البتر، وتحقيق الوحدة من خلال الشعر.

تؤكد يونس أنها باحثة اعتادت الصرامة المهنية والموضوعية؛ كما أن لديها هدف: إيصال الصوت ورسم فلسطين شعريا. وعليه، فقد تتبعتْ السرد لا الأسماء، الأسماء مهمة كما تقول لكن الأهم ما تقول، وهذا هو هدفها الرئيس من الأنطولوجيا: شكل السرد الشعري في فلسطين. اعتمدت يونس في قراءتها للقصائد المختارة واختيارها ترتيبها على متابعة دقيقة لحركة الذات الشعرية بين الذاتي والموضوعي لرسم صورة لفلسطين ذاتها شعريا.

هناك شاعرات مثل نعومي شهاب ناي، سهير حماد ونتالي حنظل ورفيف زيادة وسمر عبد الجابر وشيخة حليوي وريم غنايم وايناس سلطان ومنى المصدر وآمنة أبو صفط ورجاء غانم، وأسماء عزايزة وفاتنة الغرة وهند جـــودة وجـــدل القاسم. تشكل الشاعرات باختلافاتهن وتباين قصائدهن فسيفساء فلسطينية.