الاثنين 06 مايو 2024 م - 27 شوال 1445 هـ
أخبار عاجلة

زيارة تاريخية كريمة ورسالة محبة أخوية

زيارة تاريخية كريمة ورسالة محبة أخوية
الأربعاء - 24 أبريل 2024 06:15 م

خميس بن عبيد القطيطي

60


زيارة تاريخية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ إلى دولة الإمارات العربية المُتَّحدة، ولقاؤه مع أخيه صاحب السُّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رسمت الكثير من المحاور المستقبلية، وقدَّمت رسالة ذات مضامين مهمَّة تُعزِّزها المَحبَّة والترابط والتعاضد والعمل المشترك بما يخدم تطلُّعات البلدين والشَّعبين الشَّقيقين. وكان لافتًا الوفد العُماني الرفيع الذي رافق جلالته ـ حفظه الله ـ في حلِّه وترحاله ممَّا يؤسِّس لانطلاقة متجدِّدة للعمل الثنائي المشترك والبناء على مشاريع اقتصادية كبرى أفصحت عنها الزيارة، وتوَّجتها الكلمة الرَّصينة والمُعبِّرة التي ألقاها جلالة السُّلطان المُعظَّم مثمِّنًا حفاوة الاستقبال والضيافة، ومشدِّدًا على أهمية حُسن الجوار والروابط المشتركة والعلاقات المتميزة والتاريخ المشترك الذي يجمع البلدَيْنِ الشَّقيقين والتشديد على أهمية الحفاظ على هذه المكتسبات والعلاقات وتوطيدها، والبناء عليها على الصعيد الرَّسمي والشَّعبي، وهي رسالة عظيمة وبليغة من قائد هذا الوطن العزيز ـ أعزَّه الله ـ يوجِّهها لأبنائه في البلدَيْنِ الشَّقيقين لِمَا يُحقِّق مستقبلًا آمِنًا ومستقرًّا ومزدهرًا يرتكز على العلاقات الاستثنائية ووشائج الجوار والقربى التي تجمع عُمان والإمارات .

الرسالة العُمانية توازت مع الكلمة التي ألقاها صاحب السُّمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التي فصَّلت أيضًا المحاور المستقبلية للعلاقات العُمانية ـ الإماراتية مثمِّنًا زيارة جلالته لِدَولةِ الإمارات، ومعبِّرًا عمَّا يجمع البلدَيْنِ والشَّعبين الشَّقيقين.

لقد رسَّخ المغفور لهما بإذن الله تعالى جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد، وأخوه صاحب السُّمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ـ رحمهما الله ـ أُسُسًا ثابتة ومتينة في العلاقات بين البلدَيْنِ لِمُستقبلٍ مُشرِقٍ فأدركا بحِكمتهما الثاقبة حقائق التاريخ والجغرافيا السياسية والوشائج الاجتماعية والامتداد الحضاري، وفَطِنا إلى وجود تلك المعطيات وخصوصية تلك العلاقات التي قدَّمت نموذجًا استثنائيًّا لا يُمكِن أن تغيِّرَها عوامل المناخ والتاريخ، وهذا الفكر النَّير انطبع في ضمير المواطن في البلدَيْنِ، بل هو ضمير الوطن الواحد بكامل منظومته الوطنية، كما قدَّم البلدانِ مثالًا يُحتذى به في ترسيم الحدود الدولية في توقيت مبكِّر، ممَّا يؤكِّد رغبة ثنائية صادقة لإبعاد شبَح الخلافات، وشُكِّلت لجان دائمة لِتَحقيقِ تطلُّعات قيادتَي البلدَيْنِ فيما يخدم الشَّعبين الشَّقيقين، بل هو شَعب واحد يرتبط بوشائج من القربى والتداخل الاجتماعي، وهو من أهمِّ ما يميِّز تلك العلاقات الأخوية بين عُمان والإمارات. وتعمل اللجنة العُليا المشتركة للتعاون والتنسيق بين البلدَيْنِ التي أنشئت في العام 1991م على تكريس تلك العلاقات بما يعود بالنفع على البلدَيْنِ، ويُحقِّق مزيدًا من النَّماء والازدهار. ولا شكَّ أنَّ آفاق التعاون والتضامن بين البلدَيْنِ وصلت إلى مرحلة متقدِّمة.. فدَولة الإمارات العربية المُتَّحدة تعَدُّ الشريك التجاري الأوَّل لسلطنة عُمان، وهو ما يدعو إلى فتح آفاق جديدة ورحبة لِمُستقبلٍ أفضل، كما أنَّ التنقل بين البلدَيْنِ اعتمد بالبطاقة الشخصية في وقت مبكِّر ممَّا انسحب على جميع دوَل مجلس التعاون الخليجي لاحقًا، كُلُّ تلك العلاقات المتميِّزة التي قلَّ أن تجدَ مثيلًا لها في المنطقة تستوجب وعيًا جمعيًّا بين الشَّعبين الشَّقيقين نحو مزيدٍ من العلاقات الأخوية الوطيدة والحفاظ على تلك العوامل المشتركة، وتغليب هذه الروح دائمًا وعدم ترك المجال لأيِّ محاولات جانبية مثيرة ومُضلِّلة في العلاقات والممارسات المستقبلية، فعُمان والإمارات بلد واحد وشَعب واحد، والواقع يؤكِّد ذلك مهما طرأ من تغيُّرات.

رسالة عُمان ـ الإمارات التي تجلَّت في هذه الزيارة الكريمة تتطلب البناء عليها رسميًّا وشَعبيًّا كما دعا زعيما البلدَيْنِ، ولا شكَّ هي موجَّهة لِلقُلوبِ والوجدان والضمير المشترك، وتتطلع نحو تحقيق الأهداف العُليا لِمُستقبلٍ مُشرِقٍ يُحقِّق الخير والنَّماء والشراكة المقدَّسة بين سلطنة عُمان ودَولة الإمارات العربية المُتَّحدة، سائلين الله جلَّت قدرته أن يفتحَ آفاقًا رحبة تعود بالنَّفع والازدهار على البلدَيْنِ والشَّعبين الشَّقيقين.

خميس بن عبيد القطيطي