الاثنين 06 مايو 2024 م - 27 شوال 1445 هـ
أخبار عاجلة

.. وماذا بعد المدرسة الرمضانية؟ «2»

الأربعاء - 24 أبريل 2024 05:05 م
20

بين يديك أخي المسلم العديد من العبادات والطاعات في اليوم والليلة التي يجب على المسلم الثابت عليها طوال حياته..

فمن الثوابت التي يجب السير عليها (الصلاة) التي هي قرة عين المسلم وهي والزاد الذي يطهره من الذنوب والمعاصي، ومن خلال الصلاة يناجي ربه ويتضرع إليه طالبًا رضا الله وقبول الصلاة من حديث أبى هريرة أن النبي قال:(ألا أدلكم على ما يمحوا الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخُطأ إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط، فذلكم الرباط). والصلاة هي أول ما يحاسب عليه الانسان، فعن أبي هريرة قال:(إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته، فإن صلحت فقد أفلح وأنجح، وإن فسدت فقد خاب وخسر). ومن الثوابت التي يجب السير عليها (القرآن الكريم) بسلم القلوب وروحها وغذائها وبه تحيا النفس وتعيش في اطمئنان، إنه سعادة يعيشها المتدبر والقارئ لكتاب الله وهو كتاب الله المتين الذي يجب التمسك به والعيش معه وعدم الاستغناء عنه طوال الحياة، فيا من كنت مع القرآن في رمضان كن دائمًا سبّاقًا إلى قراءة القرآن لا تضيع القرآن بعد رمضان فخذه طول حياتك صديقك وأنيسك واجعل لك وردًا يوميًّا مع هذا الكنز المعين والمضيئ بأنوار الله تسعد في الدنيا والآخرة.

وكذلك من الثوابت التي يجب السير عليها (قيام الليل) وهو شرف المؤمن وعزّه، فقيام الليل له طعم خاص مع المسلم، نفس في نوم عميق ونفس خالفت نفسها وتاقت إلى لقاء الله في قيام وسجود وركوع وخشوع وتذلل وبكاء واتصال مع الله، فكن مع الصالحين في هذا المضمار بعدما كنت بفضل الله في صلاة التراويح وكنت من يقوم الليل فلا تحرم نفسك من هذا العمل الجليل واستمر عليه طوال حياتك، وعش مع هذه الآية:(تَتَجَافَى جُنُوبُهُم عَنِ المَضَاجِعِ يَدعُونَ رَبَّهُم خَوفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقنَاهُم يُنفِقُونَ) (السجدة ـ 16).

وهناك من الثوابت التي يجب السير عليها (ذكر الله) هو الزاد الحقيقي الذي يقربك إلى الله وإذا كنت في رمضان الزمت نفسك على الاذكار في اليوم والليلة، فكن على هذا النهج مدى الحياة، وذكر الله هو علاج لعديد من الامراض فمن خلاله تسعد القلوب وتحيا النفوس وتستيقظ الضمائر، فهو سلاح للشيطان وحرز للمؤمن من الأحوال والعاهات التي يمر بها الإنسان، فكن مع الذكر دائمًا وأبدًا واسمع قول سيد البشرية (عليه أفضل الصلاة والتسليم) في الحديث الذي رواه أحمد والترمـذي وصححه الألبانـي من حديث معاذ بن جبل يقول:(ألا أخبركم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها لدرجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والفضة، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: ذكر الله). ومن الثوابت التي يجب على المسلم أن يسير عليها (الصيام) بعد أن منَّ الله عليك وصمت شهر رمضان المبارك فواصل المسير طوال العام كصيام يومي الإثنين والخميس من كل أسبوع وصيام أيام البيض وصيام الأيام الست من شوال بعد شهر رمضان والأيام الأوائل من ذو الحجة وصوم يوم عرفة لغير الحاج وصيام أيام من شهر شعبان وصيام عاشوراء من شهر الله المحرم، فلا تحرم نفسك من هذا الفضل العظيم. وأخيرًا من الثوابت التي يجب عليها المسلم السير عليها (الصدقة) وهي من الاعمال التي يؤديها المسلم وهو تضحية ببعض من المال لأجل رضا الله مهما كان هذا المال ولو كان قليلًا فعند الله له عظيم الثواب والأجر، وبعض الناس تظهر عليهم صور الانفاق والجود في شهر رمضان وإذا انتهى شهر رمضان تجد عليه عدم الانفاق وبه من البخل والشح، فكن من المتصدقين في إخراج الصدقة طوال العام وذلك حسب الاستطاعة وأن أبواب الصدقة عديدة فلا تحرم نفسك من هذا الخير العظيم وكذلك لا تنسى إخراج الزكاة في وقتها. أخي المسلم.. يا من كنت في رمضان من السباقين والمنافسين في الطاعة والعبادة.. ويا من تبارك وجوههم المشرقة مع في بيوت الله.. ويا من كنت من المتضرعين والمخبتين.. ويا من طاب حضورك مع الصالحين في حلقات الذكر.. ويا من عشت طوال أيام رمضان وأنت تتنعم بلذة المناجاة.. ويا من اتخذت كتاب الله رفيقك في كل وقت وحين فكان لك الزاد المعين وأنت تتدبر آياته وتقرأ سوره بخشوع وتدبر وتمعّن فعشت مع القرآن عظيم الأوقات واتخذت الاذكار الحصن الحصين في كل وقت وحين احذر بعدما كنت في رمضان من الذاكرين الخاشعين أن تسلك مسالك النفس الإمّارة بالسوء والشيطان الرجيم وأصدقاء السوء لشهوة عاجلة قصيرة أو مجلس غيبة ونميمة أو تضييع وقت بدون ذكر الله وتهدم ما بنيته تعقبها ندامة وشقاوة وحسرة وعذاب عظيم.. أنصحك أن تعيش مع ركاب الصالحين وتتلذذ بحلاوة لذة الطاعة في رضا الرحمن لتعيش بعدها في أمن وسلام وخير ووئام وتنال برحمة الله الجنان، قال الله تعالى:(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل ـ 97).

إعداد ـ مبارك بن عبدالله العامري

 كاتب عماني