الاثنين 06 مايو 2024 م - 27 شوال 1445 هـ
أخبار عاجلة

مجالات الحكمة وثمرات الإيمان بالحكيم سبحانه

الأربعاء - 24 أبريل 2024 05:04 م
10

عزيزي القارئ.. نستكمل ما تبقى من حلقات هذا الموضوع والذي تم نشر بعض حلقاته خلال شهر رمضان المبارك.. ونقول: لكي نتصف بالحكمة الربانية قد أرشدنا الحكيم جل جلاله إلى كيفية تطبيقها وفي أي المجالات، وقد ورد الكثير منها في سورة الإسراء وعلّق عليها في الختام بقوله:(ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ) (الإسراء ـ 39) وهي:(أ) ممارسة أعمال الخير والمواعظ والإنفاق والآداب والأخلاق تعتبر من الحكمة:(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (البقرة ـ 269)، يقول ابن عاشور:(هذه الجملة اعتراض وتذييل لما تضمنته آيات الإنفاق من المواعظ والآدَاب وتلقين الأخلاق الكريمة، مِما يكسب العاملين به رجاحة العقل واستقامة العمل)، (ب) إنجاح الدعوة في سبيل الله:(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ) (النحل ـ 125)، ولذلك نجح النبي الكريم في دعوته، فمن جملة أساليبه كما قال تعالى:(وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) (النحل ـ 125)، (ج) العناية بالوالدين ونظم العلاقة بهما:(وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْ هُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِض لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) (الإسراء 23 ـ 24)، (د) الإنفاق على الأهل والأقارب والمحتاجين بلا إسرتف:(وَآَتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا، إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا) (الإسراء 26 ـ 27)، (هـ) التوازن في الإنفاق العام:(وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا) (الاسراء ـ 29)، (و) تجنب الوقوع في الأخطاء الموبقة ومنها الزنا:(وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا) (الإسراء ـ 32)، (ز) في تنظيم قوانين الحقوق:(وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا) (الإسراء ـ 33)، (ح) في العلاقة بأداء الأمانات وأموال الأيتام والوفاء بالعهود:(وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا) (الإسراء ـ 34)، (ط) في المعاملات التجارية:(وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) (الاسراء ـ 35)، (ي) في آداب الحديث والاستماع والنظر والفؤاد:(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) (الإسراء ـ 36)، (ك) في التواضع وعدم التكبر:(وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا) (الإسراء ـ 37). ومن ثمرات الإيمان بالحكيم (جل جلاله): أنه كلما ازداد العبد معرفة بأسماء الله الحسنى ازداد إيمانه وقوي يقينه، وبمعرفتي بالحكيم وإيماني به أكون صاحب إصابة في القول والسدد في الفعل. ونيل الجنة:(إن لله تسعة وتسعين اسمًا، مائة إلا واحدًا، من أحصاها دخل الجنة)، واسم (الحكيم) منها، والتخلق بالحكمة في تقديمي للخير وإنفاقي وبري بوالدي وتعاملي مع الناس، والحكمة دليل على كمال العقل، وهي مقياس يقاس بها الانسان المتزن من غيره، وفي عمل الخير حكمة وفي الحكمة ربح كثير:(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (البقرة ـ 269)، وإيماني بالحكيم يمنحني التوكل عليه لحكمته البالغة وعدم الخوف من انقطاع الرزق أو انقضاء الأجل، والتخلق بالحكمة يعني التخلق بالأنبياء والصالحين والصحابة الكرام من التصرف السليم والتواضع، والرفعة عن فسافس الأمور والابتعاد عن الشرور، وذكر أسماء الله هو تسبيح ودعاء.

سامي السيابي

 كاتب عماني

(فريق ولاية بدبد الخيري)