الاثنين 06 مايو 2024 م - 27 شوال 1445 هـ
أخبار عاجلة

إلى متى سيبقى الفيتو الأميركي سيفا مسلطا؟

إلى متى سيبقى الفيتو الأميركي سيفا مسلطا؟
الأربعاء - 24 أبريل 2024 04:58 م

علي بدوان

30


بعد استخدام واشنطن حقَّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، أعلن وزير الخارجية الصيني مساء يوم العشرين من نيسان ـ إبريل 2024، أنَّ الاعتراف بدَولة فلسطين وتجسيد استقلالها سريعًا، خطوة باتجاه تصحيح الظلم التاريخي الذي وقعَ بحقِّ الشَّعب الفلسطيني. تصريح الوزير الصيني جاء كصرخة احتجاجية مدوِّية على استخدام الولايات المُتَّحدة لمنصَّة الأُمم المُتَّحدة ومجلس الأمن لحساباتها السياسية الخاصة، ومنها رؤيتها لِمَا يجري في الشرق الأوسط في ظلم العدوان المُستمر على قِطاع غزَّة وعموم الأرض الفلسطينية المحتلَّة عام 1967. وطبقًا لِما كانت قد أعلنته مُسبقًا، فقد استخدمت الولايات المُتَّحدة الأميركية حقَّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي في جلسة المجلس مساء يوم التاسع عشر من نيسان ـ إبريل 2024، ضدَّ مشروع القرار الجزائري المقدَّم باسم المجموعة العربية، والمُزكَّى أُمميًّا للاعتراف من قِبل الأُمم المُتَّحدة بدَولة فلسطين اعترافًا كاملًا كدَولة تحت الاحتلال، وليس كعضوٍ مراقب كما هو واقع الحال الآن. وبالطبع، إنَّ الفيتو الأميركي يندرج تباعًا في سلسلة المواقف التعطيلية لواشنطن في مجلس الأمن في مواجهة أي قرارٍ يُنصف الشَّعب الفلسطيني، ومن أجْلِ حماية كيان دَولة الاحتلال وتوفير الغطاء السياسي لها في المُجتمع الدولي، خصوصًا بعد حرب الإبادة المُعلنة التي تشنُّها على الفلسطينيِّين في قِطاع غزَّة وعموم فلسطين أمام كُلِّ العالم بالصوت والصورة، في فجورٍ وسفورٍ لم تشهده البشريَّة في تاريخها الحديث والمعاصر. الفيتو الأميركي كان عمليًّا، بمواجهة المُجتمع الدولي بأسْرِه، حين وافقت عليه، وصوَّتت إلى جانبه (12) دَولة، ومنها دوَل دائمة العضوية في مجلس الأمن كجمهورية روسيا الاتحادية، وجمهورية الصين الشَّعبية، وفرنسا. فالدول التي صوتت إلى جانب مشروع القرار هي: سلوفينيا، سيراليون، روسيا الاتحادية، كوريا الجنوبية، موزمبيق، مالطا، اليابان، غيانا، فرنسا، الإكوادور، الصين، الجزائر، فيما امتنعت عن التصويت كلٌّ من بريطانيا وسويسرا. وبذا فقد حاز مشروع القرار على وزنٍ دولي مؤثِّر، لكنَّ الفيتو الأميركي كان بانتظاره، في سياق المواقف الأميركية المُنحازة بالتمام والكمال لِدَولة الاحتلال في فلسطين. وحجَّة واشنطن في الأمرِ أنَّ الموضوع يحتاج لِمفاوضاتٍ سياسية بين «إسرائيل» والفلسطينيِّين في إطار «عملية السلام»، تلك العملية التي تغوص عجلاتها في الأوحال، والمتوقفة أصلًا منذ عقدين من الزمن؛ نتيجة سياسات الاحتلال في تهويد الأرض الفلسطينية وتسليط قبضة القمع على رقبة الفلسطينيِّين والفتك بهم، وآخرها العدوان الفاشي والهمجي على قِطاع غزَّة، وحرب الإبادة التي تُشنُّ على الفلسطينيِّين. إذًا، لقد فشل مجلس الأمن الدولي في منح دَولة فلسطين الواقعة تحت الاحتلال، العضوية الكاملة في الأُمم المُتَّحدة بسبب الفيتو الأميركي، فعلى العالم العربي والإسلامي عامَّة أن يعرفوا مَن يُعادي قضاياهم ويُساند الإرهاب الصهيوني الذي يقتل أطفال فلسطين من أجْلِ القضاء على روح المقاومة الفلسطينية، تلك المقاومة التي وُلدت بالفطرة في الشَّعب الفلسطيني كما قال عزَّت الرَّشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس. إنَّ الولايات المُتَّحدة الأميركية تقف في وَجْه الإرادة الدولية، وتستخدم حقَّ النقض (الفيتو) في وَجْه مشروع القرار الذي قدَّمته الجزائر نيابة عن المجموعة العربية والمُزكَّى أُمميًّا، والدَّاعي إلى منح فلسطين العضوية الكاملة في الأُمم المُتَّحدة، رغم تأييد اثنتي عشرة دَولةً لِلقَرارِ، وتؤكِّد من جديد وقوفها ضدَّ الشَّعب الفلسطيني وحقِّه في تقرير المصير، وإقامة دَولته الفلسطينية المستقلَّة، ووقوفها الكامل إلى جانب كيان الاحتلال الفاشي في مصادرته لِحُقوقِ شَعبنا الفلسطيني ومحاولات تصفية قضيته. فالإدارة الأميركية بموقفها هذا تضع نفسها مع «إسرائيل» في عزلة عن الإرادة الدولية التي تقف مع فلسطين وشَعبها. فإلى متى سيبقى الفيتو الأميركي سيفًا مسلطًا على رقاب شعوب العالم.

علي بدوان

كاتب فلسطيني

عضو اتحاد الكتاب العرب

دمشق ـ اليرموك