السبت 27 يوليو 2024 م - 21 محرم 1446 هـ

هل هلالك : «دوام بنصف عين»

هل هلالك : «دوام بنصف عين»
الأربعاء - 03 أبريل 2024 04:33 م

يونس المعشري

500


لا أعلم لماذا البعض يجعل من شهر رمضان فرصة للسهر وقضاء الامسيات بمختلف أنواعها سواء جلسات مع الأصدقاء أو المشاركة في دروات رمضانية كروية، وهنا استذكر مقولة أحد الزملاء الذي عانيت منه في شهر رمضان لوصوله المتأخر في بعض الأحيان وفي مرات عديدة الوصول بعين مغلقة وأخرى مفتوحة، توقعت منه بأنه يقضي ليالي شهر رمضان في الاستذكار والدعاء وقراءة القرآن، وطلع الأمر عكس ذلك، فهو مشارك بفريق في بطولة رمضانية وهي إحدى البطولات الكروية التي تحظى بحضور جماهيري ولاعبين على مستويات عالية من الأندية، ليفاجئنا الصاحب بأنه مشارك بفريق في تلك البطولة، وهناك الكثير من هم على شاكلته وهذا حقهم لا نتدخل فيه، ولكن بما أنك تهتم بالبطولة التي تشارك فيها وتحرص على التواجد والحضور قبل الموعد المحدد لبدء المنافسة، أيضاً عملك له الحق عليك فهو يكاد أن يكون أكثر أهمية من تلك البطولة التي تهتم بها لأيام معدودة، وسألت يوما أحدهم متى تكون ساعة نومك لأنك دائماً تأتي بعينين فيهما النوم، فقال لي أنام من بعد صلاة الفجر، يعني تكون مدة النوم التي يستغرقها ما بين ساعة ونصف إلى ساعتين، مثل هؤلاء الكثير والدليل ما نراه في الشوارع تجدهم بعد نهاية العمل الكل مستعجل من أجل الرجوع إلى المنزل ليس لإعداد وليمة الإفطار وإنما من أجل الوصول إلى السرير ليغوص في سبات عميق من النوم حتى المغرب، ليبدأ بعدها دائرة المشوار من جديد، بل نشاهد من البعض منهم بعد العمل تأخذ السيارة مسارين والبعض الآخر لا يشعر إلا وقد صدم الحاجز أو الرصيف أو السيارة التي أمامه، لأن زحمة الشوارع والسهر وعدم الانتباه كل هذا تظهر مشاكله وبلاويه في فترة الظهيرة، من كان يحب السهر عليه أن يأخذ اجازته في شهر رمضان ويأخذ راحته في قضاء أيامه ولياليه بلا نوم بدلاً من التقصير في أداء عملك وحرصك في الدوام على مسابقة الآخرين بتواجدك في المصلى قبل الأذان وتبقى إلى ما بعد الصلاة، يعني طواعتك لا تخليها في رمضان فقط لأن العمل عبادة أيضاً .

يونس المعشري

[email protected]