تُشكِّل الصِّناعات العُمانيَّة واحدًا من أهمِّ القِطاعات الاقتصاديَّة، خصوصًا وأنَّها تشهد تطوُّرًا كبيرًا وسريعًا بفضل استراتيجيَّة حكومة سلطنة عُمان الرَّامية إلى تنويع مصادر الدَّخل القومي وإلى خلق فرص عمل لكافَّة الأيادي العاملة، ناهيك عن عناية المغفور له جلالة السُّلطان قابوس بن سعيد وتركيز جلالة السُّلطان هيثم بن طارق (حفظه الله ورعاه).
وتُعدُّ صناعة النِّفط والغاز من أهمِّ الصِّناعات الحديثة النَّشأة في السَّلطنة، إذ تُسهم بشكلٍ كبير في رفد السُّوق المحليَّة بمنتَجاتها. كما تُصدِّر سلطنة عُمان كميَّات كبيرة من النفط والغاز إلى مختلف أنحاء العالَم، إذ تُشكِّل هاتان المادَّتان أهمَّ مصدرَيْنِ اثنَيْنِ من مصادر الدَّخل القومي للسَّلطنة.
أمَّا مصادر الدَّخل القومي العُماني الأخرى، فإنَّها تشمل الصِّناعات التحويليَّة، إضافة إلى العديد من القِطاعات المُهِمَّة الأخرى، من نَوْع صناعة البلاستيك والمواد البتروكيمياويَّة وصناعة المعادن والصِّناعات الغذائيَّة الَّتي تعتمد النَّاتج الزراعي المحلِّي على سبيل الاكتفاء الذَّاتي، والتَّصدير للفوائض.
زدِ على ذلك، «الصِّناعات الحِرفيَّة» إذ تُعَدُّ الصِّناعات الحِرفيَّة من أهمّ عناصر ومُكوِّنات التُّراث العُماني، حيث تُنتج السَّلطنة العديد من المنتَجات اليدويَّة الَّتي تُعرف بجودتها العالية وتصاميمها المميَّزة. ولا شكَّ في أنَّ هذا النَّوْع من الصِّناعات هو جزء من الصِّناعات المنزليَّة الَّتي تدمج المرأة مع الرَّجل في بناء الصِّناعة والاقتصاد العُماني. علمًا أنَّ الحكومة العُمانيَّة تعمل بمثابرة لإتاحة العديد من التسهيلات والحوافز لِدعْمِ هذه الصِّناعات الوطنيَّة، فهي توفِّر الأراضي للصِّناعيِّين بأسعار زهيدة، ناهيك عن تقديم القروض الماليَّة للمشاريع الصِّناعيَّة، على سبيل التَّشجيع. أمَّا الإعفاءات الضريبيَّة للمستثمرين في القِطاع الصِّناعي، فهي من أهمِّ عتلات تشجيع ودعم التقدُّم الصِّناعي، ناهيك عن برامج التَّدريب والتَّأهيل المهني للكوادر الوطنيَّة من أجْل العمل في القِطاع الصِّناعي.
وتواجِه الصِّناعات في سلطنة عُمان بعض التحدِّيات، مِثل: الاعتماد على الواردات المستوردة في بعض المواد الخام. نقص الكوادر الوطنيَّة الفنيَّة المؤهَّلة للعمل في بعض المجالات. وتواجِه الصِّناعات العُمانيَّة منافسة قويَّة ممَّا يَرِدُ أسواقها من الدوَل الأخرى. علمًا أنَّ الحكومة العُمانيَّة تخطِّط لزيادة مساهمة القِطاع الصِّناعي في النَّاتج القومي، وذلك من خلال العمل على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبيَّة المباشرة. والتَّركيز على تطوير البنى التحتيَّة الأساس للقِطاع الصِّناعي، ناهيك عن الاهتمام بالصِّناعات ذات القِيمة المُضافة العالية.
تُعَدُّ الصِّناعات في سلطنة عُمان من أهمِّ القِطاعات الاقتصاديَّة في البلاد، فهي تشهد تطوُّرًا كبيرًا بفضل استراتيجيَّة الحكومة العُمانيَّة الرَّامية إلى تنويع مصادر الدَّخل الوطني وخلق فرص عمل واسعة أمام النَّشء والشَّبيبة العُمانيَّة الواعدة.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي