الدوحة ـ «الوطن»:
أكد المنتدى الإحصائي الخليجي الثالث الذي اختتمت أعماله بالدوحة أمس واستمر يومين بتنظيم من المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على أهمية التحول نحو اقتصاد قائم على البيانات والمعرفة بما يسهم في تعزيز استدامة التنمية وجودة القرار في دول مجلس التعاون، وترسيخ مكانة المنطقة كمركز إقليمي للتميز الإحصائي والابتكار في إدارة البيانات.
كما تم التأكيد على تعزيز التكامل بين الأنظمة الإحصائية الخليجية وتوحيد المعايير والمنهجيات وتوظيف الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة في دعم عمليات التعداد والإحصاء وكذلك الاستثمار في بناء القدرات الوطنية في علوم البيانات والتحليل الإحصائي بالإضافة إلى تعزيز التنسيق بين أجهزة الإحصاء الخليجية لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات حيث شارك في المنتدى نخبة من القيادات الإحصائية والخبراء والمتخصصين من مختلف دول المجلس.
وقال أحمد بن حسن العبيدلي المدير العام لمركز الإحصاء الوطني في المجلس الوطني للتخطيط بدولة قطر إن المنتدى الإحصائي الخليجي الثالث يعكس التزاما عميقا بدعم التعاون الإحصائي الخليجي، وإيمانا بأهمية البيانات كعنصر محوري في رسم السياسات العامة وصناعة القرار القائم على الأدلة والمعرفة.
وقال: إن المنتدى يأتي في مرحلة مهمة تشهد فيها دول مجلس التعاون تحولات رقمية متسارعة، تتطلب بناء أنظمة بيانات متكاملة قادرة على دعم الرؤى الوطنية والخطط التنموية حيث إن المنتدى يشكل منصة استراتيجية لتعزيز التكامل الإحصائي الخليجي، وتبادل الخبرات والتجارب في مجال التحول الرقمي، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة لخدمة العمل الإحصائي، مشيرًا إلى أن المستقبل يتجه نحو بناء منظومات بيانات ذكية تتيح الوصول الفوري للمعلومة الدقيقة وتسهم في صياغة سياسات أكثر فاعلية.
وأوضح أن جلسات المنتدى تركز على محاور جوهرية تشمل التطورات الحديثة في تقنيات البيانات، وحماية المعلومات في العصر الرقمي، والابتكار في أدوات معالجة البيانات، إضافة إلى بناء القدرات الخليجية في علم البيانات، وتطوير ثقافة البيانات كرافعة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن مشاركة نخبة من الخبراء والقيادات الإحصائية من دول مجلس التعاون، إلى جانب المؤسسات الإقليمية والدولية، تسهم في إثراء الحوار حول مستقبل العمل الإحصائي الخليجي، وتساعد في تحديد أولويات المرحلة القادمة، خصوصًا ما يتعلق بتعزيز جودة البيانات، وتكامل السجلات الإدارية، وأمن المعلومات.
من جانبها قالت سعادة انتصار بنت عبدالله الوهيبية المديرة العامة للمركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربيةإن انعقاد المنتدى الإحصائي الخليجي الثالث يمثل محطة مهمة في مسيرة العمل الإحصائي الخليجي المشترك، ويأتي في وقتٍ تتسارع فيه التحولات الرقمية والتكنولوجية التي تفرض واقعًا جديدًا يتطلب تطوير أنظمة بيانات أكثر تكاملًا وابتكارًا.
وأضافت أن المنتدى يأتي استكمالًا للجهود التي يبذلها المركز الإحصائي الخليجي لتعزيز التعاون بين الأجهزة الإحصائية الوطنية في دول المجلس، ودعم بناء منظومة بيانات إقليمية موحدة تسهم في دعم متخذي القرار، وتوفر قاعدة معرفية دقيقة وشاملة تخدم أهداف التنمية المستدامة والرؤى الوطنية الخليجية.
وبينت أن المنتدى يشكل منصة علمية وتفاعلية رفيعة المستوى تجمع نخبة من القيادات الإحصائية والخبراء وصناع القرار، لتبادل الخبرات ومناقشة أحدث المستجدات في مجالات الذكاء الاصطناعي، وتحليل البيانات الضخمة، والتحول الرقمي، وأمن المعلومات إلى جانب استعراض التجارب الوطنية الناجحة في تطوير البنى التحتية الإحصائية.
وأوضحت أن المركز الإحصائي الخليجي يواصل العمل على تنفيذ استراتيجية طموحة تهدف إلى توحيد المعايير والمنهجيات الإحصائية بين دول المجلس، وتعزيز قدرات الأجهزة الإحصائية الوطنية، وتطوير منصات رقمية موحدة لتبادل البيانات وإتاحتها بصورة آمنة وشفافة، بما يدعم مسيرة التحول نحو اقتصاد قائم على المعرفة والبيانات الدقيقة.
وأكدت أن المرحلة المقبلة تتطلب تعزيز التكامل الإحصائي الخليجي وتكثيف الجهود في مجالات بناء القدرات الوطنية، وتوظيف التقنيات الحديثة في إنتاج وتحليل البيانات، وتطوير سياسات فعّالة لحماية المعلومات مشيرة إلى أن المنتدى سيسهم في صياغة توصيات عملية لتعزيز جاهزية الأنظمة الإحصائية الخليجية لمواكبة تحديات المستقبل.
شهدت الجلسات النقاشية للمنتدى عرضًا لمجموعة من أوراق العمل والتجارب الإقليمية الرائدة، حيث تم استعراض الآفاق المستقبلية لاستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في دعم المنظومة الإحصائية مع التطرق إلى تجارب خليجية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات والتنبؤات السكانية ودعم السياسات العامة، بينما ناقش رؤساء الأجهزة الإحصائية الخليجية الرؤى المشتركة لبناء نظام بيانات متكامل لمستقبل مستدام مع التركيز على التحديات المرتبطة بجودة البيانات وأمنها وتكاملها مع السجلات الإدارية.
كذلك ناقش المشاركون موضوع الابتكار في أدوات معالجة البيانات والتحديات التقنية والأمنية وحماية البيانات في العصر الرقميوالجوانب الأمنية في جمع وتحليل البيانات الضخمة.
كذلك تم التطرق إلى ثقافة البيانات والتحول الرقمي ودورهما في دعم اتخاذ القرار وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأتمتة العمليات الإحصائية وتسريع الإجراءات لتحسين كفاءة صناعة القرار بالإضافىة إلى أبرز الممارسات الناجحة في تدريب وتأهيل الكوادر الوطنية.
شهدت المنتدى تنظيم جلسة عصف ذهني لقيادات الصف الثاني من المراكز الإحصائية الخليجية حول دور السياسات العامة في تطوير قطاع البيانات.