جاء الاستعراض العسكري الكبير بميدان الفتح يوم الـ(20) من نوفمبر الجاري واستعراض الأسطول 2025 يوم الـ(21) من نوفمبر بالرعاية السَّامية لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ لِيرسما معًا لوحة وطنيَّة جامعة تجسِّد مَجد الدَّولة العُمانيَّة وعُمق تاريخها، ورسوخ قِيَمها، وديمومة النهضة المتجدِّدة.
وقد جسَّد العرض العسكري الكبير واستعراض الأسطول ملامحَ الاعتزاز الوطني في أبهى صوَره، لِيترجما مكانة الاحتفال باليوم الوطني لسلطنة عُمان ذكرى تأسيس الدَّولة البوسعيديَّة؛ هذا اليوم الخالد في الوجدان العُماني بوصفه يومًا من أيَّام المَجد الممتدِّ عَبْرَ عشرات السنين من القوَّة البحريَّة والحضور الحضاري والريادة السياسيَّة.
ففي مظاهر الاحتفال انعكاس لعُمق التاريخ العُماني العريق الَّذي تميَّز بقوَّة مؤسَّساته العسكريَّة والبحريَّة، حيثُ كانت الجيوش العُمانيَّة والأساطيل البحريَّة عَبْرَ العصور عنوانًا للسِّيادة والدِّفاع عن الأرض وصون الاستقرار، لِيشكِّلَ الاستعراضان امتدادًا رمزيًّا لهذا الإرث المتجذر في ذاكرة الوطن.
كما أنَّ الرعاية السَّامية لجلالة السُّلطان المُعظَّم تحمل رسالة وطنيَّة تجسِّد أسمى معاني الوفاء للوطن وقائده، خصوصًا وأنَّ الاستعراضَيْنِ تجلَّت فيهما مظاهر الانضباط والشَّرف العسكري، بما يُعزِّز لدى المواطن اعتزازه بهُوِيَّته وبقوَّاته المُسلَّحة وبالدَّولة الَّتي بناها الآباء والأجداد، فضلًا عن إظهار المستوى المتقدم الَّذي بلغَتْه قوَّات السُّلطان المُسلَّحة في مجالات التدريب والتسليح والجاهزيَّة، ما يؤكد تلاقي الأصالة العسكريَّة مع التقنيَّات الحديثة.
وقد حمل ذلك أيضًا رسالة واضحة بأنَّ سلطنة عُمان دولة راسخة ركائزها، واثقة بخطواتها، ماضية في تعزيز مكانتها الإقليميَّة والدوليَّة تؤدي أدوارًا وطنيَّة وإنسانيَّة وأمنيَّة فاعلة، وقادرة على حماية مكتسبات النهضة المُتجدِّدة الَّتي تتلاقى فيها رمزيَّة الولاء والتاريخ العريق مع مشاريع التطوير والحداثة الَّتي تشهدها البلاد، بما يُعزِّز رؤية وطن يعتزُّ بماضيه ويفتخر بحاضره ويتطلع بثقة إلى مستقبله.
هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري