الأحد 23 نوفمبر 2025 م - 2 جمادى الآخرة 1447 هـ
أخبار عاجلة

أصداف : دفاعا عن «chatgpt»

أصداف : دفاعا عن «chatgpt»
الأحد - 23 نوفمبر 2025 09:30 ص

وليد الزبيدي

10


مثل أيِّ تطوُّر في التقنيَّات يخضع هذا التطور لانتقادات ومحاولات تشويه أو الانتقاص منه، إلَّا أنَّ ما يتعرض له الذَّكاء الاصطناعي بصورة عامَّة من حملات واسعة و(chatgpt) على وجْه الخصوص يستدعي التوقف عند الدوافع وما قد تؤول إليه ونتائج ذلك.

في البداية أوَدُّ توضيح نقطة في غاية الأهميَّة. فبخلاف ما يعتقد الكثيرون من أنَّ هذا النَّوع من الذَّكاء الاصطناعي يستطيع أن يكمل نيَّاتك ويجيب على كُلِّ ما يَدُوْر بخلدك من أسئلة واستفسارات، وفي الواقع يُمكِن القول إنَّ التركيبة والبنية العلميَّة لهذه المنصَّة الَّتي يَقُودها العبقري الشَّاب سام إلتمان تعمل بأُسُس علميَّة في غاية الدقَّة، وأنَّنا يُمكِن وصفُها بالمختبرات العلميَّة، ففي حال نقص عنصر واحد في عمليَّة تحليل الدم أو أيّ نوع من التحليلات فإنَّ النتائج لن تخرج كما هو مطلوب، أي أنَّ الأمر يصبح كمَن يريد أن تسيرَ السيَّارة بثلاث عجلات، أو الدراجة الهوائيَّة بعجلة واحدة، ولأنَّ قضيَّة وطريقة طرح الأسئلة سهلة فإنَّ البعض يستسهل السؤال للحصول على إجابات فخمة، وهذا أمر غير صحيح.

تابعت بعض النقاشات معchatgpt ووجدت تفسيرين أحدهما يدخل النقاش في خانة البراءة وعدم معرفة حقيقة وعُمق هذا التطور الهائل.. مثلًا عندما يقف مذيع في شاشة قناة شهيرة ويحاول انتقاد الذَّكاء الاصطناعي على الهواء مباشرة ويسأله عن أسماء الشعراء في العالم، يعتذر الذَّكاء الاصطناعي التوليدي وعلى الطرف الآخر يبتهج المذيع، ثم يسأله عن أسماء الشعراء العرب فيصاب بنوبة من الفرح وينتهي بسؤاله عن أسماء ألف شاعر عربي، لِتكتملَ فرحته بهزيمة عدوِّه اللَّدود، وتفسير ذلك كما قلنا قد يكُونُ جهلًا حقيقيًّا بالعُمق التقني الهائل الَّذي يقوم عليه الذَّكاء الاصطناعي أو ـ وهذا بسبب حملات تشويه وانتقادات واسعة من قِبل المذيعين والمذيعات وبالطبع ليس كلهم ـ إذ يعتقد أصحاب هذه المهنة أنَّ الذَّكاء الاصطناعي يُهدِّد مهنتهم بإنتاج روبوتات مذيعات ومذيعين، خصوصًا بعد ظهور مثل هذه الروبوتات مع الأداء الرائع. وهنا نقول إنَّ الحرص على المهن أمر مشروع، لكن ليس بشنِّ هجمات عداء لواحد من أخطر التقنيَّات الَّتي تقدّم خدمات جليلة للبشريَّة، ولا تقتصر الهجمات بطبيعة الحال على المذيعات والمذيعين، وإنَّما يشمل ذلك أغلب الَّذين يرون الذَّكاء الاصطناعي يهدِّد مهنهم في القريب العاجل أو في قادم الزمن.

وليد الزبيدي

كاتب عراقي

[email protected]