يشكل مرجعا قيما للأجيال القادمة
بهلاء ـ من مؤمن الهنائي:
تصوير ـ عبدالله العبري :
صدر مؤخراً كتاب جديد بعنوان (أوقاف مساجد محلة الخضراء بولاية بهلاء) بمحافظة الداخلية، ويهتم بالتوثيق التاريخي والبحثي للمساجد والأوقاف في واحدة من أعرق محلات ولاية بهلاء، والتي تضم عدداً كبيراً من بيوت الله ومرافقها الوقفية، ومنها: الرفيع، الميثاء، بني قضاة، السحيلة، الجيلة، الزج، محبوب، العبري، الحواجر، الجيل، العوريات، الجلبة، السدرة، الفروض، الداغي، موسى، والمعلمين. وجاء الإصدار في 353 صفحة من القطع المتوسط، وهو ثمرة جهد بحثي امتد لعدة سنوات من التقصي والمتابعة من قبل القائمين عليه. وقد شارك في إعداده وتأليفه كل من: المرحومين بإذن الله تعالى محمد بن سويلم التميمي وسعيد بن سالم العوفي اللذين لم يكتب لهما العمر ليروا هذا الإنجاز، إلى جانب محمد بن سيف الربخي، والدكتور خالد بن هلال العبري، وسالم بن يعقوب العبري، والمصور الفوتوغرافي عبدالله بن خميس العبري، فيما تولى الإشراف على مراحل الإعداد والطباعة سالم بن سليمان العدوي.
ويكتسب الكتاب أهميته من كونه يوثق تفاصيل دقيقة حول المساجد والأوقاف التابعة لها، بما في ذلك المياه الجارية من الأفلاج، والآبار، والأراضي الزراعية، وأشجار النخيل، والضواحي التي ارتبطت بخدمة بيوت الله ودعم رسالتها الدينية والمجتمعية.
كما ضمّ الإصدار صوراً للمخطوطات الأصلية للأوقاف التي كتبت بخط اليد، بالإضافة إلى الخرائط والإحداثيات المكانية وسندات الملكية، لتسهيل وصول الباحثين والمهتمين إلى مواقع تلك الأوقاف والتعرف على امتداداتها الجغرافية. ويُشكل الكتاب مرجعاً قيّماً للأجيال القادمة، إذ يعكس الدور الحضاري والروحي للموروث الوقفي في ولاية بهلاء، وما يمثله من رافد أساسي لدعم المساجد ومدارس القرآن الكريم وصيانتها عبر العصور. كما يجسد قيمة العمل التشاركي بين الباحثين وأبناء المجتمع في إبراز الإرث الثقافي والديني للمكان، ويضع بين أيدي القراء والدارسين مصدراً أصيلاً يمكن الاعتماد عليه في البحوث الأكاديمية والمشاريع الثقافية المرتبطة بتاريخ الأوقاف العُمانية.
وأوضح سالم بن سليمان العدوي المشرف على مراحل الإعداد والطباعة لهذا الكتاب أن العمل لم يقتصر على التوثيق البحثي فحسب، بل تم أيضاً وضع لوحات إرشادية لكافة المساجد الواقعة في محلة الخضراء ولجميع المواقيف، تضمنت أسماء المساجد والمواقع، مع بيان كل موقع، لتكون دليلاً عملياً للباحثين والزوار والمهتمين، ويُنتظر أن يحظى هذا العمل البحثي باهتمام واسع من المختصين في الدراسات التاريخية والوقفية، لما يحتويه من معلومات ووثائق وصور نادرة، تؤرخ لمسيرة ممتدة من العطاء الخيري، الذي ارتبط بحياة المجتمع المحلي وأسهم في ازدهاره الديني والاجتماعي.