الحوقين ـ العُمانية: يجسّد بيت العود في قرية الحيملي بنيابة الحوقين بمحافظة جنوب الباطنة، قصة بيت أثري شاهد على الزمن من خلال تاريخ مرتبط بإرث الأجداد وعبق الماضي المترسخ بالذاكرة، حيث أصبح مشروعًا سياحيًّا ينبض بالحياة من الزوار ويجمع بين الأصالة والمعاصرة والتراث والاستثمار. وأشار حميد بن راشد بن حميد الراجحي المشرف على البيت وأحد ملاكه لوكالة الأنباء العُمانية، إلى أن عدد زوار البيت منذ أكتوبر ٢٠٢٤م وحتى نهاية أكتوبر 2025م، تجاوز 1000 شخص من مختلف الجنسيات نظرًا لجمالية المكان ومدى اتصاله بالطبيعة البكر.وتوقع الراجحي أن يرتفع عدد الزوار خلال الموسم السياحي الشتوي الحالي مع التوجه للترويج للبيت عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بالإضافة إلى تعاون إدارة البيت مع الشركات السياحية للترويج لزيارة المكان وتنظيم رياضة المشي «الهايكن» في وادي الحيملي على مسافة ما يقارب 6 كيلومترات. وقال الراجحي إن بيت العود من الأماكن التاريخية المهمة في نيابة الحوقين من حيث تاريخه ونمطه المعماري حيث تأسس في نهاية دولة اليعاربة وبداية دولة البوسعيد على يد الشيخ راشد بن خميس الراجحي الذي توفي سنة 1188 هجرية. ويتشابه النمط المعماري للبيت مع الكثير من الحصون المصغرة في سلطنة عُمان وهو عبارة عن مبنى مربع الشكل مع وجود برجين متقابلين اندثر البرج الغربي في حقبة تاريخية قديمة.
ووضح أن بيت العود بشكل عام هو بيت دفاعي تحصيني استخدم في فترات معينة ويتكون من خمس غرف أساسية إلى جانب الممر وغرفة السطح حيث تتشكل أهم عناصر البيت المتمثلة في: البرج الشرقي وفتحات لإطلاق النار ومساقط العسل الحار وعرض الجدران، مؤكدا على أن البيت أصبح معرضًا أثريًّا يستقطب العديد من الزوار من داخل سلطنة عُمان وخارجها ويعد نموذجًا نوعيًّا في توظيف الهُوية الثقافيّة لخدمة التنمية المستدامة.
وبين أن الباب الرئيس للبيت تمت صناعته من خشب العلعلان وهي من الأشجار المعمرة في سلطنة عُمان وأسقفه من جذوع النخيل وبعض الأماكن من أخشاب السدر المحلية. مشيرا إلى أن البيت تم ترميمه خلال فترات زمنية قديمة آخرها في عام 1389 هجرية. وفي الآونة الأخيرة تم ترميمه بالطريقة التقليدية القديمة المستخدمة وتم افتتاحه بعد التجديد في 15 ديسمبر من العام 2018م تحت رعاية صاحب السُّمو السّيد ملك بن شهاب بن طارق آل سعيد ويحتوي حاليًّا على عدد من المحتويات الأثرية والتاريخية المتمثلة في الأبواب القديمة والوثائق والمخطوطات والسعديات والمواد المنزلية وبعض النوادر ووجود وثائق ودفاتر ترميمه خلال فترات زمنية قديمة كتبت بواسطة أهل البيت وأصبح في الوقت الحالي مزارًا سياحيًّا لزوار وادي الحيملي.
