افتتح الرئيس المصري المتحف المصري الكبير السبت الماضي بحضور لفيف من الزعماء ورجالات الدَّولة على مستوى العالم، وقد شرف الافتتاح بالحضور نيابةً عن حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق ـ حفظه الله ـ صاحب السُّمو السَّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب. ويُعَدُّ افتتاح المتحف حدثًا ثقافيًّا وحضاريًّا بارزًا على المستويين العربي والعالمي حظي باهتمام واسع؛ باعتباره أكبر صرح حضاري مخصّص لحضارة واحدة في العالم، وله أهميَّة كبيرة عربيًّا بتعزيز الهُوِيَّة الحضاريَّة العربيَّة بإبراز المتحف لِدَوْر مصر كواحدة من أقدم وأهم مراكز الحضارة في التاريخ الإنساني، ممَّا يُعزِّز الفخر بالهُوِيَّة العربيَّة ويدعم الانتماء إلى جذور حضاريَّة عريقة، كما أصبح المتحف مركزًا علميًّا وثقافيًّا يُمكِن للدول العربيَّة التعاون معه في مجالات البحث الأثري والترميم وعرض التراث، ودعم السياحة العربيَّة البَيْنِيَّة إلى جانب جذب المتحف الزائرين من مختلف الدول العربيَّة، ممَّا يُسهم في تنشيط السياحة الثقافيَّة العربيَّة وتعزيز التبادل العلمي والثقافي بَيْنَ الشعوب، خصوصًا بَيْنَ مصر والدول العربيَّة؛ كونه منصَّة للتعاون الثقافي يتيح تنظيم معارض مشتركة بَيْنَ مصر والدول العربيَّة، ممَّا يُعمِّق العلاقات الثقافيَّة ويُعزِّز الحوار الحضاري.
كما تأتي الأهميَّة العالميَّة من محتويات المتحف التي تضم كنوزا تعرض لأول مرة
إنَّ المتحف ليس مجرَّد مكان لعرض الآثار، بل هو نافذة تطل على تاريخ طويل يمتد لآلاف السنين،لتميُّزه بموقعه المتميز في مواجهة الأهرامات وبطرازه المعماري الحديث. ممَّا يؤكد أنَّ مصر ما زالت قلب الحضارة ونبع التاريخ الإنساني، وهنا يُمكِن القول إنَّ افتتاح المتحف لا يُمثِّل فقط إنجازًا أثريًّا، بل هو تجسيد لروح مصر الخالدة، ودليل على أنَّ الحضارة المصريَّة ما زالت حيَّة تنبض في وجدان الإنسانيَّة، وأنَّ الحضور الكثيف لهذا العدد من القادة وتلك المتابعة الحيَّة على العديد من شاشات العرض في مختلف دول العالم تثبت أنَّ الحضارة المصريَّة والَّتي هي جزء من الحضارة العربيَّة يُمكِنها أن تبهر العالم وتذكّر أنَّنا أصحاب حضارة أنارت الكون وعلَّمت الإنسانيَّة الحُب والعِلم والسلام.
تضمن حفل الافتتاح العديد من المشاهد والرسائل التى خطفت القلوب والأنظار، و كان من أكثر المشاهد اللافتة فى الحفل ظهور وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسنى، صاحب فكرة إنشاء المتحف المصرى الكبير، وحديثه الصادق ورعشة صوته فرحاً بتحقيق حلمه، ومهابة سنوات عمره التى مرت وهو ينتظر هذه اللحظة، كان مشهداً يعبر عن كل قيم الوفاء والإخلاص وإعطاء كل ذى حق حقه، أما ظهور وكلمات طبيب القلوب العالمى الدكتور مجدى يعقوب فكانت مصدر فخر كبير، حيث عبر عن الثقافة والحضارة المصرية التى تعلى قيم الإنسانية وحقوق البشر على أية اعتبارات دينية أو عرقية.
جودة مرسي
من أسرة تحرير «الوطن»