ملتقى الصناعة السينمائية يهدف إلى بناء جسور حقيقية بين الإبداع والاستثمار
صحار ـ من خالد السيابي:
تختتم اليوم فعاليات مهرجان الباطنة السينمائي الدولي الثالث، حيث تحتضن صالة «فوكس سينما» بولاية صحار الحفل الختامي للمهرجان، الذي انطلق الاثنين الماضي، وأقيمت خلاله العديد من الفعاليات التي تنوعت في محاورها وتفاصيلها السينمائية.
وصل عدد الأفلام المستقبلة في هذه النسخة 319 فيلما مشاركا، ووصل عدد الدول المشاركة 33 دولة، توزعت بين الأفلام الروائية القصيرة العمانية والدولية والأفلام الوثائقية القصيرة العمانية والدولية وأفلام الذكاء الاصطناعي وأفلام المؤسسات العمانية. وأقيم صباح أمس ضمن المهرجان عدد من الفعاليات منها (ملتقى الصناعة السينمائية)، ويأتي هذا الملتقى كمنصة تفاعلية تجمع بين صناع القرار والمنتجين والمبدعين ورواد الأعمال في قطاع السينما، لبحث مستقبل الصناعة في سلطنة عُمان، واستشراف الفرص الواعدة في منطقة الباطنة كوجهة جديدة للإنتاج السينمائي، ويهدف الملتقى إلى بناء جسور حقيقية بين الإبداع والاستثمار، عبر حوارات ملهمة وحلقات عمل تطبيقية وأوراق بحثية تناقش محاور السينما الحديثة والذكاء الاصطناعي وآليات اكتشاف المواهب، واستراتيجيات التمويل، ومفاهيم الإنتاج الذكي، إلى جانب استعراض التجارب الرائدة في المنطقة والعالم العربي.
ومن الأفلام الروائية العمانية القصيرة فيلم (المجهول) للمخرج العماني محمد الجندي حيث تدور أحداثه في قرية عمانية، حيث يمتزج الواقع بالخيال لحل لغز اختفاء موسى، لتتشكل حكاية مشوقة عن الحرية والمغامرة والسعي لكتابة تاريخ جديد.
وفيلم (وهم) للمخرج العماني عيسى الصبحي، ويحكي قصة أكاديمي مضطرب يهرب إلى الجبال بحثا عن الحقيقة، فيكتشف أن القيود والإنسانية أوهام أزلية لا يمكن تجاوزها.
وفيلم عماني اخر حمل عنوان (قصاصة) للمخرجة العمانية نور الهنائية وتدور أحداث الفيلم حول رجل يعمل في مكتبة كتب، يجد كل يوم رسائل غامضة، فينطلق بحثا عن صاحبها ليجد نفسه في مواجهة أسرار عميقة عن ذاته. ويشارك الفنان والمخرج العماني طالب بن محمد البلوشي بفيلم (أقدام متسخة) وهو فيلم إنساني يحكي عن الشاب فقير يعاني من الإعاقة والقسوة المجتمعية حتى نهايته المأساوية، كاشفا ظلم الفقراء والمهمشين. ومن الأفلام الوثائقية العمانية القصيرة فيلم (الحناء) للمخرجة العمانية جنان آل عيسى يتناول الفيلم نبات الحناء وعاداته وتقاليده في الأفراح والأتراح، كرمز لتجاوز الألم والشفاء العاطفي، في ملحمة إنسانية تعكس ترابط المجتمع وعمق علاقاته. ومن الأفلام العمانية أيضا فيلم للمخرج العماني فهد البلوشي حمل عنوان (صوت البحر) وهو فيلم قصير يوثق رحلة فنان من ولاية صور، منذ بداياته وشغفه بالموسيقى، مرورا بمشاركاته وأغانيه، وصولا إلى مسيرته الفنية وسيرته الذاتية الملهمة. وشارك المخرج العماني أنس الزدجالي بفيلم (وراق) هو يوثق رحلة امرأة عمانية تعيد إحياء صناعة الورق يدويا من الطبيعة، في رسالة عن الإبداع والهوية والاستدامة.
وشارك طلاب جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى بفيلمهم القصير (هَمَم)، وهو مشروع تخرج يجسد تجربة ملهمة عن الإصرار وتجاوز التحديات، ضمّ الفريق مجموعة من المواهب الشابة، حيث أخرجت الفيلم بشرى الهنائية، وساعدتها في الإخراج اليمامة الربيعية، وتولى الإخراج الفني كلٌّ من تسنيم الجاسرية وإيمان الخاطرية، وفي إدارة التصوير سلطان البريكي، وتولت عهود العامرية إدارة الإنتاج.
وحول الفيلم قالت مخرجة العمل : جاءت المشاركة في المهرجان بهدف تسليط الضوء على قصص الإلهام والتحدي، وإبراز قدرات الشباب العُماني في توظيف الفن السينمائي كأداة للتعبير الإنساني والاجتماعي، إضافة إلى فتح آفاق أوسع أمام الطلبة للمنافسة في الساحة السينمائية المحلية.
واضافت: تدور أحداث الفيلم حول شخصية الشاب سعيد الذي يعاني التأتأة، حتى تحوله إلى فارس وجد شفاءه مع الخيول، وأصبح اليوم يدير مركزا يعالج التأتأة عبر قوة العلاقة بين الإنسان والحصان.
بينما قدمت المخرجة العمانية فاطمة سعيد فيلما قصيرا عن عدنان الذي جعل دراجته رمزا لهويته ورسالة حب وأنتماء، مثبتا أن الهوية تصنع بالأفعال لا بالكلمات.
وبلغت أفلام المؤسسات 12 فيلما ومنها فيلم (أم المزارع) يتناول الفيلم توثيق لمزرعة رزات السلطانية، وهي إحدى أكبر المزارع النموذجية في سلطنة عُمان.
أما أفلام الذكاء الاصطناعي العمانية، عرض فيلم (جذور عمان نحو المستقبل) للمخرجة العمانية نصرى المغيرية يحكي عن رحلة جد وأحفاده عبر تاريخ سلطنة عُمان وحاضره نحو مستقبل رؤية 2040، حكاية تلهم الأجيال وتحتفي بالوطن.
أما الأفلام العربية والإسلامية والعالمية، فحملت عناوين متنوعة كالفيلم البحريني (عذر أجمل من ذنب) للمخرج هاشم أشرف وفيلم 1420 للمخرجة السعودية أروى سالم، وفيلم للمخرج المصري محمود زين من جمهورية مصر العربية بعنوان (لا عزاء للسيدات)، وفيلم من مولدوفا جاء بعنوان (مكان أسفل الشمس) للمخرج فلاد بولجرين.
وواكب انطلاق مهرجان الباطنة السينمائي الدولي الثالث عدد من حلقات العمل ومنها حلقة (التصوير والإخراج السينمائي) قدمها المخرج جان البلوشي، وحلقة ( التلوين السينمائي ) قدمها حسام البوسعيدي، وحلقة (كتابة السيناريو) قدمها المخرج سليمان الخليلي، وحلقة (صناعة الأفلام بالذكاء الاصطناعي) قدمتها المخرجة أمل عسكر. وقامت إدارة المهرجان بتنظيم جولات سياحية للزوار والمشاركين، حيث حطت رحالهم في عدد من معالم ولاية صحار كزيارة جامع السلطان قابوس وزيارة قلعة صحار والسوق، وتعرف زوار المهرجان على تفاصيل تراثية وتاريخية تشتهر بها ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة.