الدقم ـ من ليلى الرجيبية:
اختتمت أمس أعمال منتدى الدقم الاقتصادي 2025 بخمس جلسات ناقشت عددا من الموضوعات منها: فن المرونة، والتصنيع في عالم سريع التغير في عالم الأعمال، وتنمية البنية الاساسية الحضرية في الدقم، والتقنيات الذكية، وترسيخ مكانة الدقم كمدينة رائدة في التوسع الحضري، وتمكين المجتمعات من خلال التنمية السياحية.
وأكدت الجلسات أن المنتدى جاء ليجدد التأكيد على ريادة سلطنة عُمان المتنامية في مجالات الطاقة المتجددة، والتصنيع المتقدم، والسياحة المستدامة، وتطوير المدن الذكية، بما يتماشى مع « رؤية عمان 2040».
واستهلت جلسات اليوم الثاني، بجلسة تحت عنوان: «فن المرونة - التصنيع في عالم سريع التغيرفي عالم الأعمال، واستعرض المتحدثون كيف تتصدر منشآت التصنيع في الدقم مشهد «فن المرونة»، من خلال تقليص زمن الوصول إلى السوق بنسبة تصل إلى 50%، وزيادة رضا العملاء بنسبة 30%.
وناقش الخبراء كيف يسهم الذكاء الاصطناعي وتقنيات إنترنت الأشياء وتحليلات البيانات في خلق بيئات تصنيع لا تكتفي بالتفاعل، بل تتنبأ. كما استعرضوا العلاقة المتغيرة بين الأتمتة والخبرة البشرية، وكيف يمكن لثقافة الابتكار أن تُحوّل التقلبات إلى قوة تنافسية..
وعلى الجانب اللوجستي، استعرض المتحدثون كيف يُسهم موقع الدقم، وكفاءة الإجراءات الجمركية، والبنية الاساسية في بناء سلاسل توريد مرنة ومتكاملة إقليميًا. كما ناقشوا كيف تُسرّع الشركات العُمانية من دورات تطوير المنتجات لتقديم حلول أكثر دقة واستجابة.
فيما ناقشت الجلسة الثانية: «التطوير من الصفر والتفكير الإبداعي - تصميم البنية الاساسية الحضرية في الدقم»، وتناولت كيف يُشكّل التفكير الريادي ملامح البنية الاساسية في الدقم - من الأصول الصلبة مثل النقل والطاقة واللوجستيات، إلى البنية الاساسية التي تُعزز المجتمعات، والمرونة والاستدامة.
وجاءت الجلسة الثالثة بعنوان: «التقنيات الذكية: ترسيخ مكانة الدقم كمدينة رائدة في التوسع الحضري وجاهزيتها للمستقبل»، وتناولت هذه الجلسة كيف يمكن للدقم أن تقود المنطقة في مجال التحضر المستقبلي، من خلال تبني الذكاء الاصطناعي، وإنترنت الأشياء، والبنية الاساسية الذكية. وأكد المتحدثون بالجلسة أن الدقم تتمتع بموقع فريد يمكّنها من وضع معايير جديدة للحياة الحضرية الذكية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وتحسين جودة الحياة، بما يتماشى مع طموحات الاستدامة ، كما استعرضت هذه الجلسة نماذج عالمية ملهمة، حيث تنشر المدن شبكات طاقة مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة تنقل ذكية، وتصاميم حضرية متجاوبة مع المناخ، بهدف تقليل الانبعاثات، وتعزيز قابلية العيش. فيما جاءت الجلسة الرابعة تحت عنوان: «استقطاب المواهب: العيش والعمل والترفيه»، وناقش المتحدثون في هذه الجلسة: كيف يمكن للمدن أن تتحول إلى بيئات جاذبة للمواهب - أماكن يختار فيها المهنيون ورواد الأعمال، العمانيون والدوليون، أن يبنوا حياتهم. وما الذي يجعل المدينة وجهة للإقامة، لا مجرد محطة للعمل؟ وكيف يمكن للدقم أن تلهم الناس للبقاء، والانتماء، والازدهار؟.
وأشار المشاركون إلى أن الدقم تبرز كمركز اقتصادي ديناميكي، وأن نجاحها لا يعتمد فقط على البنية الاساسية والاستثمار، بل على قدرتها على استقطاب ألمع العقول، وإقناعهم بالقدوم من أجل الفرص، والبقاء من أجل نمط الحياة، وبناء مستقبلهم المهني والعائلي في قلب المدينة.
ثم جاءت الجلسة الخامسة والأخيرة لليوم الثاني تحت عنوان: «تمكين المجتمعات من خلال التنمية السياحية»، وأوضحت كيف تشكل الدقم هويتها السياحية الخاصة، وكيف يمكنها تسخير تراث مجتمعاتها العريقة لجذب المسافرين المحليين والإقليميين والدوليين؟ وكيف تضمن أن تبقى التنمية السياحية أصيلة، مستدامة، وشاملة؟ وأشار الخبراء إلى أنه مما يميز سلطنة عمان سياحيا تاريخها العريق النابض، وثقافتها الأصيلة، وتقاليدها الغنية. وشهدت جلسات المنتدى على مدى اليومين تفاعلا كبيرا من الحضور، سواء من حيث طرح الأسئلة وطرح العديد من النقاط المختلفة، بالاضافة إلى طرح بعض الأفكار، مما أثرى النقاش .
ويشكل المنتدى أحد أبرز الفعاليات الاقتصادية والتي تعنى بتسليط الضوء على الخطط الاستراتيجية الحالية للمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، والمساهمة والتخطيط في رسم مستقبل المنطقة على المديين (القريب والبعيد). وقد جاء المنتدى ليُرسّخ مكانة الدقم كواحدة من أبرز الوجهات العالمية للاستثمار المستدام والابتكار والسياحة وتطوير أنماط الحياة.