الثلاثاء 28 أكتوبر 2025 م - 6 جمادى الأولى 1447 هـ
أخبار عاجلة

التوافق العربي.. يأتي بخالد العناني رئيسا لليونسكو

التوافق العربي.. يأتي بخالد العناني رئيسا لليونسكو
الاثنين - 27 أكتوبر 2025 11:19 ص

محمد عبد الصادق

20


بعد سنوات من الإخفاق، استطاع العرب الاتفاق على مرشح عربي لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، بعدما حظي المرشح المصري الدكتور خالد العناني بتوافق عربي غير معتاد، كان وراء فوزه بالمنصب الرفيع، بعد (3) مرات هزم فيها المرشحون العرب نتيجة غياب الإجماع العربي. ففي ختام أعمال الدَّوْرة العاديَّة لمجلس وزراء الخارجيَّة العرب المنعقدة مؤخرًا بمقر جامعة الدول العربيَّة بالقاهرة، اعتمد المجلس ترشيح العناني بإجماع الأصوات، بعد ترشيح مصر له في أبريل 2023، استنادًا لمؤهلاته وإنجازاته القيّمة طيلة (30) عامًا، في مجالات الآثار والتراث والمتاحف والسياحة، والتدريس الجامعي والبحث العلمي.

تولى العناني منصب وزير الآثار في مارس 2016، حتَّى يناير 2019، شهدت الآثار المصريَّة في عهده طفرة كبيرة في الاكتشافات الأثريَّة، وإنشاء المتاحف، والمزارات السياحيَّة، وإعادة ترميم العديد من المواقع التراثيَّة الإسلاميَّة والقبطيَّة، كما تولى حقيبة السياحة أثناء جائحة كورونا، واستطاع جذب آلاف السيَّاح الأوروبيين، لزيارة مصر بعيدًا عن تفشِّي الوباء في دول أوروبا، حتَّى ترك الوزارة في 2022م.

وسبق لمصر ترشيح وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني في العام 2009م، أمام وزيرة الخارجيَّة البلغاريَّة السابقة جيورجييفا بوكوفا، الَّتي استطاعت الفوز بالمنصب، بعد تدخُّل اللوبي الصهيوني، المتحالف مع أميركا والاتحاد الأوروبي، الَّذي شنَّ حملة مسعورة على فاروق حسني، واتهموه بمعاداة السامية؛ بسبب تصريحاته عن رفضه للتطبيع الثقافي مع «إسرائيل»، ومنعه للكتب «الإسرائيليَّة» من دخول مكتبة الإسكندريَّة، ورفض دعوة «إسرائيل» للمشاركة في معرض القاهرة الدولي للكِتاب، واستضافته المفكر الفرنسي اليهودي اليساري روجيه جارودي الَّذي ينكر المحرقة.

وحصل حسني في الجولة الأولى على (22) صوتًا من إجمالي (58) تمثّل أصوات المجلس التنفيذي لليونسكو، وبفارق كبير جاءت البلغاريَّة بوكوفا في المرتبة الثانية بثمانية أصوات فقط، وفي الجولة الثانية حصل حسني على (25) صوتًا، ووقفت البلغاريَّة عند (13) صوتًا، وحصلت المرشحة النمساويَّة على (11) صوتًا، وتطلب الأمر جولة ثالثة لحسم النتيجة، وهنا ظهرت الألاعيب والتربيطات! كثَّف الأوروبيون تحركاتهم لإقناع النمساويَّة بالتنازل لصالح بوكوفا، ورغم ذلك جاءت نتيجة الجولة الثالثة لطمة على خد المتواطئين، وحصل حسني على (29) صوتًا وتساوى مع البلغاريَّة، وبقي صوت وحيد ليرجح كفَّة أحد المرشحين. وفي الجولة الخامسة، نجح اللوبي الأوروبي الأميركي في إقناع إحدى الدول الإفريقيَّة بتغيير صوتها من حسني لبوكوفا، لتفوز بالمنصب وتمكث في كرسي الرئاسة ثماني سنوات.

ولم يكُنْ حسني الخاسر العربي الوحيد في معركة اليونسكو، فقد سبقه بعشر سنوات السعودي غازي القصبي بترشيح عربي، ومعه المصري إسماعيل سراج الدين بترشيح من الاتحاد الإفريقي، ووقعت الدول العربيَّة في حرج كبير بَيْنَ المرشحيْنِ، والنتيجة خسر كلا المرشحيْنِ؛ بسبب غياب التوافق العربي، واستفاد من الموقف الياباني كويتشيرو ماتسورا، الَّذي حصل على أصوات آسيا وأميركا اللاتينيَّة، ليفوز بالمنصب على حساب المرشحيْنِ العربييْنِ، وتدارك العرب الأمر هذه المرة، واستطاعوا التوافق على مرشح عربي وحيد، والوقوف خلفه، وتدعيمه حتَّى ظفر بالمنصب الرفيع.

محمد عبد الصادق

[email protected]

كاتب صحفي مصري