باريس - العُمانية: تشارك سلطنة عُمان في اجتماعات الدورة الـ 222 للمجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، التي تعقد في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس خلال الفترة من 1 إلى 16 أكتوبر الجاري.
وألقت سعادة السفيرة آمنة بنت سالم البلوشية، المندوبة الدائمة لسلطنة عُمان لدى اليونسكو، ونائبة رئيس المجلس التنفيذي عن المجموعة العربية، كلمة سلطنة عُمان أعربت خلالها عن تقدير سلطنة عُمان للجهود التي تبذلها المنظمة رغم التحديات العالمية، مؤكدة أن اليونسكو تواصل أداء دورها الحيوي في تعزيز التعليم والثقافة والعلوم، وهو ما يستحق منّا كلّ الدعم والتقدير.
ودعت سعادتها إلى معالجة الوضع المالي للمنظمة عبر نقاشات شفافة واستراتيجية، موضحة أن الاستدامة المالية لليونسكو تتطلب إجراءات جريئة وتخطيطًا طويل الأمد، يضمن قدرتها على مواكبة التحولات العالمية ودعم أهداف التنمية المستدامة للدول الأعضاء.
وأكدت سعادتها على ضرورة حماية المكاتب الميدانية وتعزيز قدراتها التشغيلية، لا سيما في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن "المكاتب الميدانية تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الأزمات، ويجب أن تحظى بالدعم الكامل لتؤدي دورها بكفاءة".
وأشادت سعادتها بجهود اليونسكو في تنظيم فعاليات دولية بارزة، من بينها قمة المعلمين العالمية في تشيلي، وأسبوع التعلم الرقمي، ومؤتمر MONDIACULT في إسبانيا، إلى جانب المؤتمر العالمي الخامس لمحميات الإنسان والمحيط الحيوي في الصين، الذي شهد إدراج محميتي الجبل الأخضر والسرين ضمن شبكة اليونسكو العالمية لمحميات الإنسان والمحيط الحيوي، مؤكدة أن إدراج المحميتين يعكس التزام سلطنة عُمان بحماية البيئة وتعزيز التنوع الحيوي، ويشكّل إنجازًا وطنيًّا نفخر به.
وفي سياق تعزيز مكانة المنظمة، دعت سعادتها إلى التنسيق المؤسسي واستكشاف فرص التمويل، مشيدة بجهود اليونسكو في تعبئة الموارد خارج الميزانية.
وأضافت: "نحن بحاجة إلى نموذج تمويلي أكثر تنوعًا ومرونة، يضمن استمرارية العمل المؤسسي ويعزز استقلالية المنظمة".
ودعت سعادتها إلى أهمية التوازن الجغرافي في توزيع الموارد البشرية وتعزيز المساواة بين الجنسين، مؤكدة أن "تنوع الدول الأعضاء يجب أن ينعكس في بيئة العمل داخل اليونسكو، بما يثري التجربة ويعزز العدالة المؤسسية".
وعبّرت المندوبة الدائمة لسلطنة عُمان لدى اليونسكو، ونائبة رئيس المجلس التنفيذي عن المجموعة العربية، في بيان ألقته عن المجموعة العربية، عن إدانتها الشديدة لما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة، مشيرة إلى تدمير أكثر من 110 مواقع تاريخية ودينية في غزة، والانتهاكات المستمرة في القدس الشريف والحرم الإبراهيمي.
وأدانت المجموعة الهجوم الإسرائيلي على دولة قطر واستهداف مدينة صنعاء القديمة في اليمن، داعية إلى تحييد مواقع التراث الثقافي في النزاعات المسلحة.
وأكدت المجموعة على ضرورة تعزيز الشفافية المالية، وتوسيع قاعدة التمويل، وتفعيل التعاون مع القطاع الخاص والمجتمع المدني، موضحة أن الشعوب العربية تتطلع إلى دور أكبر لليونسكو في دعم النهضة التعليمية والثقافية في المنطقة.