من بين أهم الأنشطة التي تحرص على تنظيمها محافظات سلطنة عمان وتوليها كل اهتماماتها لتكون الأبرز في فعالياتها السنوية، المواسم الثقافية والفنية والرياضية والسياحية والترفيهية، كونها تمثل رسالة مهمة في نقل الصورة الحقيقية للمفردات التي تتميز بها كل محافظة عن غيرها ثقافيا ورياضيا وفنيا وسياحيا وتراثيا بالإضافة إلى المقومات الاقتصادية والاستثمارية، ولعل موسم الشتاء مسندم 2025 - 2026 والذي اعلن عنه مؤخرا في حفل اقيم في مسقط، من بين ابرز الفعاليات التي نجحت فيه المحافظة ليكون ايقونة سنوية يستقطب مئات الآلاف من السياح والزائرين إلى هذا الجزء العزيز من سلطنة عمان، والذي يتفرد بموقعه الجغرافي المطل على احد أهم المضايق البحرية ويمر من خلاله اهم عنصرين من عناصر الاقتصاد العالمي المتمثل في النفط والغاز، فضلا عن الحراك التجاري المتبادل بين العواصم المطلة على الخليج العربي ودول العالم من قاراتها الخمس.
الموسم هذا العام شعاره «شراكة» مما يعكس ذلك ان نجاح اي فعالية او نشاط لا تتحقق إلا من خلال شراكة حقيقية بين مكونات المجتمع المختلفة، الحكومة بمكوناتها الخدمية المتعددة والقطاع الخاص، وكذلك المجتمع بأفراده ومؤسساته الاهلية والتطوعية، وصولا إلى الانتقال بمحافظة مسندم وجعلها على مسار السياحة خليجيا واقليميا ودوليا، لضمان الاستدامة في التنمية التي تنطلق منها المحافظة المستندة من مرتكزات رؤية عمان 2040 التي بطبيعة الحال أفردت لها حيزا كبيرا من الصلاحيات والخطط المستقبلية والعمل باللامركزبة تحقيقا لاقتصاد متنوع مزدهر ومجتمع يتفاعل بشكل ايجابي مع كل ما يقدم له من خدمات، وان يؤمن له الاسباب التي تجعله قادرا على الافادة والاستفادة من الموسم، الذي ستنفذ من خلاله 60 فعالية في ولايات المحافظة الاربع خصب ودبا وبخا ومدحا ونيابتيها ليما وكمزار، وهي كلها حواضر تحمل بين جنباتها مفردات من الثقافة والتاريخ ومواقع قل ما تجدها في محافظات وولايات اخرى مثل الجزر والخلجان والوديان.
نجاح الموسم الماضي لاشك اعطى القائمين عليه دفعه معنوية كبيرة للتنوع في انشطة وفعاليات هذا الموسم، التي بطبيعة الحال صممت لتناسب الشرائح المختلفة، وان تكون تلك الشرائح جزءا اساسيا منها، وان يعكس حجم استفادة اكبر للمؤسسات الصغيرة والحرفيين والأسرة المنتجة، مما سيقدمونه من إبداعات وخدمات لزوار الموسم، حيث ان اهمية مثل هذه الفعاليات ينطلق من تأمينها لمصادر الرزق لافراد المجتمع، إلى جانب دورها التسويقي والدعائي وابراز التنوع في المقومات التي تنفرد بها المحافظة، انتا نعتقد بأن مثل هذه المواسم والملتقيات التي اصبحت نافذه تطل من خلالها محافظات سلطنة عمان في كل عام، قصص نجاح تضاف إلى رصيد منجزات الوطن المحققه في كافة المجالات.
طالب بن سيف الضباري