فيما جاء التقدم الَّذي حقَّقته سلطنة عُمان ـ ممثلة بهيئة الطيران المدني ـ والمتمثل في الانتقال من المرتبة الـ(133) عالميًّا في عام 2020م إلى المرتبة الخامسة عالميًّا في 2025م في مؤشرات الامتثال لمعايير السَّلامة الجويَّة كثمرة ثمرة جهود التطوير المستمر في البنية التنظيميَّة والتشريعيَّة والتقنيَّة لقِطاع الطيران الطيران المَدني.. فإنَّ هذا الإنجاز النوعي يعكس التحوُّل الاستراتيجي والنهج الجادَّ لترسيخ قِطاع طيران موثوق دوليًّا.
فقد عملت هيئة الطيران المَدني على مواءمة سياساتها مع المعايير والأنظمة الصادرة عن منظَّمة الطيران المَدني الدولي (الإيكاو)، وتعزيز كفاءة الكوادر الوطنيَّة المتخصصة في مجالات السَّلامة والتفتيش والمراقبة الجويَّة؛ حتَّى أنَّه تمَّ تتويج سلطنة عُمان بـ»شهادة رئيس المجلس» المقدَّمة من (الإيكاو)؛ اعترافًا بالجهود الكبيرة الَّتي بذلَتْها في إرساء منظومة متكاملة وفعَّالة لمراقبة السَّلامة الجويَّة، وتعزيز مستوى الامتثال لمعايير المنظمة وتوصياتها الدوليَّة، حيثُ جاء هذا التكريم أثناء مراسم افتتاح الدَّوْرة الثانية والأربعين للجمعيَّة العموميَّة للمنظَّمة في مقرِّها بمونتريال الكنديَّة.
ومع بلوغ سلطنة عُمان المرتبة الخامسة عالميًّا في مؤشرات الامتثال لمعايير السَّلامة الجويَّة متجاوزة (127) دولة. كما حقَّقتِ المركز الثاني إقليميًّا، والثاني خليجيًّا، فإنَّها سجَّلت نسبة تنفيذ فعَّال بلغت (95.95%) فإنَّ ذلك انعكاس لمستوى الجاهزيَّة العالية الَّتي وصلتْ إليها سلطنة عُمان في تطبيق أعلى معايير السَّلامة في ثمانية مجالات رئيسيَّة، ممَّا يرسِّخ ثقة المُجتمع الدولي وشركات الطيران العالميَّة في البيئة الجويَّة العُمانيَّة.
ومع توجُّه سلطنة عُمان إلى تطوير قِطاعات النقل واللوجستيَّات بما يُعزِّز التنافسيَّة إقليميًّا وعالميًّا، فإنَّ قِطاع الطيران المَدني يُعَدُّ ركيزةً أساسيَّة في القِطاع اللوجستي، الأمر الَّذي يحتِّم بناء منظومة طيران آمِنة، ذكيَّة، ومستدامة تستند إلى التخطيط العلمي والكفاءة البشريَّة والتقنيَّة، مع مواصلة التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين من الجهات الحكوميَّة والخاصة والمؤسَّسات الإقليميَّة والدوليَّة في تنفيذ التوصيات الصادرة عن منظمة الطيران المَدني الدولي (الإيكاو) وفْقَ نهج مؤسَّسي يقوم على التحسين المستمر والتطوير المستدام لأنظمة وإجراءات السَّلامة الجويَّة.. مع رفد ذلك بخطط عمل وطنيَّة متكاملة وتعزيز برامج التدريب والتأهيل للكوادر الوطنيَّة لضمان جاهزيَّتها في تطبيق ومتابعة متطلبات السَّلامة والأمن الجوي.
وأيضًا يكتمل ذلك بتوسيع نطاق التعاون الفنِّي وتبادل الخبرات مع الدول والمنظَّمات المتقدمة في مجال الطيران، والاستفادة من أفضل الممارسات العالميَّة وبما يصبُّ في تحقيق أعلى مستويات الأمان والكفاءة والاستدامة في النقل الجوي العالمي، وتعزيز مكانة سلطنة عُمان كدولة رائدة وموثوقة في إدارة منظومة الطيران المَدني وفْقَ أرقى المعايير الدوليَّة.
هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري