الآن، وقد وضعت «حرب غزَّة» أوزارها، لا بُدَّ من محاولة استنباط بعض الخلاصات المُهمَّة من هذه الصفقة، بقدر تعلُّق الأمر بأنماط سلوك قيادة الحكومة «الإسرائيليَّة» الَّتي حظيَتْ بأوسمة «مُجرِم حرب» رسميًّا لرئيسها بنيامين نتنياهو ولوزير حربه السَّابق، جالانت (صاحب الوجْه المكفهر) .
وإذا كانت بعض هذه الخلاصات تبدو عصيَّة الإدراك على المراقب، فإنَّ أهمَّها هي: (1) أنَّ الحكومة «الإسرائيليَّة» تكمن على قوَّة عسكريَّة جبَّارة، ولكن عمياء. (2) وأنَّ هذه القوَّة العسكريَّة طويلة الأذرع، ممتدَّة إلى كافَّة دول المنطقة، بدليل جريمة قصف عاصمة الشقيقة دولة قطر، الدوحة. وبدليل محاولة تفادي هذه الجريمة النكراء ضدَّ أكثر دول المنطقة اعتدالًا وتوازنًا دبلوماسيًا، التوازن الَّذي كان يُعَد لصالح السَّلام والاستقرار في المنطقة. ولا أخال أنَّ مهاتفة بنيامين نتنياهو لرئيس الوزراء القطري كافية لتجاوز هذه الجريمة (بأريحيَّة مفرطة)؛ نظرًا لأنَّها الَّتي بقيَتْ نمطًا مكررًا، بعكس انفلات القوَّة الَّتي وضعتها الولايات المتحدة الأميركيَّة تحت تصرف الحكومة «الإسرائيليَّة» دُونَ ضوابط معقولة أو كوابح كافية، بدليل توظيف هذه القوَّة المنفلتة لخدمة سلوكيَّات «البلطجة» الَّتي (كما يبدو) لا ولم يفلتْ مِنها أحد، ناهيك عن عشرات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين الَّذين لفظوا أنفاسهم الأخيرة بسبب القصف على حين غرَّة بشكلٍ متتابع، لا يلين عَبْرَ الفترة الزمنيَّة الممتدَّة بَيْنَ بداية هذه الحرب ونهايتها المتوقعة في هذه الأيَّام إن شاء الله.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
