السبت 04 أكتوبر 2025 م - 11 ربيع الثاني 1447 هـ
أخبار عاجلة

جلالة السلطان يبدأ غدا زيارة «دولة» إلى بيلاروس

جلالة السلطان يبدأ غدا زيارة «دولة» إلى بيلاروس
السبت - 04 أكتوبر 2025 05:00 م
20

 انطلاقة جديدة لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين ونقلة نوعية نحو تحقيق المصالح المشتركة

مسقط ـ العُمانية: يقوم حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ بزيارة «دولة» إلى جمهورية بيلاروس غدًا الاثنين. وجاء في نصّ بيان ديوان البلاط السلطاني الصادر أمس: «تعزيزًا لعلاقات التعاون القائمة بين سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس الصديقة والأخذ بها إلى آفاق أشمل وأرحب بما يسهم في تحقيق تطلعات البلدين، وتلبيةً للدعوة الكريمة الموجهة إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ من فخامة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو رئيس جمهورية بيلاروس، سيقوم ـ بمشيئة الله تعالى وتوفيقه ـ عاهل البلاد المفدى بزيارة «دولة» إلى الجمهورية يومي السادس والسابع من شهر أكتوبر 2025م.

وسيتم خلال الزيارة السامية لجلالته ـ أبقاه الله ـ بحـث مسارات التعاون بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة، إضافةً إلى التشاور والتنسيق حيال الموضوعات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية.

ويرافق جلالة السُّلطان المعظم خلال زيارته وفد رسميّ رفيع المستوى يضم كلًّا من: صاحب السُّمو السَّيد شهاب بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع، ومعالي السَّيد خالد بن هلال البوسعيدي وزير ديوان البلاط السلطاني، ومعالي الفريق أول سلطان بن محمد النعماني وزير المكتب السلطاني، ومعالي السَّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، ومعالي الدكتور حمد بن سعيد العوفي رئيس المكتب الخاص، ومعالي عبد السلام بن محمد المرشدي رئيس جهاز الاستثمار العُماني، ومعالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، وسعادة السفير حمود بن سالم آل تويه سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى روسيا الاتحادية غير المقيم لدى جمهورية بيلاروس.

حفظ الله جلالة السُّلطان المعظم، وأحاطه برعايته وعنايته في حلّه وترحاله، وأفاء عليه بكريم آلائه ونعمائه، إنه سميع قريب مجيب الدعاء».

وتمثّل الزيارة محطة جديدة في مسيرة العلاقات بين البلدين الصديقين، وتعكس متانة الروابط القائمة، وتفتح أبوابًا أوسع لتعزيز الشراكة الاستراتيجية، وبناء جسور من التعاون المشترك في شتَّى المجالات.

وتشهد العلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس تطوّرًا وتقاربًا مستمرين منذ إقامتها دبلوماسيًّا في 23 يوليو 1992، ومثلت الزيارة الرسمية لفخامة رئيس جمهورية بيلاروس في ديسمبر 2024، إلى سلطنة عُمان مرحلة لتعزيز التعاون والشراكة بين البلدين الصديقين.

وفي جانب التبادل التجاري تصدّرت المعادن العادية ومصنوعاتها، إضافة إلى الآلات والمعدات الكهربائية، قائمة السلع المستوردة، كما برزت واردات الأدوات والأجهزة الدقيقة، سواء في مجالات البصريات والتصوير أو الطبّ والجراحة، في دلالة واضحة على دعم القطاعات التقنية والصحية، أما بالنسبة للصادرات، فقد احتلت المنتجات النباتية مكانة بارزة، ما يعكس تنوع الإنتاج المحلي وتعزيز قدراته التنافسية في الأسواق الإقليمية والعالمية.

وأكّد سعادة السّفير حمود بن سالم آل تويه سفير سلطنة عُمان لدى روسيا الاتحادية غير المقيم لدى جمهورية بيلاروس لوكالة الأنباء العُمانية على أنَّ زيارة حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ الله ورعاه ـ إلى جمهورية بيلاروس تُعدُّ حدثًا تاريخيًّا مميزًا، حيث تمثل أول زيارة رسمية يقوم بها جلالة السُّلطان المعظم إلى هذا البلد الصديق.

ووضّح سعادته أنَّ العلاقات العُمانية - البيلاروسية ستشهد نقلة نوعية، وستعزّزها زيارة جلالته ـ حفظهُ اللهُ ـ التاريخيَّة نحو تطوير التعاون المشترك وتحقيق المصالح المشتركة للبلدين وفق استراتيجيتيهما الوطنيتين.

وأضاف سعادته أنَّ الزيارة تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الثنائي في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وتحمل رسالة إيجابية تعبر عن حرص سلطنة عُمان على إقامة علاقات متينة قائمة على الاحترام المتبادل وتحقيق المصالح المشتركة مع مختلف دول العالم.

وبيَّن سعادته أنَّ العلاقات بين سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس شهدت خلال السنوات الأخيرة تطورات مهمة تجلّت في عدة زيارات رفيعة المستوى، ففي أكتوبر عام 2024، عُقدت مباحثات رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين في مسقط، تم خلالها التوقيع على ثلاث مذكرات تفاهم بين البلدين للتعاون في حماية المنافسة ومنع الاحتكار وحماية المستهلك وتبادل المعلومات في سوق الأوراق المالية.

وقال سعادته: وقَّعت سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس العديد من الاتفاقيات سابقًا مثل اتفاقيات خدمات النقل الجوي لتنظيم الجوانب التشغيلية والفنية لخدمات النقل الجوي بين البلدين وتشجيع وحماية الاستثمار والتعاون الاقتصادي والتجاري ومذكرة تفاهم للمشاورات السياسية وتجنب الازدواج الضريبي وإلغاء التأشيرات لحاملي الجوازات الدبلوماسية والخاصة والرسمية والتعاون بين غرف التجارة والصناعة.

وأكد سعادتهُ على أنَّ جمهورية بيلاروس تمتاز بقاعدة صناعية متنوعة تشمل الصناعات الثقيلة والآلات الزراعية وتكنولوجيا المعلومات، لافتًا إلى أن القطاع الخاص في بيلاروس مدعوّ للاستفادة من التعاون مع نظيره في سلطنة عُمان، وتوسيع قاعدة شركائه التجاريين والوصول إلى الأسواق الكبيرة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، التي تضم نحو 59 مليون مستهلك، والأسواق الناشئة في آسيا وأفريقيا التي ترتبط بخطوط ملاحية مع موانئ سلطنة عُمان.

ولفَت سعادة السّفير حمود بن سالم آل تويه سفير سلطنة عُمان لدى روسيا الاتحادية غير المقيم لدى جمهورية بيلاروس إلى التعاون في قطاع السياحة، حيث يتم استكشاف فرص لتعزيز السياحة الطبية والصناعية والسياحة العادية بين البلدين وتوسيع الاستثمار في مجالات اللوجستيات والموانئ والمناطق التجارية الحرة في سلطنة عُمان، لجعلها مركز إعادة تصدير إلى إفريقيا وآسيا، مُستفيدين من موقع سلطنة عُمان الجغرافي، إضافة إلى تطوير التعاون الزراعي والأمن الغذائي، بما في ذلك مشروعات إنتاج حليب الأطفال ومنتجات الألبان، والثروة الزراعية والسمكية والحيوانية وموارد المياه.

من جانبه قال سعادة الدّكتور عبد الله بن مسعود الحارثي القنصل الفخري لجمهورية بيلاروس لدى سلطنة عُمان لوكالة الأنباء العُمانية: إن جمهورية بيلاروس تعد شريكًا اقتصاديًّا واستثماريًّا واعدًا في ظل الجهود المبذولة لتنمية مجالات وفرص التعاون المشترك، نظرًا للمقوّمات والإمكانات التي تزخر بها سلطنة عُمان في قطاعات استراتيجيّة كالسياحة والأمن الغذائي، والصناعة، والتقنيات والاتصالات والتكنولوجيا والقطاع اللوجستي.

وقال سعادة فيصل بن عبد الله الرواس، رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان لوكالة الأنباء العُمانية: إن زيارة «دولة» التي يقوم بها حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظهُ اللهُ ورعاهُ ـ إلى جمهورية بيلاروس، تجسّد حرص القيادة الحكيمة على توسيع آفاق التعاون الدولي، وتعزيز الشراكات الاقتصادية مع مختلف دول العالم، خاصة وأن الجانبين أكّدا خلال زيارة فخامة الرئيس ألكسندر لوكاشينكو في ديسمبر العام الماضي إلى سلطنة عُمان على أهمية تطوير الشراكة في المجالات الاقتصادية.

وقال عزيز بن سالم الحسني الرئيس التنفيذي للتقنية في الشركة الوطنية العُمانية للهندسة والاستثمار لوكالة الأنباء العُمانية: إنَّ التكنولوجيا والذّكاء الاصطناعي يشكّلان محورًا رئيسًا للتعاون الاقتصادي بين سلطنة عُمان وجمهورية بيلاروس، نظرًا لما تملكه بيلاروس من خبرات متقدمة في مجالات برمجيات الحوسبة الفائقة، وأمن المعلومات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم والصناعة.

وأضاف أنَّ سلطنة عُمان بشكل عام وشركة «أونك» بشكل خاص تتبنّيان استراتيجية للتحوّل الرقمي وتهيئة بيئة تشريعية وتقنية داعمة لاقتصاد المعرفة، مما يجعل التكامل بين التجربتين فرصة استراتيجية لإيجاد قيمة اقتصادية مشتركة.

من جانبه قال أنيس بن رضا بن قمر سلطان عضو مجلس إدارة الشركة العُمانية الأوروبية للصناعات الغذائية لوكالة الأنباء العُمانية: إنَّ جمهورية بيلاروس استثمرت بشكل كبير في قطاع تقنية المعلومات والبرمجة وأصبح هذا القطاع يمثّل جزءًا كبيرًا من الناتج الوطني لاقتصادها وبالتالي من المهم أن تدرس سلطنة عُمان خطوات ومسبّبات نجاح هذه الطفرة الاقتصادية التي تُسهم في تحويل دولة اعتمدت في السابق على الاقتصاد التقليدي مثل الزراعة وتصنيع الآليات إلى اقتصاد رقمي وتقني قوي.

وأكد فيصل بن علوي الذيب رئيس مجلس إدارة المملكة لخدمات الاستثمار: أن الزيارة تمثل خطوة استراتيجية تحمل في طياتها أبعادًا اقتصادية مهمة، وستوفر أرضية خصبة لتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم تعزز الثقة المتبادلة وتدفع بعجلة التعاون قدمًا في مختلف المجالات.

وقال في تصريح لوكالة الأنباء العُمانية إن بيلاروس تتمتع بقاعدة صناعية متقدمة وخبرة واسعة في مجالات التكنولوجيا والزراعة، وهو ما ينسجم مع أهداف سلطنة عُمان في التنويع الاقتصادي، خاصة وأن المرحلة المقبلة ستشهد مشروعات مشتركة تدعم مكانة سلطنة عُمان كمركز اقتصادي إقليمي، سواء عبر الصناعات التحويلية أو الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة أو تعزيز الأمن الغذائي، فضلًا عن تطوير السياحة العلاجية التي أصبحت قطاعًا واعدًا في بيلاروس، الأمر الذي يفتح آفاقًا رحبة أمام المستثمرين العُمانيين.