الأربعاء 01 أكتوبر 2025 م - 8 ربيع الثاني 1447 هـ
أخبار عاجلة

سلطنة عمان.. ومواقف مبدئية تجاه القضية الفلسطينية

سلطنة عمان.. ومواقف مبدئية تجاه القضية الفلسطينية
الاثنين - 29 سبتمبر 2025 01:04 م

محمد عبد الصادق

30

جاءت كلمة سلطنة عُمان أمام الدَّوْرة الثمانين للجمعيَّة العامَّة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك، الَّتي ألقاها معالي السَّيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية، لتؤكد على أهميَّة القضيَّة الفلسطينيَّة وتصدرها للأولويَّات الملحَّة للسياسة الخارجيَّة العُمانيَّة، حيثُ أشار من خلالها إلى المأساة الإنسانيَّة الَّتي يعيشها الشَّعب الفلسطيني، وأنَّه آن الأوان إلى رفع الظلم وإنهاء الاحتلال وإعادة الحقوق المشروعة للشَّعب الفلسطيني الَّتي سلبها منه الاحتلال «الإسرائيلي».

مؤكدًا على ضرورة تنفيذ حل الدولتين؛ باعتباره السبيل الوحيد العادل لتحقيق السلام الدائم والشامل الَّذي ينهي عقودًا من الصراع والكراهية في منطقة الشرق الأوسط.

كما أكد إيمان سلطنة عُمان الراسخ بالسلام العادل، وأنَّه دون غيره هو الركيزة الأساسيَّة لاستدامة الأمن والاستقرار والتنمية، وأنَّ قيام الدولة الفلسطينيَّة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقيَّة يَجِبُ أن يكُونَ في مقدمة الأولويَّات الاستراتيجيَّة للمُجتمع الدولي، وأنَّ الاعتراف بدولة فلسطين هو الخطوة الأهم في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ القضيَّة الفلسطينيَّة.

وأكد تقدير سلطنة عُمان العميق للحكومات الَّتي اعترفت بدولة فلسطين، والَّتي استجابت لمخرجات مؤتمر حل الدولتين وإعلان نيويورك، في خطوة ترسخ احترام هذه الدول للقانون الدولي، وميثاق الأمم المتحدة، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وندَّد معاليه بالتعنت والصلف «الإسرائيلي»، وكيف أنَّ دولة الاحتلال تصر على تجاهل نداءات المُجتمع الدولي، وترفض الانخراط في حوار جادٍّ يفضي إلى حل عادل وشامل للقضيَّة، وتصر على استخدام القوَّة، وتغييب صوت العقل، وتضرب بالقانون والمواثيق الدوليَّة عرض الحائط، الأمر الَّذي يهدِّد مصداقيَّة النظام الدولي، ويستوجب مضاعفة الجهود والضغوط الفاعلة، لدفع «إسرائيل» إلى طاولة الحوار، وإفهامها أنَّ طريق السلام لا يُمكِن أن يتحقق بالإملاءات، أو فرض الأمر الواقع بالقوَّة، بل بالتفاهم والاحترام المتبادل للقانون الدولي.

وأكد دعوة سلطنة عُمان المُجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات تقيد قدرة الحكومة «الإسرائيليَّة» على الاستمرار في سياسة الإبادة الجماعيَّة، والتدمير والاحتلال غير المشروع للأراضي الفلسطينيَّة، واستمرارها في انتهاج سياسة التجويع، وفرض الحصار على الشَّعب الفلسطيني، ومنع وصول المساعدات الإنسانيَّة إليه، ودعا معاليه إلى حملة عالميَّة سلميَّة لرفع الحصار الجائر والظلم عن الشَّعب الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينيَّة المستقلة ذات السيادة.

داعيًا مجلس الأمن لمواجهة هذه الظروف الدوليَّة الدقيقة بشجاعة، في ظل ما نشهده من عجز واضح عن اتخاذ قرارات حاسمة وفعالة، تسهم في نزع فتيل الأزمات والتخفيف من معاناة الشعوب المغلوب على أمرها، ومعالجة الأزمات بمنظور شامل وعادل، آملًا أن يكُونَ ما نعيشه اليوم من أزمات فرصة حقيقيَّة أمام المُجتمع الدولي لإعادة تصحيح المسار، وتجديد أُسس العمل الدولي المشترك نَحْوَ مستقبل يسوده العدل والإنصاف.

وأخيرا أكد التزام سلطنة عُمان بتحقيق الأمن والسلام العادل في المنطقة، ومواصلة الجهود والتعاون البناء مع كافة الشركاء لبلوغ هذه الغاية النبيلة لمصلحة الجميع، كما دعا معاليه الجمعيَّة العامَّة إلى التمسك بالقانون الدولي، والقانون الإنساني، والمبادئ الراسخة لميثاق الأمم المتحدة، وتعزيز دَوْر المنظمة الأمميَّة، ودعم كافة مؤسَّساتها، لتقوم بِدَوْرها بفاعليَّة أكبر، في ترسيخ الأمن والسِّلم الدوليين، ونشر التنمية المستدامة بديلًا عن الحروب والصراعات، وترسيخ مبادئ العدالة والتسامح والاحترام المتبادل، لتحقيق تطلُّعات الشعوب في الحُريَّة والرخاء، وصناعة مستقبل مزدهر يسوده الأمن والإنصاف والاستقرار.

محمد عبد الصادق

[email protected]

كاتب صحفي مصري