صلالة ـ من عوض دهيش :
نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية مؤتمر ومعرض الزكاة الثالث بعنوان: «الزكاة والهوية المؤسسية: كفاءة العاملين وتعزيز الثقة المجتمعية» على مدى ثلاثة أيام وذلك بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بولاية صلالة،
رعى افتتاح المؤتمر معالي الشيخ سالم بن مستهيل بن أحمد المعشني المستشار بديوان البلاط السلطاني، بحضور معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وعدد من المسؤولين والمدعوين.
وقال الدكتور محمد بن سالم الخروصي مدير دائرة الزكاة بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية، إلى أن المؤتمر يهدف إلى إبراز دور الزكاة في تعزيز الهوية المؤسسية وتنمية كفاءة العاملين، فضلًا عن استعراض التجارب الرائدة وتبادل الخبرات في هذا المجال.
وأضاف في كلمته:إن الزكاة ليست عبادة مالية فحسب،بل هي مشروع حضاري متكامل،صاغت الأمة الإسلامية من خلاله تاريخًا مشرقًا. ففي عهد الخلفاء الراشدين، كانت الزكاة شريان حياة يضخ الرحمة، ويكفي أن نتذكر عهد الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز، حين عمّ العدل وانتشرت البركة، حتى قيل: (طافوا فلم يجدوا فقيرًا يأخذ الصدقة).
أليس هذا هو الحلم الإنساني الخالد الذي تبحث عنه المجتمعات حتى اليوم؟ لقد تحقق يومًا ببركة الزكاة، ويمكن أن يتحقق من جديد إذا أُدّيت كما أمر الله، وأُديرت بكفاءة وأمانة».
وأشار الى أن كانت الزكاة سببًا في البناء والإعمار، ورعاية المحتاجين ومساعدة الغرباء، حتى أصبحت رمزًا لهوية الأمة، وعنوانًا لعدالتها ورحمتها. إنها ليست نظامًا اقتصاديًّا فحسب، بل هي فلسفة حياة، تجعل من المال وسيلة للبناء، وتجعل من الغنى مسؤولية وليس ترفًا. وأعرب بمدى الاهتمام الذي حظيت به باب الزكاة والنهج المبارك وما شهدناه مؤخرًا من التوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بتخصيص مبلغ مليون ريال عُماني لمعالجة المرضى من مستحقي الزكاة، في التفاتة كريمة تؤكد حرص القيادة الحكيمة على صون كرامة الإنسان العُماني، ورعايته في لحظات ضعفه، والتخفيف من معاناته الصحية ليحيا عزيزًا كريمًا. كما أنها تشير بوضوح إلى الثقة العالية التي يحظى بها قطاع الزكاة، مما يدفع العاملين فيه إلى مزيد من العطاء وتعزيز الأثر».