باريس ـ عواصم ـ وكالات: رغم تحذيرات الرئيس الأميركي دونالد ترامب من تناول الباراسيتامول أثناء الحمل بسبب ارتباطه المفترض بالتوحد، تشير أحدث الدراسات العلمية إلى أن تناول هذا المسكن الشائع بجرعات معتدلة لا يشكل خطرا على الجنين، مع بقاء التوصيات الطبية الحالية من دون أي تغيير.
ـ علاقة الباراسيتامول بالتوحد
أعلن رئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحافي أن تناول الباراسيتامول أثناء الحمل يرتبط بزيادة «كبيرة جدا» في خطر الإصابة بالتوحد لدى الأطفال. لكن الأبحاث العلمية لا تدعم هذا الادعاء، في وقت يعد وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي جونيور بالكشف قريبا عن أسباب ما وصفه بـ«وباء» التوحد، ما أثار مخاوف الخبراء نظرا لتعقيد الموضوع ومواقف كينيدي المثيرة للجدل تجاه اللقاحات.
ويعتبر الباراسيتامول المعروف أيضا باسم الأسيتامينوفين، من أكثر مسكنات الألم استخداما عالميا، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن النساء الحوامل يمكنهن تناوله بجرعات معتدلة من دون مخاطر.
ـ الصحة تفند
وأكدت منظمة الصحة العالمية مساء أمس الاول أن عدم إمكانية تكرار الدراسات التي تربط بين الأسيتامينوفين، أو الباراسيتامول، والتوحد يستدعي توخي الحذر في استخلاص استنتاجات سببية حول دوره في هذا الاضطراب العصبي، وشددت على ضرورة بذل مزيد من الجهود لفهم أسبابه، مشددة على عدم وجود صلة مؤكدة بين الباراسيتامول والتوحد.
وأكد طارق ياساريفيتش المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية في تصريح على موقع «أخبار الأمم المتحدة» على أنه على الرغم من أن بعض الدراسات الرصدية أشارت إلى وجود ارتباط محتمل بين التعرض للدواء قبل الولادة والتوحد، إلا أن «الأدلة لا تزال غير متسقة»، مضيفا أن العديد من الدراسات لم تجد «أي علاقة من هذا القبيل». وأضاف: «لو كانت الصلة بين الأسيتامينوفين والتوحد قوية، لكان من المرجح أن تُلاحظ باستمرار في دراسات متعددة».
ـ هل يُعد الباراسيتامول خيارا آمنا؟
كما هو الحال مع أي دواء، فإن تناول الباراسيتامول أثناء الحمل لا يخلو من التأثيرات، لكن المخاطر الأساسية ترتبط بتجاوز الجرعة الموصى بها، بشكل خاص لما قد يسببه ذلك من ضرر للكبد. وأكدت وكالة الأدوية الأوروبية (EMA) في بيان أمس الاول أن «الباراسيتامول يمكن تناوله أثناء الحمل، شرط استخدامه بأقل جرعة فعالة ولأقصر مدة ممكنة وبأقل تكرار ممكن»، مشيرة إلى أن توصياتها بهذا الشأن لم تتغير.