تستضيفه سلطنة عمان للمرة الأولى
كتب ـ عبدالله الشريقي:
ناقش المؤتمر السنوي لجمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط (ميرا 2025) الذي يأتي بعنوان «تعميق التأثير: عصر جديد لعلاقات المستثمرين في الشرق الأوسط»؛ وتستضيفه سلطنة عُمان ممثلة ببورصة مسقط لأول مرة الأولى، الفرص والتحديات التي تواجه الأسواق الخليجية في ظل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، ودور التنظيم والتكامل الإقليمي في تعزيز جاذبية هذه الأسواق للاستثمارات العالمية.
ويُعدّ المؤتمر منصة إقليمية رائدة تجمع نخبة من الخبراء والمختصين وممثلي أسواق المال والشركات المدرجة والشركات الاستثمارية والجهات التنظيمية، ليتبادلوا الرؤى ويستعرضوا الفرص، بما يسهم في رسم ملامح مستقبل علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط وتعزيز مكانتها كأحد الركائز الأساسية لأسواق المال الحديثة.
راعى افتتاح المؤتمر الذي بدأت أعماله أمس معالي أحمد بن جعفر المسلمي، محافظ البنك المركزي العماني والذي يقام في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بالشراكة مع جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط (ميرا) بمشاركة أكثر من 900 مشارك، بينهم ما يزيد على 150 مستثمرًا مؤسسيًا و130 جهة إصدار، إلى جانب صناع السياسات وممثلي الهيئات التنظيمية من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، مما يعكس مكانته كأبرز حدث سنوي يجمع قادة المال والأعمال لمناقشة أحدث التطورات وأفضل الممارسات في مجال علاقات المستثمرين.
ويأتي تنظيم المؤتمر ليجسّد التزام بورصة مسقط بدعم رؤية جمعية علاقات المستثمرين في الشرق الأوسط (ميرا) الرامية إلى ترسيخ الشفافية والحوكمة كدعائم أساسية لتمكين المُصدرين والمستثمرين، وتعزيز الحوار والتواصل البنّاء بين الأسواق والجهات التنظيمية وأصحاب المصلحة، إلى جانب ترسيخ أفضل الممارسات في علاقات المستثمرين بما يسهم في بناء بيئة استثمارية مستدامة وقادرة على مواكبة التطورات العالمية.
وشهد اليوم الأول للمؤتمر جلسات نقاشية موسّعة تناولت مستقبل الأسواق المالية وعلاقات المستثمرين في المنطقة، حيث استضافت الجلسة الأولى كلا من هيثم بن سالم السالمي، الرئيس التنفيذي لبورصة مسقط، والشيخ خليفة بن إبراهيم آل خليفة، الرئيس التنفيذي لبورصة البحرين، وعبدالله سالم النعيمي، الرئيس التنفيذي لمجموعة سوق أبوظبي للأوراق المالية، حيث تناول النقاش أبرز الفرص والتحديات التي تواجه الأسواق الخليجية في ظل المتغيرات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية، بالإضافة إلى دور التنظيم والتكامل الإقليمي في تعزيز جاذبية هذه الأسواق للاستثمارات العالمية. كما سلّطت جلسة خاصة الضوء على رؤية عُمان 2040 واستراتيجيات التنويع الاقتصادي، ودور علاقات المستثمرين في إبراز الفرص الاستثمارية الواعدة مع سعادة محمود بن عبدالله العويني، أمين عام وزارة المالية فيما ركّزت جلسة أخرى على الاستدامة والحوكمة في أسواق المال، متناولة معايير ESG ومتطلبات الإفصاح البيئي وأفضل الممارسات العالمية لتعزيز الشفافية والمساءلة في الشركات المدرجة.
كما شهد اليوم الأول من المؤتمر تقديم مجموعة من حلقات العمل المتخصصة في مجالات علاقات المستثمرين، حيث تناولت الحلقة الإفصاح المناخي والتقارير المستدامة أحدث المتطلبات التنظيمية العالمية في هذا المجال، فيما ركّزت الحلقة استراتيجيات الذكاء الاصطناعي على التوازن بين الخبرة البشرية والتقنيات الحديثة في إعداد التقارير والتواصل مع المستثمرين، بينما قدّمت حلقة إدارة الأزمات أساليب عملية للتعامل مع المواقف الحرجة والحفاظ على ثقة المستثمرين خلال التحديات المالية أو المتعلقة بالسمعة المؤسسية.
ويستكمل المؤتمر أعماله في اليوم الخميس بجلسات نقاشية تبحث في دور علاقات المستثمرين في تعزيز ثقة صناديق الثروة السيادية وتسليط الضوء على متطلبات هذه الصناديق لجذب الاستثمارات طويلة الأجل، إلى جانب مناقشة سبل تعزيز الحوكمة المؤسسية واستعراض أفضل الممارسات الدولية لرفع معايير الشفافية والمساءلة في أسواق المال، وكذلك دور علاقات المستثمرين في دعم السيولة ونمو الشركات المدرجة. كما سيتم تقديم حلقة عمل إضافية تركّز على أهمية الأداء غير المالي للشركات في بناء الرسائل الاستثمارية المقنعة، وتوظيف البيانات والتكنولوجيا في استهداف المستثمرين المحتملين، بالإضافة إلى فرص الإدراج في الأسواق العالمية وتوسيع قاعدة المستثمرين الدوليين.
ويؤكد انعقاد مؤتمر «ميرا 2025» في سلطنة عُمان للمرة الأولى على الثقة الدولية بدور سلطنة عمان الريادي في تطوير أسواق المال بالمنطقة، ويعكس التنامي المستمر لأهمية علاقات المستثمرين في بناء أسواق مالية أكثر شفافية واستدامة. كما يمثّل المؤتمر التزام جميع الأطراف بتعزيز بيئة استثمارية جاذبة تدعم النمو الاقتصادي المستدام في الشرق الأوسط.

