جاءت الندوة العلميَّة (ظفار في ذاكرة التاريخ العُماني)، والَّتي نظَّمتها هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنيَّة لِتشكِّلَ نافذة حيويَّة للتعمق في فَهْم تاريخ محافظة ظفار، حيثُ أضاءت جلسات الندوة وما تخللها من أوراق بحثيَّة جوانب متعددة من تاريخ ظفار، وتأثيرها الاقتصادي والسياسي والاجتماعي في البناء الحضاري العُماني، وبما يسهم في تدعيم ذاكرتها الثقافيَّة والتاريخيَّة. وغطَّت نقاشات الندوة خمسة محاور رئيسة هي: التاريخي والسياسي، والاقتصادي والاجتماعي، والثقافي والعلمي، والوثائق والمخطوطات والرواية الشفويَّة مع استعراض تاريخ ظفار كحاضرة عُمانيَّة قامت على أرضها الطيبة حضارة امتدت لقرون عديدة، وأضحت موطنًا تجاريًّا وعَبْرَ طرق اللبان شكَّلت معَبْرًا في التواصل التجاري والثقافي والاجتماعي، فكانت محافظة ظفار بولاياتها محورًا مهمًّا من محاور الأحداث العُمانيَّة، وشكَّلت اهتمامًا في ثنايا التاريخ العُماني دون انقِطاع لِحقَبٍ عديدة، وضربت أروع المثل في المدِّ البَشَري والعسكري. ومع التعريف بالدَّوْر التاريخي والحضاري لمحافظة ظفار، عملت الندوة على إبراز انعكاس هذا الدَّوْر على التاريخ العُماني في مختلف مراحله، وذلك من خلال دراسة المصادر التاريخيَّة المتنوِّعة الَّتي تشمل الوثائق والمخطوطات والروايات الشفويَّة، وما توفِّره هذه الوثائق والمحفوظات من فرصة للتوثيق والتحليل، مما يساعد في استحضار وتحليل ماضي هذه المنطقة العريقة ومساهمتها في التاريخ العُماني.
المحرر