شهد توقيع اتفاقيات بقيمة 42 مليون ريال عماني
كتب ـ عبدالله الشريقي:
بدأت أمس أعمال النسخة الرابعة والثلاثين من معرض الاتصالات وتقنية المعلومات «كومكس 2025» بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، والذي يستمر على مدى أربعة أيام. حيث يأتي المعرض بتنظيم من شركة الدار العربية لتحليل البيانات وإشرافٍ ودعمٍ من وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات.
ويركز المعرض على أحدث التوجهات التقنية مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وصناعة الفضاء، والتحول الرقمي، والتقنيات الحديثة، إلى جانب حلول مبتكرة في مجالات الصحة، والتعليم، والتجارة الإلكترونية، والخدمات الحكومية الذكية، بما يعكس مسار التحول الرقمي في سلطنة عمان ورؤية «عُمان 2040».
وشهد حفل الافتتاح الذي رعاه صاحب السمو السيد شهاب بن طارق آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين من القطاعين العام والخاص تدشين مشروعات استراتيجية تستقطب الاستثمارات الرقمية المحلية والدولية أهمها: مشروع المثلث الرقمي، وتخصيص المنطقة المخصصة للذكاء الاصطناعي، ومشروع تحالف الذكاء الاصطناعي الأخضر الذي يضم مؤسسات حكومية وخاصة محلية ودولية ومؤسسات أكاديمية، كما تم الإعلان عن اتفاقيات بقيمة 42 مليون ريال عُماني.
ووقّعت شركة تنمية نفط عُمان على هامش أعمال المعرض على خمس اتفاقيات ومذكرة تعاون استراتيجية مع شركاء محليين ودوليين في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة والتحول الرقمي.
كما تخلل الحفل إطلاق التطبيق الإلكتروني لمنصة «تجاوب» ليمثل أداة تقنية إضافية تُمكن أفراد المجتمع من التفاعل المباشر مع أكثر من 55 مؤسسة حكومية، وتقديم مختلف أنواع الطلبات بطريقة ميسّرة وآمنة وشفافة.
ويشارك في المعرض أكثر من 140 شركة ناشئة تقنية، إلى جانب مشاركة أكثر من 200 جهة حكومية وخاصة ومشاركة وفود دولية في مجال التقنية والتحول الرقمي، لعرض أحدث التقنيات والخدمات الإلكترونية، مما يعكس مستوى الثقة والاهتمام بهذا القطاع الحيوي، حيث يهدف هذا المعرض السنوي المتجدد إلى تقديم فرص وخدمات استثمارية واستشارية في مجال حوكمة البيانات، وتطوير سياسات إدارة وحوكمة البيانات، وتقديم حلول إدارية للبيانات الوصفية وتنظيمها، وبناء القدرات الوطنية وتدريب الكفاءات، وتحليل البيانات باستخدام أحدث أساليب الذكاء الاصطناعي. ويهدف هذا المعرض السنوي المتجدد إلى تقديم فرص وخدمات استثمارية واستشارية في مجال حوكمة البيانات، وتطوير سياسات إدارة وحوكمة البيانات، وتقديم حلول إدارية للبيانات الوصفية وتنظيمها، وبناء القدرات الوطنية وتدريب الكفاءات، وتحليل البيانات باستخدام أحدث أساليب الذكاء الاصطناعي. وقال معالي المهندس سعيد بن حمود المعولي وزير النقل والاتصالات وتقنية المعلومات إن الوزارة تدعم هذا المعرض لتحقيق مستهدفات رؤية «عُمان 2040» في الاقتصاد الرقمي يشمل ذلك دعم جوانب الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات وتطوير نطاق العمل في الحكومة الرقمية وغيرها، مشيرًا إلى أن معرض كومكس سيكون ضمن المعارض التي يتم التسويق لها خارج سلطنة عُمان.
وأضاف معاليه أنه تم إطلاق النموذج اللغوي العُماني «معين» كأول مشروع وطني في مجال تطوير نموذج ذكاء اصطناعي لغوي يتم العمل به في المرحلة الأولى ضمن النطاق الحكومي ليتم بعد ذلك إلى الفضاء الإلكتروني.
من جانبه قال سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات إن هناك سلسلة من المشروعات التقنية، التي ستدشن ضمن أعمال معرض «كومكس 2025» أبرزها، تدشين 30 خدمة جديدة في البوابة الموحدة للخدمات الرقمية، وتطبيق الهاتف النقال، والمساعد الذكي، والبوابة الوطنية للبيانات المفتوحة وهي منصة مركزية تهدف إلى تعزيز الشفافية والمساءلة من خلال توفير بيانات حكومية مفتوحة ومتاحة للجمهور، وخدمات «ثقة» للتصديق الرقمي وهي تحول نحو خدمات حكومية رقمية آمنة وموثوقة.
وأعلن سعادته في كلمته عن أول تحالف من نوعه في المنطقة يدعم التطور في الذكاء الاصطناعي مع المحافظة على البيئة «تحالف الذكاء الاصطناعي الأخضر»، إذ يركز التحالف على مجالات استراتيجية تشمل مراكز البيانات الخضراء، وكفاءة النماذج اللغوية الكبيرة والبرمجيات، وتطوير المعالجات المتقدمة، وحلول الطاقة النظيفة التي تُمكّن الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء، مشيرًا إلى أن التحالف يعد منصة متعددة الأطراف تجمع بين الجهات والهيئات الحكومية وواضعي السياسات وشركات الطاقة والشركات التقنية والمستثمرين لتوحيد الجهود نحو تبني مبادئ الاستدامة والطاقة المتجددة.
وأضاف سعادتُه أن إطلاق هذا التحالف يأتي في إطار جهود سلطنة عُمان لتعزيز مكانتها باعتبارها مركزًا إقليميًّا للذكاء الاصطناعي الأخضر والبنية الأساسية الرقمية المستدامة، وتسريع تبني حلول الحوسبة المتقدمة مع الحفاظ على البيئة وموارد الأرض، والترويج والدعم لتبني مشروعات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مع التركيز على تشغيل الحوسبة المتقدمة مثل مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي والحوسبة عالية الأداء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة ومنخفضة الكربون. وبين سعادتُه أن التحالف سيركز على الذكاء الاصطناعي والمعالجات المستدامة ومجال تحسين كفاءة خوارزميات الذكاء الاصطناعي والنماذج الكبرى وتصميم وتشغيل مراكز بيانات خضراء صديقة للبيئة وتعزيز البرمجيات الخضراء وتشغيل الخوادم عالية الكفاءة وأنظمة تبريد متقدمة وإعادة استخدام الحرارة والمياه وتسهيل الاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة ووضع مؤشرات ومعايير دولية مشتركة وبناء المهارات الوطنية وتبني الاقتصاد الدائري لإدارة النفايات الإلكترونية، وإطلاق مشروعات تجريبية لمراكز بيانات مدعومة بالطاقة المتجددة. وأكد سعادتُه على أن التحالف سيفتح المجال أمام الجهات الحكومية وشركات التقنية والطاقة والأكاديميين والمستثمرين ومجتمعات البحث للانضمام وإبداء اهتمامهم بالمشاركة بما يسهم في بناء مستقبل رقمي أكثر استدامة ويعزز موقع سلطنة عُمان على خارطة الابتكار العالمي.
وكشف سعادتُه عن مشروع «المنطقة المخصصة للذكاء الاصطناعي» بولاية السيب في محافظة مسقط كمنطقة متخصصة لجذب المؤسسات الداعمة والشركات التقنية الناشئة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الأخرى داخل سلطنة عُمان ومن دول الشرق الأوسط وأفريقيا لتوفير البيئة الملائمة لجذب الاستثمارات التقنية مع التركيز بالدرجة الأولى على الشركات التقنية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي المحلية والإقليمية، ما تسهم هذه الخطوة في رفد الاقتصاد الوطني وتطوير البنية التقنية وتوفير بيئة أعمال مرنة وجاذبة للاستثمارات النوعية في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة وتوطينها ودعم نمو الشركات الناشئة وتوسعها في السوق الإقليمي والعالمي وإيجاد فرص عمل نوعية ومتخصصة والترويج لسلطنة عُمان كنقطة إقليمية رائدة لتطوير وتنمية شركات الذكاء الاصطناعي.
وبين سعادة الدكتور علي الشيذاني أن تنفيذ مشروع «المنطقة المخصصة للذكاء الاصطناعي» والإشراف عليه من عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة وعلى رأسها الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة وهي الجهة المعنية بالجانب الإشرافي والتنظيمي والتشريعي للمنطقة، فيما تتولى وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات وهي الشريك الفني في تطوير المنطقة القيام بإجراءات اختيار الشركات المنفذة للمنطقة من خلال طرح مزايدة عامة للشركات العالمية لتقديم العطاءات والنماذج التشغيلية والمالية لإدارتها.
ووضح سعادتُه أن مشروع المثلث الرقمي عبارة عن مبادرة وطنية رائدة لتطوير ثلاث مناطق رقمية مترابطة في بركاء والدقم وصور، لتشكّل بوابة إقليمية للحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية المتقدمة، ويرتكز هذا المشروع على مراكز بيانات خضراء، وبنية اتصالية عالمية المستوى عبر الكابلات البحرية والألياف الضوئية، مع بيئة تنظيمية محكمة ومحفّزة للابتكار وريادة الأعمال.
وأضاف سعادةُ الدكتور وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات أنه سيتم في هذه النسخة من «معرض كومكس 2025» تدشين استوديو الذكاء الاصطناعي الذي يعد نقطة التقاء وبيئة محفزة بين المتخصصين في الذكاء الاصطناعي وبين المؤسسات والشركات التي تسعى لإيجاد حلول والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي للتغلب على تحدياتها التشغيلية.
من جهته قال البروفيسور عبد الله باعبود الرئيس التنفيذي للدار العربية لتحليل البيانات إن الدعم المستمر لمعرض كومكس من قبل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات على مدار السنوات الماضية له الأثر الكبير في تطوير هذا الحدث وإبرازه وهو ما يجسد مبدأ التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ويتضمن المعرض أقسامًا رئيسة، مثل جناح الحكومة الإلكترونية، وجناح الأعمال، وجناح الشركات الناشئة التقنية، وجناح المؤسسات المصرفية والتكنولوجيا المالية والتأمين، وقسم الرياضات والألعاب الإلكترونية، وجناح الوفود الدولية.
? المعرض يقدم فرصا وخدمات استثمارية واستشارية في مجال حوكمة البيانات
? المعرض يركز على أحدث التوجهات التقنية مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني







