من منصات التتويج المحلية إلى الميادين الدولية
رفال الحارثية:«النجاح لا يأتي مصادفة .. بل بالاجتهاد والاستمرارية والاتزان بين الطموح والشغف»
حوار ـ زينب الزدجالية :
تُعد الرامية العُمانية رفال بنت هلال الحارثية نموذجًا يحتذى في الطموح والالتزام، إذ تمكنت من تحقيق إنجازات متتالية في رياضة الرماية، كان آخرها حصولها على المركز الأول للمرة الثالثة على التوالي في بطولة رماية المسدس للناشئات التي نظمها الاتحاد العماني للرماية ومن خلال مسيرتها الحافلة، التي انطلقت من الرياضات المدرسية وصولًا إلى المشاركات الإقليمية والدولية، تواصل الحارثية العمل بخطى واثقة نحو تمثيل سلطنة عُمان في المحافل العالمية، مؤكدة أن كل إنجاز هو ثمرة تخطيط وجهد متواصل.
في هذا الحوار نتعرف عن قرب على الرامية التي حققت انجازاً في رياضة الرماية ونقترب حول طموحها والتي أباحت به لـ«الوطن الرياضي »:
تؤكد الرامية رفال بنت هلال الحارثية بأن الطموح الذي يعانقها لا حدود له والانجازات الاخيرة التي حصلت عليها هي بداية سلم النجاح ، فحصولها على المركز الاول للمرة الثالثة على التوالي هي نتيجة مخطط رسمته لتصل الى الميادين العالمية في هذه الرياضة.
حيث قالت :هذه هي المرة الثالثة التي أحقق فيها المركز الأول في بطولة رماية المسدس للناشئات التي يُنظمها اتحاد الرماية العُماني. سبق لي الفوز بهذا اللقب في بطولتي 2019 و2020، والآن في 2025 أُتوَّج به مجددًا. كل بطولة كانت مختلفة في تحدياتها وتجهيزاتها، لكن الإصرار والدعم المستمر ساعداني في الحفاظ على مستواي وتحقيق هذا الإنجاز.
الرياضات المدرسية
وأضافت الحارثية :بدايتي كانت في المرحلة المدرسية. شاركت في عدة أنشطة رياضية، أبرزها مسابقة رمي الرمح على مستوى مدارس محافظة مسقط عام 2018-2019، وحققت فيها المركز الأول والميدالية الذهبية. أما في الرماية، فقد بدأت التدرّب بجدية عام 2018، وشاركت في أول بطولة رسمية محلية في 2019، حيث حصلت على المركز الأول، ثم واصلت التفوق في بطولات 2020 و2025.
كما تؤكد الحارثية بأنها كانت نشطة في جميع الرياضات المدرسية حيث شاركت في بطولة كرة السلة للإناث التي نظمتها وزارة التربية والتعليم لمنافسات المدارس عام 2019-2020، وحقق فيها فريقهن المركز الثاني على مستوى السلطنة، وهي من البطولات التي أعتز بها كثيرًا.
المشاركات الخارجية
وشاركت رفال بنت هلال الحارثية خارجيا لاول مرة في بطولة الشارقة للرماية بدولة الإمارات عام 2019، وشاركت فيها ضمن فئة رماية المسدس للفرق، والتي حصلت فيها على المركز الأول والميدالية الذهبية. والتي تعد تجربة استثنائية لها، على اعتبارها بأنها اولى البطولات الخارجية والتي جاءت بنتيجة مشرفة ، كما شاركت الرامية مرتين في بطولات دولية بكوريا، بالاضافة الى بطولة أقيمت في جمهورية مصر العربية، حيث كانت تجارب غنية لها وساهمت من رفع مستواها الفني والذهني في يرياضة الرماية
تعدد المواهب
وتشير رفال الحارثية بان اللاعب يجب ان يكون متعدد المواهب والممارسات الرياضية وذلك لارتباطها ببعضها البعض ويساهم في رفع مستواها الفني في اللعبة التي تحترف بها وتمارسها بشكل اساسي ، حيث قالت :لدي شغف كبير بعدة رياضات. أمارس كرة السلة، البولينج، والشطرنج كهوايات تدعم تركيزي وتساعدني على الحفاظ على توازني الذهني والبدني. حاليًا، أستعد للمشاركة ضمن فريق جامعة السلطان قابوس في بطولة كرة السلة للجامعات والكليات، حيث أخوض تدريبات مكثفة استعدادًا لهذه المنافسة المهمة.
الدراسة والرياضة
كما ساهمت الرياضة كثيرا في تعزيز الجانب العلمي لدى الرامية ، التي لا تزال على مقاعد الدراسة الجامعية لتؤكد بأن التوفيق بين الدراسة والرياضة يتطلب التزامًا وتنظيمًا دقيقًا للوقت، من اجل الحفاظ الحفاظ على المستوى الأكاديمي والرياضي معًا، بدعم من العائلة والجامعة والمدربين.
التحديات
وعن التحديات فقد قالت ان أبرزها في البداية كان التوفيق بين الدراسة والتدريب، خاصة في أوقات الامتحانات أو قبل البطولات. أيضًا، قلة الموارد أو الدعم في بعض المراحل شكلت عائقًا، لكن بالإصرار والتخطيط استطعت تجاوز كل ذلك. لا أنكر أن الدعم المعنوي من أسرتي ومدربيّ كان له دور كبير في استمرار تطوري.
فانا اليوم فخورة بما انجزت خلال الفترة الماضية فقد حصلت على الميدالية الذهبية في بطولة الشارقة للرماية 2019 (فئة الفرق) والمركز الأول في رمي الرمح على مستوى مدارس محافظة مسقط 2018-2019 والمركز الثاني في بطولة كرة السلة للإناث للمدارس على مستوى السلطنة 2019-2020 ومشاركاتي الخارجية في كوريا (مرتين) ومصر، التي أضافت لي الكثير من الخبرة والدروس.
الطموحات
وتطمح رفال الحارثية الى تمثيل سلطنة عمان في بطولات عالمية كبرى وتحقيق ميداليات في المنافسات الفردية في رياضة رالرماية والتي تعد لعبتها الاساسية والتي ترغب بالاحتراف فيها ، بالاضافة الى رغبتها في المساهمة فينشر ثقافة الرياضات النسائية لدى المرأة العمانية وتشجيعهن على خوض تجارب مماثلة حيث قدمت رسالة عبر هذا الحوار مفادها بعدم الخوف من التجرية والمحاولة والبدء خطوة بخطوة مع الاستمرارية مؤكدة بأن : كل إنجاز يبدأ بحلم، ثم اجتهاد. الرياضة تمنحنا القوة والثقة بالنفس والانضباط، وهي ليست فقط للتنافس، بل لبناء الذات.
