الجبل الأخضر_ (الوطن):
أقرّ اجتماعٌ عُقد اليوم بولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية تشكيل فريق عملٍ مشترك لتطوير مشروعٍ متكامل يُعنى بالسياحة الزراعية، في إطار الجهود المبذولة لتعزيز الاستثمار الزراعي والسياحي وتنمية الأنشطة البيئية المستدامة بالولاية.
ترأّس الاجتماع سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ الداخلية، بحضور سعادة الشيخ سلطان بن منصور الغفيلي والي الجبل الأخضر، ومسعود بن سليمان بن عبود العزري المدير العام للتسويق الزراعي والسمكي والمتحدث الرسمي باسم وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وعددٍ من المسؤولين والمختصين من الجانبين.
واستعرض الاجتماع التصوّر الأولي لمشروع يُنفّذ على أرضٍ تابعة لمحافظة الداخلية، ويتضمّن مرافق متعددة أبرزها: متحف العسل، ويشمل قاعات تعريفية بتاريخ النحل العُماني، ووحدة فرز، ومختبرًا علميًّا، وركنًا بيئيًّا، ومرافق خدمية تشمل متجرًا ومقهى. كما يشمل المشروع مزرعةً للورد البلدي ومصنعًا لتقطير ماء الورد مزوّدًا بنافذة عرض تفاعلية، ومقهى مطلًّا على الحقول الزراعية، إلى جانب منطقة لورش العمل ومتجر لمنتجات الورد.
ويتضمّن المشروع كذلك مزرعةً للزيتون وحديقة عامة تُعزّز السياحة البيئية والزراعية المتكاملة بالولاية، على أن يتم تطوير هذه المرافق بنظام الاستثمار المؤسسي بالشراكة مع القطاع الخاص.
كما أقرّ الاجتماع تشكيل فريق فني مشترك من محافظة الداخلية ووزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لدراسة تنفيذ مشاريع سدود لتجميع مياه الأمطار وصيانة المدرجات الزراعية، بما يسهم في تحسين كفاءة الموارد المائية والحفاظ على موروث الزراعة الجبلية.
وعقب الاجتماع، قام سعادة الشيخ محافظ الداخلية بزيارة ميدانية إلى عددٍ من المواقع الزراعية، شملت مشروع زراعة الزعفران ومزرعة “حيل الديار”، حيث اطلع على مستوى الأعمال المنجزة، من بينها تهيئة البنية الأساسية للمرحلة الأولى، وتركيب نظام ري حديث، وبناء خزان لتجميع مياه الأمطار، إلى جانب البدء في تجربة زراعة عدد من الشتلات.
وتقع المزرعة في منطقة حيل الديار على مساحة تتجاوز 120 ألف متر مربع، ويخترقها وادي السراب، وتُعد من المبادرات الزراعية الواعدة التي تستهدف زراعة أشجار التين والزيتون والرمان، إلى جانب تطوير الموقع على شكل مدرجات زراعية مستدامة.
ويُعد مشروع مزرعة الزعفران أحد النماذج النوعية للاستثمار الزراعي في البيئات الجبلية، ويُقام على مساحة تُقدّر بـ6 أفدنة، بقيمة اقتصادية تبلغ نحو 400 ألف ريال عُماني، كما يُسهم في توفير فرص عمل دائمة ومؤقتة لعدد من النساء، دعما للتمكين المجتمعي وتعزيز المحتوى المحلي.
وينتج المشروع ثلاثة أصناف من الزعفران: الممتاز، والراقي، والفائق، ضمن خطة تسويقية تستهدف الأسواق المحلية وأسواق التصدير.
وتأتي هذه المشاريع ضمن جهود محافظة الداخلية بالتعاون مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه لتنفيذ مستهدفات رؤية عُمان 2040، في مجالات الأمن الغذائي، واستدامة الموارد الزراعية، وتنمية السياحة البيئية بما يُسهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتطوير المجتمعات الريفية بالمحافظة.