الأربعاء 09 يوليو 2025 م - 13 محرم 1447 هـ
أخبار عاجلة

المؤامرات تحاك لغزة رغم الحديث عن تهدئة قريبة

المؤامرات تحاك لغزة رغم الحديث عن تهدئة قريبة
الاثنين - 07 يوليو 2025 05:39 م

محمد عبد الصادق

10

مع اقتراب العدوان «الإسرائيلي» المتواصل من عامه الثاني، ما زال العالم عاجزًا عن لجم «إسرائيل» الَّتي سوَّت قِطاع غزَّة بالأرض، وأمعنتِ القتل والاعتقال والتجويع والتشريد بسكَّانه، بل وصل بها الجبروت، لسرقة ركام المنازل الَّتي دمَّرتها؛ لحرمان أهالي غزَّة من التفكير في إعادة بناء منازلهم مرَّة أخرى. وتحت ذريعة «إزالة الأنقاض» تنقل الشاحنات «الإسرائيليَّة» كميَّات ضخمة من الركام إلى داخل «إسرائيل»، حيثُ يعاد تدويرها وبيعها، لتتحول بقايا البيوت الفلسطينيَّة ـ الَّتي تمَّ بناء معظمها بأموال عربيَّة ـ، إلى مصدر ربح لجيش الاحتلال، في إطار خطَّة التهجير الَّتي تصرُّ عَلَيْها «إسرائيل» بتشجيع ومباركة أميركيَّة. وبالحديث عن قرب التوصل لصفقة تبادل بَيْنَ «إسرائيل» وحماس، يواكبها وقف لإطلاق النار، رُبَّما يلتقط أهالي غزَّة المظلومون بعض الأنفاس، ولكن الأحداث لا تدعو للتفاؤل، ولا نعلم ماذا يخبئ المستقبل لأهلنا في غزَّة، فكُلَّما ذهب نتنياهو لواشنطن والتقى بربيبه ترامب، يعود بغنيمة وصيد ثمين، على حساب القضيَّة الفلسطينيَّة، المكافأة هذه المرَّة تَدُور عن ضم أجزاء من الضفَّة الغربيَّة لـ «إسرائيل»، واعتماد خطط نتنياهو لتهجير سكَّان غزَّة، والَّتي بدأ تنفيذها على الأرض بالتَّعاون مع الجانب الأميركي، بمنع دخول المساعدات، وطرد الأونروا ومنظَّمات الإغاثة، ومنعها من توزيع المساعدات وإسنادها لشركة أميركيَّة، تواطأت مع الاحتلال لقتل كُلِّ مَن يقترب من أماكن التوزيع، في مسعى «إسرائيلي»/‏ أميركي؛ لنشر المجاعة بَيْنَ جموع الغزيِّين، حتَّى يدفعهم اليأس لتوقيع استمارة التهجير. كما تخطط «إسرائيل» للتخلص من المقاومة، بعدما فشلت في القضاء عَلَيْها بالحرب، بإشعال حرب أهليَّة بَيْنَ فصائل المقاومة الفلسطينيَّة، وميليشيا ما يعرف بـ»القوات الشَّعبيَّة»، الَّتي يتزعمها ياسر أبو شباب، الهارب من سجون حماس ـ حسب روايته ـ والَّذي يعمل بدعم من جيش الاحتلال، والَّذي اعترف بأنَّه يحصل على السلاح والمال من «إسرائيل» لأجل إسقاط حماس، وإبلاغ جيش الاحتلال بأماكن تواجدها، ويتحدث عن وعود «إسرائيليَّة» بتنصيبه وريثًا لحركة حماس في حكم القِطاع، وبالطبع أهدرت فصائل المقاومة دم أبو الشباب ورفاقه، وتوعَّدت بمعاقبته والقضاء عَلَيْه، الأمْر الَّذي يؤشر لحرب أهليَّة قادمة بَيْنَ الفلسطينيِّين تصبُّ في صالح «إسرائيل»، رُبَّما تحقق ما فشلت فيه، خلال عشرين شهرًا من الحرب على غزَّة. مؤخرًا كشفت صحيفة فايننشال تايمز الإنجليزيَّة، عن خطَّة غامضة، تنفذها شركة أميركيَّة تسمَّى «مجموعة بوسطن للاستشارات» شاركتْ أوَّلًا في عمليَّة توزيع المساعدات بالتَّعاون مع مؤسَّسة غزَّة الإنسانيَّة المشبوهة، الَّتي تورطتْ في قتل الفلسطينيِّين الجوعى أمام مراكز التوزيع، تهدف الشركة لتهجير الفلسطينيِّين، وتجهيز أرض غزَّة لمشاريع التطوير العقاري الَّتي تحدَّث عَنْها ترامب، مقابل عَقْد قيمته ملايين الدولارات لم تفصح عن الجهة الَّتي موَّلته، أعدتِ المجموعة بالفعل خطَّة ماليَّة لتهجير الفلسطينيِّين، وإعادة توطينهم خارج القِطاع، مقابل إعطاء كُلِّ شخص (9) آلاف دولار أميركي، مع توقع أنَّ (75%) مِنْهم لن يعود إلى غزَّة مرَّة أخرى. عقب الانتقادات الَّتي تعرضتْ لها جرَّاء ضلوعها في جريمة قتل الجوعى أمام مراكز المساعدات، أعلنتِ الشركة انسحابها من المشروع، وأصدرت بيانًا تؤكد فيه إنهاء التَّعاون مع مؤسَّسة غزَّة الإنسانيَّة، ووقف جميع أنشطتها في القِطاع.

محمد عبد الصادق

[email protected]

كاتب صحفي مصري