عمّان ـ العُمانية: تجمع رواية (أنكراي) للكاتب صابر بقور بين دراما الحدث وشاعرية السرد وتداخل الأنواع، إذ تبدو كأنها عَمَلان متضافران، أحدهما رواية سردية في إطارها الخارجي، والآخر سيناريو تؤلفه البطلة لتحوز به جائزة تُحقق أحلامها في عودة الأمان المفقود لأسرتها. ويرسم الكاتب مشاعر بطلة الرواية وصمودها أمام المجتمع الذي تسبب في معاناة أمها، وينجح في إقناع القراء أن كاتبة السيناريو هي أنثى من لحم ودم، حتى إن المتأمل يظل يعاوده السؤال: كيف تمكّن الكاتب من استحضار مشاعر الأنثى إلى هذا الحد! ويضفّر الكاتب روايته مع السيناريو الذي تؤلفه البطلة لقصتها الخاصة مع الرجل التي بدأت تحمل مشاعر تجاهه، فيصنع مفارقة الحب الذي لا يكتمل طرفاه غالبًا، ثم يقرر مصير البطلة، ناقلًا إياها من حال إلى حال، وهي تقول:هناك نقطة في المطارات تنتهي فيها كل اللقاءات وتُرفع كل أيادي الوداع، إنها المحطة التي تمضي فيها وحيدًا، تعبر فيها بوابات عديدة حتى تنغلق عليك تلك المؤدية إلى السماء. ويلاحظ القارئ شبهًا كبيرًا في نظرة بطلَي الرواية للحياة، فكلاهما شخصية تأملية تنظر إلى الحياة نظرة فلسفية أقرب إلى المثالية، لا تخلو من بحث وراء المعنى، وتأمل لجميع ردود الأفعال من حولها، لهذا تبدو (أنكراي) رواية واقعية فلسفية، تداعب أوتار القلب والعقل معًا، وتسبح بالقارئ في بحور من التساؤلات، يجد لبعضها جوابًا شافيًا بينما يبقى بعضها الآخر معلقًا بلا جواب.