مسقط ـ «الوطن»:
دشنت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ممثلة في المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس مركز حداثة لصناعة الأمن السيبراني برعاية سعادة الدكتور علي بن عامر الشيذاني وكيل وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات للاتصالات وتقنية المعلومات، وبحضور صاحب السمو السيد د. فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس جامعة السلطان قابوس وعدد من أصحاب السعادة والمؤسسات ذات العلاقة.
ويهدف مركز حداثة إلى تشجيع البحث والابتكار والتطوير في مجال الأمن السيبراني وتعزيز مكانة المجتمع التعليمي كبيئة جاذبة للابتكار والبحث والتطوير، ونشر ثقافة الابتكار لدى الشباب العماني إلى جانب جعل عُمان رائدة في مجال الابتكار في الأمن السيبراني في المنطقة العربية، من خلال تفعيل برنامج صناعة الأمن السيبراني ومخرجاته من برامج التعاون والمبادرات المشتركة بين الجهات المعنية لدعم الابتكار، وتحفيز الاستثمارات الواعدة في جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوطين التقنيات بما يتناسب مع المستجدات العالمية، وتعزيز المهارات لدى الشباب العُماني، واستثمار طاقاتهم لابتكار منتجات تقنية محلية في مجال الأمن السيبراني قابلة للتصدير والمنافسة على المستويات الاقليمية والدولية.
وقال بدر بن علي الصالحي مدير عام المركز الوطني للسلامة المعلوماتية بوزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات يعد هذا المركز مساحة فكرية وعلمية حاضنة للإبداع، ومسرّعة للأفكار الريادية في مجال الأمن السيبراني، ففي زمن تتسارع فيه التهديدات الرقمية وتتعاظم فيه تحديات الفضاء السيبراني، تصبح الابتكارات المحلية في هذا المجال ضرورة، حيث يعّد المركز أحد المبادرات الوطنية الطموحة التي تُجسد رؤية سلطنة عُمان نحو اقتصاد رقمي آمن ومزدهر، يرتكز على الابتكار والتميز وبناء القدرات الوطنية و يأتي هذا التدشين في وقت تشير فيه التقارير العالمية إلى أن الخسائر الناتجة عن الجرائم السيبرانية قد تتجاوز 10 تريليونات دولار سنويًا بحلول عام 2030، في حين يقدّر متوسط تكلفة الاختراق الواحد في منطقة الشرق الأوسط بحوالي 6.2 مليون دولار، الأمر الذي يفرض تسريع وتيرة الابتكار السيبراني المحلي لمواكبة هذه التحديات المتصاعدة.
وأوضح المهندس بدر بأن توقعات الأسواق الدولية تشير إلى أن حجم سوق الأمن السيبراني العالمي سيتجاوز 500 مليار دولار أميركي بحلول عام 2030، مقارنة بـنحو 246 مليار دولار في عام 2024، بمعدل نمو سنوي مركب يُقدّر بنحو 12.9% خلال الفترة من 2025 إلى 2030، وهذا النمو السريع يعكس الطلب المتزايد على حلول سيبرانية مبتكرة وقادرة على التكيّف مع التهديدات المتطورة كما ان المركز سيكون منصة محفزة لتوليد الحلول التقنية، ونقل البحوث من المختبرات إلى الأسواق، وتعزيز التنافسية الوطنية في واحدة من أسرع الصناعات نموًا في العالم، حيث يسهم في بناء جسور التعاون بين الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، والجامعات، وتفعيل الإطار الوطني للابتكار في مجال الأمن السيبراني الذي أعده المركز الوطني للسلامة المعلوماتية، ليكون أساسًا مشتركًا لتعزيز منظومة الابتكار، وتحقيق التكامل الوطني في مجال الأمن السيبراني كما انه خطوة عملية نحو تمكين الابتكار المحلي وتحويله إلى قيمة اقتصادية وأمنية مضافة، وعليه فإن نجاح هذا المركز سيكون مرهونًا بفاعلية الشراكات بين الأطراف المعنية، واستمرارية الاستثمار في تطوير الحلول السيبرانية، وربط البحث العلمي باحتياجات السوق، حيث تتطلب المرحلة المقبلة تركيزًا على النتائج، وقياس الأثر، وتوسيع دائرة المشاركة لبناء منظومة وطنية مستدامة في مجال الأمن السيبراني.
وقال الدكتور محمد بن مانع بيت سويلم مدير مركز أبحاث الاتصالات والمعلومات بجامعة السلطان قابوس يأتي تدشين مركز حداثة للصناعة والابتكار في الأمن السيبراني بجامعة السلطان قابوس نتيجة للتعاون بين مركز أبحاث الاتصالات والمعلومات بالجامعة ووزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ممثلة بالمركز الوطني للسلامة المعلوماتية، وبدعم كريم من رئاسة الجامعة وتوجيهات سديدة نحو التحول الرقمي كما أن أهم أهداف تدشين هذه المبادرة بالجامعة هي بناء كوادر وطنية مؤهلة لتقوم بتطوير حلول تقنية مبتكرة من شأنها أن تحفظ بياناتنا ومكتسباتنا الوطنية في الفضاء الرقمي، وتأهيل طلبة الجامعة والباحثين لسوق العمل والعمل الحر في مجال الأمن السيبراني، بالإضافة إلى تعزيز دور الجامعة لبناء شراكات استراتيجية مع القطاعين العام والخاص في تقنيات الأمن السيبراني.
وأضاف الدكتور محمد يتميز مركز حداثة بالجامعة بهوية بصرية فريدة تعكس طابع البحث والابتكار في الأمن السيبراني، ومجهز بأحدث الأجهزة الحاسوبية والبرمجيات الحرة والمفتوحة المصدر والتي تتكامل من خلال بنية تقنية متقدمة وآمنة تمكن طلبة الجامعة من إجراء البحوث وعمل التجارب العملية في مواضيع عدة تتعلق بالأمن الالكتروني ومواجهة التهديدات السيبرانية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: تحليل البرمجيات الخبيثة، واختبار الاختراق، ومراقبة الشبكات، وتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي التي من شأنها معالجة العديد من التحديات في الأمن السيبراني وهنالك خطة عمل واضحة بالمركز حيث سيتلقى الطلبة المقبولون للعمل بالمركز بمشاريع تلامس احتياجات السوق المحلي خلال احتضانهم لمدة ستة أشهر، التدريب والإرشاد الأكاديمي البحثي المتواصل من قبل أكاديميين ذي خبرة واسعة بتقنيات الأمن السيبراني والتقنيات الداعمة ومنها الذكاء الاصطناعي، متطلعين إلى أن تسهم مخرجات مشاريعهم البحثية في دعم التحول الرقمي والنمو المستدام بسلطنة عمان.
