القدس المحتلة ـ «الوطن» ـ وكالات:
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الغارات، وارتكبت المزيد من المجازر، مع تفاقم معاناة النزوح التي تطال أكثر من مليوني إنسان وسط مجاعة قاسية دفعت باستبدال العدس بحليب الأطفال. وبيّنت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة، أن العديد من الشهداء ارتقوا وأصيب العشرات من المدنيين، جرّاء الغارات الإسرائيلية على مناطق متفرقة من قطاع غزة، منذ فجر أمس. وأصيب الصحفي حاتم سلمي جراء استهداف الاحتلال أحد المنازل في حي التفاح شرقي مدينة غزة. وقصفت طائرات الاحتلال فجر أمس مدرسة الفلاح في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. كما شنت طائرات الاحتلال فجر أمس عدة غارات على المناطق الشرقية لمدينة غزة. على الصعيد الإنساني لم تعد الحياة تُقاس بالزمن بل بالبقاء ولم تعد الطفولة تُقاس بالضحكات بل بالبكاء الصامت فوق صدور أمهاتٍ عاجزات. وتحت خيامٍ مثقوبة، وفي مستشفيات تئنّ فراغًا، ترضع الأمهات أطفالهن “شوربة العدس”، لا بديل، لا دواء، لا حليب.. ولا أحد يسمع. في وسط جدران باهتة في مجمع ناصر الطبي بخان يونس، يقف الأطباء بعجز أمام مئات الأطفال الخُدّج الذين يختنقون ببطء، فالحليب الصناعي والعلاجي، شريان الحياة لهؤلاء، قد نفد، لا وجود له في الصيدليات، ولا في المستودعات، ولا في الأسواق. ـ “ما نعيشه ليس نقصًا، بل انهيارًا كاملًا للحق في الحياة”.. بهذه الكلمات وصف طبيب في المجمع المشهد القاتم، مؤكدًا أن “الرضّع يموتون صمتًا”، وأن ما تبقى من “حليب رقم 1” في الحضّانات قد ينفد خلال ساعات معدودة. وفي شارع الجلاء، تحت خيمةٍ مرقّعة من بؤس الحصار، ترضع أزهار محمد ابنتها شوربة العدس، بعد أن فشلت في الحصول على الحليب الصناعي. الطفلة حور، ذات الثلاثة أشهر، باتت ضحية مباشرة لسياسات التجويع المتعمدة، تئن من الإسهال والجفاف، وقد حذر الأطباء من تدهور حالتها إن لم تحصل على التغذية الملائمة، فعبوة الحليب، التي كانت تُباع قبل الحرب بدولارات معدودة، أصبحت اليوم حلما بـ90 دولارًا، وهو رقمٌ مستحيل في ظل بطالة شاملة ودمار اقتصادي متعمد. خمس أيامٍ فقط، ثم تعود الأم للبحث مجددًا… في الأسواق، في المستشفيات، وفي أعين المارة.وفي هذه الظروف أعلن مجمع ناصر الطبي في خانيونس، جنوبي قطاع غزة، عن تسجيل رقم قياسي في حالات الحمى الشوكية بين الأطفال، حيث بلغ عدد الإصابات المؤكدة 35 حالة. وأكدت إدارة المجمع أن ما يجري يمثل «كارثة صحية»، مشيرة إلى أن جميع الحالات وصلت بأرقام خلايا مرتفعة تدل على أن الإصابة من النوع البكتيري. من جانبه، أوضح أحد الأطباء المختصين أن هذه الإصابات تشكل خطرا كبيرا على القدرات العقلية والحواس والحركة لدى الأطفال، مؤكدا على خطورة هذا المرض وضرورة التدخل العاجل لمعالجته والحد من انتشاره.