عِندَما كنتُ أشاهد الخراب والدَّمار الَّذي أوقعَتْه الصَّواريخ والمُسيَّرات الإيرانيَّة في «إسرائيل»، أثناء حرب الأسبوعَيْنِ الأخيرة، لم أتمكَّنْ أن أمنعَ نَفْسي من ثمَّة شعور بأنَّ «إسرائيل» لم تكَنْ لتزيدَ على «دولة باربي» Barbie State، الألعوبة الشَّهيرة، مستحضرًا تلك الدُّمية السَّاحرة (تحوَّلتْ إلى شخصيَّة سينمائيَّة، شكرًا لهوليوود) إذ طالما لاعبتْ خيالات وخيلاء البنات الصَّغيرات (عَبْرَ العالَم)، البنات اللاتي كُنَّ يحلمنَ بعالَم فردوسي تسكنُه العرائس والدُّمى الجميلة، عالَم سحر حكايات السَّاحرات الجميلات الورديَّات اللاتي كنَّ يوعدنَ البنات الجميلات بمستقبل لا يختلف عن عالَم الأحلام الَّذي جسَّدته تلك الدُّمية الجميلة، ذات العيون المُلوَّنة: «باربي»!» Barbie والحقُّ فإنِّي أجدُ ثمَّة توازيات عديدة بَيْنَ عالَم باربي السَّاحرات والحالم، من ناحية، وبَيْنَ الكيان الصُّهيوني الَّذي قام على وعود «ورديَّة « لِيَهودِ العالَم قاطبة، وعود مفادها: «تعالوا إلى عالَم الفنتازيا والسِّحر الوردي، إنَّه عالَم الدُّمية Barbie، بَيْدَ أنَّ الَّذين ذهبوا إلى «إسرائیل» من الشَّتات عَبْرَ مختلف قارَّات ودوَل العالَم، لم يجدوا ما انوا يحلمون به في «إسرائيل»: فهي ليسَتِ التَّجسيد الحقيقي لعالَم الأحلام الَّتي طالَما لاعبتْ خيالات وخيلاء «عالَم الجنيات» الجميلات اللاتي يسكنَّ عالَم الحكايات المختلط بعالَم أحلام البنات المصنوع من البلاستيك الملوَّن الَّذي تحيا «باربي» بداخله، إلَّا أنَّ الحالمِين الَّذين ساقَتْهم الأحلام إلى فلسطين اصطدموا بعالَم مظلم، خانق يقع ما بَيْنَ دُورهم، وبَيْنَ والملاجئ المُظلمة! وها نحن أمام «باربي»، ولكن بأنياب نوويَّة تُهدِّد كُلَّ مَن حَوْلها!
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي