الجزائر ـ العُمانية: أقيم أمس بالعاصمة الجزائرية منتدى رجال الأعمال العُماني الجزائري بعنوان: «الشراكات الاقتصادية الجزائرية العُمانية.. مجالات رائدة وآفاق واعدة»، ضمن مشاركة سلطنة عُمان ضيف شرف في الدورة الـ 56 لمعرض الجزائر الدولي. وأوضح معالي قيس بن محمد اليوسف وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار أن تنظيم هذا المنتدى الذي شهد حضور عدد من أصحاب الأعمال من البلدين الشقيقين، دليل على الاهتمام المتبادل بين الجانبين لتنمية العلاقات وتعزيز الاستثمار المتبادل والبحث عن فرص استثمارية بين الطرفين سعيًا لإيجاد تبادل تجاري، وبحثًا عن فرص استيراد وتصدير. وقال معاليه في كلمته إن سلطنة عُمان تسعى إلى تنويع وارداتها وتعزيز صادراتها من المنتجات العُمانية وإيجاد تكامل استثماري بين البلدين الشقيقين، مشيرًا إلى أن المنتدى يهدف إلى تنمية العمل المشترك ودفع مقومات التكامل نحو آفاقٍ أكثر اتساعًا؛ لبناء اقتصادٍ تنافسيّ متفاعلٍ مع اقتصاداتِ العالم، ومندمجٍ معها، ومتواكبٍ مع المتغيرات، وقادرٍ على دفع استدامة الاقتصاد الوطني خاصة وأن الحكومتين تسعيان إلى تقديم التسهيلات والحوافز والممكّنات كافة والتي من شأنها منح القطاع الخاص القدرة على الإسهام في تحقيق الازدهار والنمو المستدام. وأعرب معالي وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار عن أمله في أن تعزز مشاركة سلطنة عُمان ضيف شرف بالدورة 56 لمعرض الجزائر الدولي زيادة التبادل التجاري الاستثماري بين البلدين الشقيقين، داعيًا القطاع الخاص في البلدين إلى القيام بدوره المنشود مع استعداد حكومتي البلدين لتوفير كافة الممكنات المطلوبة. من جانبه عبّرَ معالي الطيب زيتوني وزير التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية بجمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية عن اعتزازه بالعلاقاتِ التاريخيةِ والأخويةِ التي تجمعُ البلدين الشقيقين، والتي بلغت، في السنواتِ الأخيرةِ، مستوىً نوعيًّا من التقاربِ والتفاهمِ الاستراتيجي. وأشار معاليه في كلمته إلى أن زيارة دولة التي قامَ بها فخامة رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية إلى سلطنة عُمان في أكتوبر 2024، ثم زيارة أخيه حضرة صاحب الجلالة السُّلطان المعظم إلى الجزائر في مايو 2025، شكلتا محطّتَين مفصليّتَين في مسارِ العلاقاتِ الجزائريةِ العُمانية، تُوّجتا ببيانٍ مشتركٍ أكّد بوضوحٍ إرادةَ قائدي البلدين في تعزيزِ الشراكةِ الثنائيةِ، والارتقاءِ بها إلى آفاقٍ أرحب، تخدمُ المصالحَ المشتركةَ للبلدينِ والشعبينِ الشقيقين. وأوضح معاليه أن التعاونُ الاقتصاديُّ الجزائريُّ العُمانيُّ قطع خطواتٍ واعدةً، تجسّدت في مشروعات كبرى على غرار مجمّعِ إنتاجِ الأسمدةِ بمدينة «بأرزيو»، بقيمةٍ تناهزُ 2.4 مليار دولار أميركي وإنشاء الصندوقِ الجزائريِّ العُمانيِّ للاستثمار، إلى جانب مشروعات قيدَ الدراسةِ في قطاعاتِ السيارات، والطاقة، والصناعةِ الصيدلانية، والزراعة، مؤكدًا على إمكانيّة توسيع آفاق التعاون الاقتصادي لتشمل قطاعات واعدة وحيوية مثل السياحة، والخدمات، والصناعات الثقافية، والصناعات التقليدية، وهي مجالات يملك فيها البلدين إمكاناتٍ كبيرةً وفرصًا استثماريةً حقيقية داعيًا إلى مضاعفةِ الجهودِ لتطويرِ قنواتِ التصديرِ والاستيراد، واستغلالِ قدراتِ البلدَين وتكاملِ مواردهِما الطبيعيةِ والبشرية. من جهته، قال سعادة فيصل بن عبد الله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان إن الجانبين بحثا خلال هذا المنتدى فرص الشراكة المشتركة، والاطلاع على الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين. وأضاف سعادته: أنه من المتوقع أن تكون هناك شراكات بين المستثمرين في البلدين الشقيقين في العديد من القطاعات أبرزها الصناعات التحويلية والصيدلة، مشيرًا إلى أن السوق الجزائري يعد سوقًا واعدًا ويتمتع بموقع استراتيجي يتيح للمستثمرين الوصول إلى الأسواق المجاورة لها. وقد اشتمل المنتدى على إقامة ثلاث جلسات حوارية تطرقت إلى فرص الاستثمار في قطاع اللوجستيات والصناعات التحويلية والتطوير العمراني، كما تم على هامش المنتدى تقديم عروض مرئية وترويجية عن الاستثمار في سلطنة عُمان والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية. وتم تنظيم لقاءات ثنائية بين رجال الأعمال في البلدين الشقيقين هدفت إلى بحث مجالات التعاون التجاري والاستثماري المشترك عبر فتح منافذ تسويقية لمنتجات كلا البلدين والدخول في شراكة استثمارية مشتركة. حضر المنتدى سعادة السفير سيف بن ناصر البداعي سفير سلطنة عُمان المعتمد لدى الجمهورية الجزائرية الشعبية الديمقراطية وعدد من المسؤولين بالقطاعين العام والخاص ولفيف من رجال الأعمال من كلا البلدين الشقيقين.
