الخميس 26 يونيو 2025 م - 1 محرم 1447 هـ
أخبار عاجلة

أضواء كاشفة: رغم التحديات.. عمان تواصل مسيرتها التنموية بثبات واقتدار

أضواء كاشفة: رغم التحديات.. عمان تواصل مسيرتها التنموية بثبات واقتدار
الثلاثاء - 24 يونيو 2025 05:41 م

ناصر بن سالم اليحمدي

170

رغم التحدِّيات الَّتي تحدق من كُلِّ حدب وصوب بالمنطقة الخليجيَّة والعربيَّة والإقليميَّة، بل والعالَم أجمع خصوصًا تلك الاقتصاديَّة وما تعانيه مُعْظم الدوَل من تباطؤ تنموي بسبب الحروب المستعرة هنا وهناك، إلَّا أنَّه بفضل الله وفضل الجهود المخلِصة لأبناء الوطن الأوفياء، وعلى رأسهم حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ وحكومته الرَّشيدة، استطاعتِ سلطنة عُمان أن تُحققَ نُموًّا اقتصاديًّا إيجابيًّا بشهادة التَّقرير الصَّادر من مجموعة البنك الدّولي الَّذي أشار إلى أنَّ سلطنة عُمان حققتْ نتائج ماليَّة واقتصاديَّة إيجابيَّة وملموسة بالرّغم من التحدِّيات الإقليميَّة والعالَميَّة.. وأنَّ الأداء الاقتصادي لسلطنة عُمان يجسِّد نجاح السِّياسات الماليَّة والاقتصاديَّة في ظلِّ التَّغيُّرات العالَميَّة بما ينسجم مع أولويَّة التَّنويع الاقتصادي والاستدامة الماليَّة وبما يُحقق رؤية «عُمان 2040».. كما أشار إلى أنَّ السَّلطنة حققتْ فوائض ماليَّة على مدار السَّنوات الماضية نتيجة الإجراءات الحكوميَّة المُتَّخذة لتحسينِ الأداء المالي وتمكَّنتْ من تحقيق فائض في الحساب الجاري بفضل نُمو الصَّادرات غير النفطيَّة وصادرات الخدمات، ما عزَّز متانة المركز الخارجي لها.. ولم يغفلْ أيضًا انخفاض الدَّيْن العامِّ من نسبة (68) بالمئة إلى (35) بالمئة من النَّاتج المحلِّي الإجمالي، ما يعكس التزامها بتحقيق الاستدامة الماليَّة، وتحسُّن تصنيفها الائتماني إلى بيئة جاذبة للاستثمار عِندَ مستوى (BBB-) في عام 2024م وفقًا لتصنيف وكالة «ستاندر آند بورز».. بل توقَّع التَّقرير أن تستمرَّ فوائض الحساب الجاري وتحسُّن الصَّادرات غير النفطيَّة ومواصلة سياسة التَّنويع الاقتصادي. لا شك أنَّ التَّوَتُّرات السِّياسيَّة والأمنيَّة الَّتي لا تهدأ إضافةً إلى أزمات الطَّاقة والتَّضخُّم وتقلُّبات سلاسل الإمداد.. كُلُّ ذلك وغيره ألقى بظلاله الثَّقيلة على اقتصادات العالَم وهدَّد استقرار الشُّعوب وأمْنَها المعيشي.. ورغم كُلِّ ذلك، تشقُّ سلطنة عُمان طريقها بثقة وثبات محافِظةً على مسار اقتصادي إيجابي بشهادة المؤسَّسات الدّوليَّة، وفي مقدِّمتها مجموعة البنك الدّولي. إنَّ ما حقَّقته السَّلطنة في السَّنوات الأخيرة، وخصوصًا في ظلِّ القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ لم يكُنْ وليد المصادفة، بل جاء نتيجة رؤية بعيدة المدَى وتخطيط استراتيجي مُحكم وسعي دؤوب من أبناء الوطن المخلِصين في كافَّة الميادين.. فمنذُ تولِّي جلالة السُّلطان المُعظَّم مقاليد الحُكم كانتْ رؤية «عُمان 2040» حاضرة كخريطة طريق شاملة تهدف إلى تنويع مصادر الدَّخل وتقليل الاعتماد على النِّفط وتمكين القِطاع الخاصِّ وتحقيق تنمية مستدامة تشمل كافَّة محافظات السَّلطنة.. وقد جاءتِ الإجراءات الاقتصاديَّة الإصلاحيَّة الَّتي تمَّ اتِّخاذها في هذا الإطار لِتُرسيَ قواعد اقتصاد وطني متين أكثر قدرة على الصُّمود في وَجْه الأزمات والمُتغيِّرات العالَميَّة.. فقَدْ تمكنتِ السَّلطنة من خفض عجز الميزانيَّة وتحقيق فائض مالي في بعض السَّنوات.. كما تمَّ تعزيز التَّصنيف الائتماني للسَّلطنة من قِبل وكالات التَّصنيف الدّوليَّة في خطوةٍ تعكسُ الثِّقة المتزايدة بالاقتصاد العُماني وقدرته على التَّعافي والنُّمو. إنَّ التَّقرير الصَّادر مؤخرًا عن مجموعة البنك الدّولي ونالتْ سلطنة عُمان من خلاله إشادةً واضحة فيما يخصُّ أداءها الاقتصادي وتحقيقها لِنُموٍّ إيجابي رغم تحدِّيات السُّوق العالَميَّة وتراجع معدَّلات النُّمو في كثير من الاقتصادات المتقدِّمة والنَّامية على حدٍّ سواء، إنَّما يؤكِّد أنَّ الإدارة الماليَّة حكيمة.. وأنَّ التَّوَسُّع في المشروعات التنمويَّة، خصوصًا في مجالات الطَّاقة المُتجدِّدة والصِّناعات التَّحويليَّة والسِّياحة والتكنولوجيا يجسِّد نجاعة الاستراتيجيَّات الحكوميَّة ونجاحها في اجتذاب الاستثمارات وتحقيق الاستقرار الاقتصادي. لا شك أنَّ هذا التَّقدُّم لم يكُنْ لِيتحققَ لولا الجهود المخلِصة لأبناء الوطن الأوفياء الَّذين جسَّدوا روح العمل والإخلاص وانخرطوا في كافَّة قِطاعات التَّنمية مساهمين في دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام.. فقَدْ شهدتِ السَّلطنة خلال السَّنوات الماضية انخراطًا أكبر للشَّباب في سُوق العمل وتنامي روح ريادة الأعمال وتوسُّعًا في مبادرات التَّمكين المُجتمعي والاقتصادي.. لِتظلَّ السَّلطنة مثالًا يُحتذى في قدرتها على تحويل التحدِّيات إلى فرص والمُضي قُدُمًا نَحْوَ مستقبل أكثر إشراقًا مرتكزة على قِيَمها الوطنيَّة ومرونة سياساتها الاقتصاديَّة وتماسُك جبهتها الدَّاخليَّة. لقَدْ أثبتتْ سلطنة عُمان أنَّ الإرادة السِّياسيَّة الصَّادقة والرُّؤية الواضحة، والعمل الجماعي المخلِص، قادرة على رسم مسار تنموي واعد حتَّى في أحلَكِ الظُّروف.. وسيظلُّ أبناء عُمان بقيادة سُلطانهم المُفدَّى ماضين في طريق البناء والعطاء مؤمنين بأنَّ الوطن يستحق الأفضل، وأنَّ المستقبل يصنعه مَن يُعانق التَّحدِّي بعزيمة لا تَلِين. حفظ الله عُمان وسُلطانها وشَعبها.. وأدام عَلَيْها نعمة الأمن والاستقرار والنَّماء.

ناصر بن سالم اليحمدي

كاتب عماني