أن ترفعَ المشروعات والبرامج ذات البُعد الاجتماعي ومشروعات التَّنويع الاقتصادي وتنمية المحافظات من حجم الاعتمادات الماليَّة الإنمائيَّة للخطَّة الخمسيَّة التنمويَّة العاشرة لِيصلَ إلى نَحْوِ (11) مليار ريال عُماني بزيادة نسبتها (72) بالمئة مقارنةً مع حجم الاعتمادات الإنمائيَّة المعتمدة عِندَ بدء تنفيذ الخطَّة والبالغة (6.4) مليار ريال عُماني، فإنَّ ذلك يدلِّل على اتِّخاذ الخطَّة من هذه المشروعات كمُكوِّنات أساسيَّة؛ لِمَا لها من أثَر كبير في تعزيز استدامة التَّنمية. ووفقًا لِمَا أشارتْ بيانات الموقف التَّنفيذي لخطَّة التَّنمية الخمسيَّة العاشرة (2021ـ2025) حيثُ إنَّه ومنذُ بدء الخطَّة في عام 2021م وحتَّى نهاية الرُّبع الأوَّل من عام 2025م دخلَ حيِّز التَّنفيذ (95) بالمئة من البرامج الاستراتيجيَّة للخطَّة والبالغ عددها (412) برنامجًا والَّتي ترتبط بـ(14) أولويَّة تتضمَّنها الخطَّة العاشرة موزَّعة وفقًا للأولويَّات والأهداف المختلفة للجهات المعنيَّة بالتَّنفيذ، وتغطِّي هذه البرامج الأولويَّات المستهدفة في المحاور الأربعة لرؤية «عُمان 2040». وجاء هذا التَّقدُّم الملموس في تنفيذ البرامج الاستراتيجيَّة للخطَّة المرتبطة بمحاور وأولويَّات رؤية «عُمان 2040» مع ارتفاع في حجم الاعتمادات الماليَّة للمشروعات الإنمائيَّة في ظلِّ انتهاء العمل، وتشغيل العديد من هذه المشروعات. ولعلَّ إيلاء الاهتمام بالمشروعات والبرامج ذات البُعد الاجتماعي ومشروعات التَّنويع الاقتصادي، وتنمية المحافظات ينبع من أهميَّة هذه المشروعات كمُكوِّنات داعمة لاستدامة التَّنمية بكافَّة جوانبها، حيثُ إنَّها تدعم تحقيق مستهدفات رؤية «عُمان 2040» نَحْوَ التَّنمية الشَّاملة والمتوازنة، وإيجاد خدمات ومَرافق متطوِّرة وأكثر جودة وكفاءة للمواطنِين والمستثمرِين. كما أنَّ استمرار التَّقدُّم في تطوير البنية الأساسيَّة والاقتصاديَّة، وتعظيم مشاريع التَّنويع الاقتصادي يوجِد ديمومة استثماريَّة تخلق المزيد من الأنشطة وفرص الأعمال، الأمْر الَّذي يصبُّ في استدامة عجلة التَّنمية، حيثُ دخل في هذا الصَّدد حيِّز التَّنفيذ (60) برنامجًا من إجمالي (62) برنامجًا ترتبط بأولويَّة التَّنويع الاقتصادي والاستدامة الماليَّة. كذلك بلغتْ نسبة المخصَّصات الإنمائيَّة للمشروعات ذات الطَّبيعة الشَّاملة الَّتي تُعزِّز التَّنمية الاقتصاديَّة والاجتماعيَّة في جميع محافظات سلطنة عُمان نَحْوَ (44) بالمئة من إجمالي الاعتمادات الماليَّة للخطَّة العاشرة، بالإضافة إلى المشروعات الجاري تنفيذها من قِبل الجهات الحكوميَّة مِنْها ضِمن برنامج تنمية المحافظات. كما أنَّه هناك أيضًا استثمار مستدام في الكادر البَشَري، حيثُ إنَّه ووفْقَ ما قالتْ وزارة الاقتصاد فإنَّ كافَّة البرامج المرتبطة بأولويَّة تطوير قِطاع الشَّباب وعددها (3) برامج قد دخلتْ حيِّز التَّنفيذ وتستهدف حوكمة وتنظيم قِطاع الشَّباب وتعزيز المشاركة الشَّبابيَّة، وتطوير قدرات ومهارات الشَّباب. وإذا كان التَّعزيز والتَّحسُّن المتواصل في بيئة الاستثمار يُعَدُّ من العوامل الأساسيَّة لزيادة المشاريع الإنمائيَّة فإنَّه من المُهمِّ الاستمرار في نهج تحفيز الاستثمار والأنشطة الاقتصاديَّة في كافَّة المحافظات.
هيثم العايدي
كاتب صحفي مصري