إدمان الشاشات يصاحبه عزلة وضعف التفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي واللغوي
الحصص الذكية لها تأثير عميق على الأطفال فـي مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي
التحكم فـي سلوك أطفال طيف التوحد أدى إلى زيادة التواصل البصري والتفاعل الإيجابي
كتب ـ سليمان الهنائي:
أصبحت الشاشات الذكية التفاعلية لدى أطفال المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) في فصل التربية الخاصة جزءًا لا يتجزأ في ظل التعليم بالعصر الرقمي اليوم، حيث يتعرف الأطفال بشكل متزايد عليها وبصورة لافتة عبر أجهزة الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الحاسب الآلي، في حين أن التكنولوجيا يمكن أن توفر العديد من الفوائد إلا أنها تثير المخاوف بشأن أضرار الشاشة وتأثيرها المحتمل على نمو الأطفال خاصة بالنسبة لفئة المصابين بالتوحد، لذا يجب أن يكون هناك توازن في استخدام الشاشات بالنسبة لأطفال التوحد.
وفي حديثه لـ(الوطن) أكد الدكتور محمد حسين قطناني خبير برامج التربية الخاصة والتدريب أن الشاشات الذكية التفاعلية ليس من المفترض أن تزيد فائدتها في مجال التعليم التفاعلي فحسب، بل أظهرت قيمتها في مجال الاهتمام والتحفيز للأطفال من ذوي الإعاقة والتوحد وحتى طلاب مرحلة الروضة، حيث شملت جميع أنواع التعلم المختلفة البصري والسمعي والحركي. تجربة علمية أما عن الحديث عن الطلاب المصابين باضطراب طيف التوحد (ASD) أفاد الدكتور بأن الاستنتاجات حول الشاشات الذكية هي تعتبر نفسها إثارة، حيث تعد هذه الشاشات من خلال التجربة العملية قادرة على القيام بأكثر من ذلك بكثير في فصول التربية الخاصة. موضّحًا بأن الحصص (الذكية) لها تأثير عميق على الأطفال الذين يحسنون (مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي والتركيز والتواصل) يؤدي إلى تركيز الأطفال أصبح أكثر انتباهًا، بالإضافة إلى مشاركتهم في التأهيل والتدريب. ونوَّه خبير برامج التربية الخاصة والتدريب بأن وجود الشاشات الذكية في الفصول الدراسية تمكننا في مساعدة التحكم على سلوك أطفال طيف التوحد، لافتًا بأن أطفال طيف التوحد تمكنوا بسبب وجود الشاشات الذكية في الفصل الدراسي من الوقوف أمام الفصل وفتح المواقع واختيار التطبيق المطلوب على السبورة وأدى ذلك الى زيادة من التواصل البصري والتفاعل الإيجابي. وأضاف: نقوم باستخدام البرنامج الأكاديمي والمهارات الحياتية والمعرفية ضمن مجموعة متنوعة من الاستراتيجيات بما في ذلك الشاشات الذكية والطاولات الذكية وأجهزة (iPad) لإيجاد بيئة صفية مواتية للتعلم والتدريب على جميع المستويات سواء من قبل الأطفال ذوي الإعاقة والتوحد. تنوير التعلم وأكد خبير برامج التربية الخاصة والتدريب أن الشاشات الذكية التفاعلية ساعدت الأطفال ذوي الاعاقة والتوحد في الحصص الفصلية في تنوير عملية التعلم والتأهيل للطلاب وجعلهم يتفاعلون مع بعضهم البعض ومع الأخصائيين والمُعلِّمين، كما ساعدت على توفير الشاشة تحفيزًا حسّيًّا إضافيًّا والذي له تأثير إيجابي للغاية على التعلم، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد. وقال: إنّ الشاشات الذكية التفاعلية لها إيجابيات وسلبيات وخاصة للأطفال للمصابين بالتوحد، أما الناحية الإيجابية فتكمن عند استخدامها بالطريقة السليمة والمنظمة فإنها تسهم في تحفيز التواصل البصري والانتباه ممثلة في التطبيقات المرئية والصوتية الجذابة تشد انتباه الطفل وتحفز تواصله، كما تعزز التعليم البصري لأطفال التوحد ليتعلموا بشكل أفضل من خلال الصور والفيديوهات، والرموز، وأيضًا تعزيز المهارات اللغوية تتمثل في تطبيقات (أنظمة التواصل البديلة والمعززة) مثل: (Proloquo2Go) لتساعد غير الناطقين على التواصل وتنمية المهارات المعرفية والحركية الدقيقة من خلال ألعاب تفاعلية تناسب قدرات الطفل وتعزيز الروتين والاستقلالية باستخدام جداول مرئية رقمية أو تنبيهات روتينية وفي الناحية السلبية عند الاستخدام دون اشراف ومتابعة يؤدي الى إدمان الشاشات من حيث الاستخدام المطول تصاحبه عزلة وضعف التفاعل الاجتماعي ونوبات غضب عند سحب الجهاز هذا وواضح مع مجموعة من الأطفال، كما يظهر تأخر اللغة والتواصل إذا استخدمت كبديل عن التواصل البشري ستؤدي إلى ضعف التواصل اللفظي واللُّغوي إضافة إلى إجهاد بصري ونوم مضطرب بسبب الإضاءة الزرقاء خاصة قبل النوم. ونوَّه الدكتور بأنه يجب على الأسرة الأخذ بالطرق الصحيحة والآمنة المفيدة والتي تتمثل في تحديد المدة الزمنية بحيث لا يتجاوز من ساعة إلى ساعتين يوميًّا (حسب العمر والاحتياج) ويحرص على مشاركة الأهل أو الأخصائي أثناء الاستخدام لتوجيه التفاعل السليم من خلال طرح أسئلة لتعزيز التواصل، كما يجب اختيار تطبيقات علاجية وتعليمية تتناسب مستوى الطفل تشمل (لغة، تركيز، تواصل، مهارات سلوكية) ودمج الشاشة بأنشطة حركية واجتماعية لا تكون الوسيلة الوحيدة للتعلم أو اللعب وتوظيفها كأداة دعم فقط: وليس كوسيلة ترفيه فقط أو (إسكات) عند نوبات الغضب. تصميم التطبيقات وأفاد خبير برامج التربية الخاصة والتدريب يختلف وقت استخدام الشاشة المناسب للأطفال بشكل عام وأطفال طيف التوحد يعتمد على حسب عمر الطفل ومستوى نموه واحتياجاته الفردية، لذا نوصي عمومًا يجب اتباع الإرشادات المحدودة التي وضعها اختصاصيو طب الأطفال، مشيرًا إلى أن هناك تطبيقات أو برامج تعليمية تم تصميمها للأطفال المصابين بالتوحد يمكن أن تستهدف هذه المهارات الاتصال والمهارات الاجتماعية ومجالات التنمية الأخرى، مضيفًا بأنه يمكن أن يساعد وقت الشاشة الطفل غير اللفظي المصاب بالتوحد على التواصل فهي بالنسبة له أداة قيمة للأطفال لغير الناطقين أو المصابين بالتوحد وتمكنه من توفير للوصول إلى تطبيقات وأجهزة الاتصال المعزز والبديل (AAC) ، مبينًا أنه يمكن استخدام التكنولوجيا لإدارة السلوك للأطفال المصابين بالتوحد ولكن يجب أن يتم ذلك بإشراف المحترفين لتنفيذ التدخلات السلوكية من خلال التطبيقات والبرامج مع التدريب المناسب. مسترشدًا بعدد من التطبيقات المفيدة لأطفال التوحد تتمثل في دعم التواصل البديل والجداول البصرية وتنظيم المهام، تعلم المفردات بطريقة مرئية وممتعة، وتعليم المهارات الاجتماعية والوجدانية وتعليم شامل مبسط بالصور والصوت.
