الاثنين 23 يونيو 2025 م - 27 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

المتحف الوطني يحتضن معرض «الأسلوب الروسي الفني الجديد» بالتعاون مع متحف الإرميتاج الحكومي

المتحف الوطني يحتضن معرض «الأسلوب الروسي  الفني الجديد» بالتعاون مع متحف الإرميتاج الحكومي
السبت - 21 يونيو 2025 06:47 م
20

كتب ـ عبدالله الجرداني:

احتضن المتحف الوطني معرضًا بعنوان (الأسلوب الروسي الفني الجديد) الذي يستضيفه بالتعاون مع متحف الإرميتاج الحكومي بروسيا، في إطار (المواسم الثقافية الروسية)، ويستمر حتى الثاني من نوفمبر المقبل، رعى حفل الافتتاح معالي قيس بن محمد اليوسف، وزير التجارة والصناعة وترويج الاستثمار بحضور عدد من المكرمين وأصحاب السعادة. يُسلّط المعرض الضوء على الحياة الثقافية للإمبراطورية الروسية خلال العقود الممتدة من ثمانينيات القرن التاسع عشر وحتى العقد الثاني من القرن العشرين الميلاديين، فقد شهد (الأسلوب الروسي)، الذي ظهر قبل ذلك بعدة عقود، موجة جديدة من الشعبية والاهتمام. تجلّت سمات هذا الأسلوب المتجدد في عمارة المدن مثل سانت بطرسبورج وموسكو، وكذلك في (مدن الأقاليم وبلدانها الإقليمية)، إلى جانب الأعمال الفنية والتشكيلية، والنحت، والحرف اليدوية التي ازدهرت في عهد الإمبراطورين الأخيرين، ألكسندر الثالث ونيكولاي الثاني. وقال سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني، في كلمة ألقاها خلال حفل الافتتاح، إن تدشين هذا المعرض يأتي ضمن سلسلة الفعاليات الثقافية للمواسم الثقافية الروسية، في سياق من التفاعلات المستمرة مع المؤسسات الثقافية والمتحفية في روسيا الاتحادية، لتعزيز أواصر التعاون الثقافي والمتحفي، كان أحدثُها تدشين الموقع الإلكتروني للمتحف الوطني باللغة الروسية. وأضاف : في إطار الدبلوماسية الثقافية، فإن العمل جارٍ على عدد من المشاريع والفعاليات المشتركة مع وزارة الثقافة الروسية لاستضافة المواسم الموسيقية في بيت الجريزة في أكتوبر من العام الجاري، التعاون مع متحف تريتيكوف الحكومي لتنظيم معرض رواد الفن التشكيلي العُماني، وفي الإطار نفسه، فإن هناك تعاونًا مع متاحف كرملين موسكو لإقامة معرض روسيا القيصرية والشرق، وكذلك تدشين ركن الإصدارات العُمانية في كل من: جامعة الشيشان الحكومية ومكتبة روسيا الوطنية في إطار الاحتفاء بمناسبة (40) عامًا على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية. من جانبه قال سعادة أوليج فلاديميروفيتش ليفين، سفير روسيا الاتحادية المعتمد لدى سلطنة عُمان في كلمته إن المعرض يُسلط الضوء على حقبة من الثقافة الروسية في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين المعروفة باسم ذروة (النمط الروسي)، التي تعكس تنوع تقاليد الإمبراطورية الروسية، والمتجسدة في الفن والعمارة والحياة اليومية. وأكّد سعادته على أن المعرض يمثل خطوة مهمّة في تعزيز الحوار الثقافي بين روسيا الاتحادية وسلطنة عُمان فهو يُظهر كيف يمكن للفن والتقاليد أن يكونا جسراً بين الشعوب في سبيل الحفاظ على التراث الثقافي العالمي. وتضمّن الحفل عرضا لكلمة البروفيسور الدكتور ميخائيل بيتروفسكي، مدير متحف الإرميتاج الحكومي، وعضو مجلس أمناء المتحف الوطني، عبّر فيها عن سروره بافتتاح معرض (الأسلوب الروسي الفني الجديد) الذي يقدم حكاية تطور الثقافة الروسية من ثمانينيات القرن التاسع عشر وحتى العقد الثاني من القرن العشرين الميلاديين، قدم فيها نماذج رائعة من الفنون التطبيقية والأزياء التنكرية التاريخية التي استخدمت في الحفلات التنكرية في البلاط الروسي، كما أشار إلى افتتاح المعرض الثاني ضمن مبادرة ركن متحف الإرميتاج الحكومي بعنوان (هدايا أمراء بخارى وخانات آسيا الوسطى للبلاط القيصري الروسي)، وفي انتظار افتتاح المعرض الجديد في (قاعة عُمان) بمتحف الإرميتاج الحكومي. تتضمن المعروضات قطعًا قُدّمت كهدايا إلى أباطرة من فئات اجتماعية مختلفة داخل الإمبراطورية، مثل الصحون التذكارية، وأوعية الملح، والمراوح اليدوية، وقد عكست هذه القطع، كما لو كانت مرآة، لمفهوم وحدة القيصر والكنيسة والشعب، وهي الثلاثية الأيديولوجية الرسمية التي أرست دعائمها الدولة الروسية منذ الثلث الأول من القرن التاسع عشر الميلادي. ومن بين أبرز المعروضات أزياء تنكرية كانت تُرتدى في حفلات تنكرية مستوحاة من الأسلوب الروسي، لاقت رواجًا واسعًا في تلك الفترة. صمّم هذه الأزياء نُخبة من الخياطين في مشاغل العواصم خصيصًا لأفراد الأسرة الإمبراطورية وأوساط النبلاء. وقد أُقيمت مثل هذه الاحتفالات في منازل متواضعة للمواطنين العاديين، كما في قصور مترفة للنبلاء الروس، وفي قاعات استأجرتها المؤسسات الخيرية لليلة واحدة، بل وفي مقار ملكية فخمة تابعة للدوقات الكبار أو القيصر نفسه. وخلال هذه الحفلات التنكرية، التي كانت الأزياء عنصرها المحوري، تجلّت عظمة البلاط الإمبراطوري الروسي في أبهى صورها. ويتضمن هذا المعرض عددًا من أزياء أفراد أسرة (يوسوبوف) النبيلة، الذين اشتهروا بتنظيم الحفلات التنكرية والكرنفالات التاريخية في مدينة سانت بطرسبورج، وكانوا من أبرز رموز هذا التقليد. ومن بين أبرز المحطات التاريخية، الحفل التنكري الباذخ في العام (1903م) الذي أُقيم في قصر الشتاء، ويُعد أشهر حفلة تنكرية ملكية بأسلوب روسي لما أحدثه من صدى واسع بين الجمهور، مجسدًا هيبة وعظمة سلالة (رومانوف). وتُعد الأزياء الفاخرة التي ارتدتها الدوقة الكبرى (كسينيا ألكساندروفنا)، شقيقة (نيكولاي الثاني)، مثالاً بليغًا على الأسلوب الروسي المتجدد في أزياء أوائل القرن العشرين الميلادي من حيث التصميم والتفصيل واختيار الخامات ومستوى الحرفية.