متابعة ـ صالح البارحي:
في يوم غد، وبدءا من الساعة الثامنة مساء، تتجه أنظار كل عماني إلى مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر، حيث المواجهة الصعبة والمصيرية والحاسمة أمام المنتخب الأردني الشقيق، والتي يأمل خلالها منتخبنا الوطني الأول التمسك بحبل الأمل حتى الرمق الأخير؛ بحثا عن التواجد بين كبار العالم، تأتي هذه المواجهة ضمن منافسات الجولة الأخيرة من المرحلة الثالثة بالتصفيات النهائية المؤهلة لكاس العالم 2026، على أمل أن يتمكن الأحمر من حصد النقاط الثلاث وبعدها التفكير في تجاوز عقبة فلسطين مساء الثلاثاء القادم بإذن الله تعالى على ساحة ستاد الملك عبدالله في الأردن. مباراة الغد، لا تقبل القسمة على اثنين، فالفوز وحده يبقينا في دائرة التأهل المباشر للمونديال، أما الخسارة أو التعادل فذلك يعني ابتعاد الحلم ويبقى علينا التمسك بأمل التواجد بالملحق الآسيوي الذي سيضم (6) منتخبات وهي التي احتلت المركزين الثالث والرابع بالمجموعات الثلاث، وستقسم على مجموعتين يصعد الأول من المجموعتين مباشرة إلى المونديال، فيما يدخل اصحاب المركز الثاني في منافسات أخرى حتى الوصول لحلم المونديال في نهاية المطاف.
مواجهة صعبة
مواجهة الغد بين منتخبنا والأردن صعبة للغاية، ومثيرة إلى أبعد الحدود، فالهدف المنشود واحد وهو الفوز، ففي حالة حقق الأحمر العماني الانتصار وحصد النقاط الثلاث سيدخل بقوة في صراع التأهل المباشر للمونديال وعليه تجاوز فلسطين في آخر منافسات هذه المرحلة، وحينها سيرفع الأحمر رصيده إلى (16) نقطة وهو رقم جيد للغاية ويمنحه المنافسة على البطاقة الثانية على أقل تقدير، أما في حالة فوز الأردن فسيرفع رصيده إلى (16) نقطة وهذا يعني انتهاء حلم منتخبنا بالتأهل المباشر للمونديال، وسيبقى عليه التمسك بأمل التواجد في الملحق وسيواجه فلسطين بشكل شرس خاصة في حال حقق الفدائي الفوز على الكويت بهذه الجولة، وحينها سيكون الفارق بين منتخبنا وفلسطين نقطة واحدة، وهذا أمر صعب للغاية خاصة وأن فلسطين سيتمسك بفرصة التواجد بالملحق وسيلعب أمام منتخبنا مباراة نهائية لا تقبل القسمة على اثنين . الامور معقدة حتى اللحظة، وهذه الجولة ستكشف أدق تفاصيل المجموعة، ومن الممكن أن تقلب الترتيب رأسا على عقب، خاصة وأن كوريا الجنوبية يواجه العراق في البصرة، وبالتالي فإن اسود الرافدين يدركون تماما بأن هذه فرصتهم الذهبية لخلط اوراق المجموعة والفوز سيكون دافعا لهم قبل مواجهة الاردن في عمّان بنهاية التصفيات، فوصول العراق إذا ما حقق الفوز إلى (15) نقطة هو أمر سيجعل الكل على أهبة الاستعداد للمباراة الأخيرة بالمجموعة، وحينها من الممكن جدا أن تختلط الأوراق بعد أن أظهر كوريا الجنوبية هشاشة في الأداء وخط دفاعه على وجه التحديد، لذلك فإن منتخبنا مطالب بالفوز في مباراة الغد ولا سواه، فالوضع لا يقبل مزيدا من نزيف النقاط، والفرصة لا تأتي مرتين في مثل هذه الحالات. الهدوء والتركيز المطلب الرئيسي في مباراة الغد أمام الأردن الهدوء التام والتركيز والانضباط، هذه العوامل متى ما توافرت مع لاعبي منتخبنا فإن الفوز حليفهم في نهاية المطاف، أما غياب هذه العناصر فيعني فقدان نقاط المباراة وهو ما حدث في لقاء الذهاب في الأردن والخسارة الثقيلة برباعية نظيفة لم تكن في الحسبان وكانت بأخطاء كارثية من كافة الجوانب، فعناصر القوة معروفة لدى المنتخب الأردني وتتمثل في الثنائي الخطر موسى التعمري ويزن النعيمات فهما من يعول عليهما السلامي مدرب الاردن الكثير في تجاوز مطب الغد، وباعتقادي أن المراقبة اللصيقة وعدم منح المساحة الكافية للتعمري على وجه الخصوص ستكون كافية لإنهاء خطورتهم بالطريقة التي يسهل من خلالها تسيير المباراة لمصلحة منتخبنا ، وفي الجانب الآخر هناك مطلب آخر وهو استغلال الفرص أمام مرمى الاردن ، وخاصة من جانب عصام الصبحي الذي أصبح الآن في قمة مستواه الفني وثقته زادت بعد فترة الاحتراف في الدوري العراقي اضافة إلى المنذر العلوي كذلك . المتتبع لقائمة منتخبنا، فإنه يجد أنها تشمل عدد جيد من الحلول الهجومية على وجه التحديد مقارنة بالأردن، وهم الآن في قمة العطاء وهذا في حد ذاته سيمثل عاملا جيدا للمدرب رشيد جابر في صنع توليفة مناسبة لمباراة الغد ، حيث أن الدفاع الاردني مكشوف للغاية ولديه أخطاء كارثية في التمركز ويفتقدون للسرعة ورد الفعل كذلك، ولا بد من رشيد جابر أن يتخلى عن الخوف أو منح الأردن أكثر من حجمه، فالأمور واضحة وأي هدف في شباك الأردن يعني فتح المباراة للبحث عن هدف التعادل وحينها ستكون مساحات كافية للاعبينا في زيادة غلة الاهداف واستغلال تلك المساحات بالصورة المثالية بإذن الله تعالى . عيوب ومميزات يميل المنتخب الأردني إلى التراجع الدفاعي وترك الاستحواذ للفرق المنافسة ، مما يعرض مرماه للضغط المستمر، كما أن ضعف دكة البدلاء في العمق الدفاعي من العيوب الواضحة للنشامى، حيث لا تتوفر خيارات كافية للمدرب لتعزيز الدفاع أثناء المباريات، وهذا يؤثر على الأداء في الأوقات الحرجة ، كما أن الاخطاء الفردية في الخط الخلفي سواء من سوء التمركز والشرود الذهني واضح تماما في عدد من النتائج، وبالتالي علينا إستغلال هذه النقاط لمصلحة منتخبنا متى ما سنحت لنا الظروف . الأردن لديه مرونة في التحولات ويتميز الفريق بقدرته على التحول السريع من الدفاع إلى الهجوم، مستفيدًا من سرعة اللاعبين في الخطوط الأمامية، مما يشكل تهديدًا للمنافس عند استرجاع الكرة ، كما أن الروح القتالية والاصرار عامل يصعب من مهمة الفريق الآخر، وهذا ما عرف عن المنتخب الأردني وخاصة في أقوى خطوطه وهو الهجوم بقيادة موسى التعمري. لقاء تحفيزي التقى سعادة باسل بن أحمد الرواس وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للرياضة والشباب ظهر أمس مع الجهازين الفني والاداري ولاعبي منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، وذلك في مقر إقامة المنتخب بفندق دبليو جي ماريوت، حيث تحدث سعادته عن أهمية مباراة الغد أمام الاردن، وضرورة تحقيق الانتصار وخطف النقاط الثلاث، وأكد على أن الجميع يقف بجانبهم في مهمة الغد، وهناك متابعة دقيقة حول كل ما يتعلق بمسيرة المنتخب نحو تحقيق الامل سواء في الفترة الماضية أو المرحلة القادمة إن شاء الله تعالى، وقد رافق سعادته في هذه الزيارة السيد هلال بن حمد البوسعيدي رئيس مكتب صاحب السمو وزير الثقافة والرياضة والشباب . وفي ذات السياق، نقل سعادة باسل الرواس تحيات وتمنيات صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب بأن يوفق الأحمر في مباراة الأردن، مؤكدا على أن صاحب السمو يتابع كل صغيرة وكبيرة في رحلة المنتخب منذ انطلاقتها ولن يتوانى في تقديم كل ما في وسعه من أجل الوصول للمونديال وتحقيق الحلم، وبأن الحكومة والشعب العماني ينتظر فرحة كبيرة في رحلة المونديال، مشيدا بالدور الكبير للجميع في مشوار المنتخب السابق ومتمنيا التوفيق في الفترة القادمة. مؤتمر صحفي يقام في تمام الساعة الواحدة وعشر دقائق ظهر اليوم المؤتمر الصحفي الخاص بمدرب منتخبنا الوطني رشيد جابر، فيما يسبقه المؤتمر الصحفي لمدرب المنتخب الأردني جمال السلامي الذي سيعقد في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف، وسيخضع المدربان إلى تساؤلات وسائل الاعلام للحديث عن جاهزية فريقيهما لمباراة الغد الحاسمة . ويسبق المؤتمرات الصحفية عقد الاجتماع التنسيقي الخاص بالمباراة في تمام الساعة الحادية عشرة صباح اليوم بذات الموقع.
جماهيرنا الوفية
في مثل هذه المناسبات، وفي المواقف المشابهة، ومساندة لتحقيق حلم التواجد في المونديال، بات علينا جميعا أن نقف ونؤازر هذا الحلم، وعلينا أن نجند أنفسنا لهذه المدة الزمنية من عمر أهم مباراة في مشوار الكرة العمانية، نعم هناك مواقف مشابهه لكنها لم تكن بهذه الوضعية والأهمية، فالفرص لا تأتي كثيرا، يوم غد هو يوم وطني بحت مهما تكاثرت الاسباب التي قد تعيق الهدف، ومن هنا فإن المسؤول والاعلام والجمهور وقبلهم اللاعبين كلهم مسؤولين عن تمام الفرحة بصافرة نهاية مباراة الاردن، وأجزم بأن الكل لن يقف مكتوف الايدي أمام هذا التحدي الجميل، ومن هنا فإن ابرز عوامل الدعم التام لمباراة الاحمر المصيرية أمام الاردن هو تواجد الجماهير العمانية الوفية في أمسية الغد، فما شاهدناه من مواقف سابقة وأبرزها ظهرية مباراتنا أمام تايلند في الواحدة والنصف ظهرا كان أكبر دليل على تحدي هذه الجماهير لكل الظروف، ودعمها التام للمنتخب في مهمته المطلوبة، وبإعتقادي أن توقيت المباراة لن يعيق هؤلاء الاوفياء عن دعم المنتخب في صراع النقاط المحتدم ، خاصة وأن هناك تسهيلات ستقدم للجماهير في مباراة الغد، كل هذا وذاك ينصب في مصلحة التهيئة التامة لمباراة حاسمة قد لا تتكرر قادم الوقت وهي فرصة تاريخية يجب علينا استغلالها بالطريقة المثلى .
