عمّان ـ العُمانية: احتفى المعرض الفوتوغرافي (اليمن عن قرب)، الذي استضافه المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة، بالجماليات البصرية والثراء الثقافي لليمن، من خلال عدسات أربعة مصورين يمنيين قدّموا مشروعات فنية توثق ذاكرة المكان وتبرز تنوّع الجغرافيا والإنسان في اليمن. وضم المعرض أكثر من 30 صورة التُقطت عبر سنوات، لتأخذ الزائر في رحلة بصرية تمتد من أزقة صنعاء القديمة إلى سواحل المخا والخوخة، ومن قمم الجبال إلى الصحاري والحقول، في مشاهد توثّق الحياة اليومية وترصد تفاصيلها الثقافية والإنسانية. وقدّمت المصورة ميساء بلفقيه مشروعًا بعنوان (جمال الصباح)، بينما تناول معين الأرياني في أعماله تنوّع الموروث الحضاري لليمن. وشارك خالد القاضي بمشروع (تسعين كيلو من الأمل)، في حين اختار نشوان صادق عنوان (الحياة على الساحل)، حيث ركز على أهمية الساحل اليمني بوصفه نافذة تواصل مع العالم. وتنوعت موضوعات الصور بين توثيق المعمار الطيني المزخرف، ومشاهد الحياة الريفية، وحكايات الناس في الأسواق والأفراح، إضافة إلى لحظات من الطقوس والمناسبات الثقافية، التي تعكس عمق الانتماء والهُوية. كما تميّزت الصور بتقنيات تصوير متعدّدة، شملت التصوير البانورامي والنهاري والليلي، إلى جانب تقنية (الماكرو) التي أبرزت تفاصيل دقيقة في الوجوه والمنسوجات والمشغولات اليدوية، ما منح المعرض طابعًا متنوّعًا بين التوثيق الواقعي والطرح الفني الجمالي. ويُعدّ المعرض مبادرة فنية ثقافيّة تسهم في التعريف باليمن من زاوية بصرية نابضة بالحياة، وتقدّم تجربة إنسانية بصرية ترصد لحظات من الواقع بجمالياتها وخصوصيتها الثقافية.
