الجمعة 06 يونيو 2025 م - 10 ذو الحجة 1446 هـ
أخبار عاجلة

أضواء كاشفة: مستقبل أخضر يبنيه الحاضر

أضواء كاشفة: مستقبل أخضر يبنيه الحاضر
الثلاثاء - 03 يونيو 2025 06:08 م

ناصر بن سالم اليحمدي

300

المشروع الرَّائد الَّذي أعلنتْ عَنْه وزارة الطَّاقة والمعادن الخاصُّ بتخزين الطَّاقة المُتجدِّدة سيُعزِّز تحوُّل سلطنة عُمان نَحْوَ الطَّاقة النَّظيفة.. فالسَّلطنة تُواصل خطواتها المتقدِّمة نَحْوَ تحقيق أهدافها في التَّحوُّل إلى الطَّاقة المستدامة من خلال تبنِّي مشاريع استراتيجيَّة تُواكب التَّطوُّرات العالَميَّة في هذا المجال.. وفي هذا السِّياق يُعَدُّ مشروع تخزين الطَّاقة المُتجدِّدة إحدى الرَّكائز الأساسيَّة لدعمِ مسار التَّحوُّل الطَّاقي في السَّلطنة.. فهذا المشروع يُشكِّل خطوةً محوريَّة نَحْوَ تعزيز موثوقيَّة الطَّاقة المُتجدِّدة خصوصًا في ظلِّ ما تُعانيه مصادرها كالشَّمس والرِّياح من تذبذب في التَّوليد نتيجة لعوامل طبيعيَّة.. ومن هنا يأتي التَّخزين كحلٍّ تقني وفعَّال لضمان استمراريَّة الإمداد الكهربائي واستقراره. إنَّ هذا المشروع سيُسهم في تخزين الفائض من الطَّاقة المُتجدِّدة في فترات ذروة الإنتاج لاستخدامه لاحقًا عِندَ الحاجة.. وسيعمل على تحقيق التَّوازن بَيْنَ الإنتاج والاستهلاك ممَّا يُسهم في رفع كفاءة الشَّبكات الكهربائيَّة.. مع تمكين مشاريع الطَّاقة النَّظيفة المستقبليَّة من التَّوَسُّع بثقة واستدامة ممَّا يقلِّل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويحدُّ من الانبعاثات الكربونيَّة. إنَّ مشروع تخزين الطَّاقة المُتجدِّدة يُمثِّل نقلة نوعيَّة في دعم رؤية «عُمان 2040» الَّتي تُولِي اهتمامًا بالغًا بقضايا البيئة والطَّاقة والابتكار، وتسعَى إلى تعزيز مكانة السَّلطنة كدَولة رائدة إقليميًّا في مجالات الاقتصاد الأخضر والتكنولوجيا المستدامة.. فهو يجسِّد إرادة عُمان الجادَّة في بناء مستقبل طاقي آمِن ونظيف ومستدام يُلبِّي تطلُّعات الأجيال القادمة ويرسِّخ مكانة السَّلطنة في خريطة الطَّاقة العالَميَّة.. فهو خطوة استراتيجيَّة نَحْوَ أمن الطَّاقة واستدامتها. لا شكَّ أنَّ هذا المشروع يُمثِّل محطَّة محوريَّة في منظومة التَّحوُّل الطَّاقي ويُعَدُّ استثمارًا استراتيجيًّا بعيد المدَى.. ليس فقط في البنية الأساسيَّة للطَّاقة، بل في تعزيز الاستقلال الطَّاقي وتنويع مصادر الإنتاج بما يَضْمن استقرارًا مستدامًا لتلبية احتياجات المواطنين والمشروعات الاقتصاديَّة في المستقبل؛ كونه يعمل على تحسين استقرار شبكة الكهرباء من خلال تخزين الطَّاقة المنتَجة من الشَّمس أو الرِّياح في ساعات الذّروة وإعادة ضخِّها عِندَ الحاجة.. كما أنَّه يُحقِّق الكفاءة الاقتصاديَّة من خلال تقليل الاعتماد على محطَّات الوقود التَّقليديَّة عالية التَّكلفة.. ويُعزِّز مرونة سُوق الطَّاقة من خلال تهيئة البنية اللازمة لربط مصادر طاقة متعدِّدة في مناطق مختلفة من السَّلطنة.. ناهيك عن دَوْره في جذب الاستثمارات الأجنبيَّة ممَّا يعكس التزام السَّلطنة بتطوير بيئة استثماريَّة صديقة للطَّاقة المستدامة. إنَّ مشروع تخزين الطَّاقة المُتجدِّدة ليس مجرَّد خيار تقني.. بل قرار وطني يجسِّد التزام عُمان بمبادئ الاستدامة والابتكار ويُمهِّد الطَّريق أمام أجيال جديدة من المشاريع الذَّكيَّة الَّتي تُعِيد رسم ملامح الاقتصاد الوطني على أُسُس بيئيَّة متينة.

ناصر بن سالم اليحمدي

كاتب عماني