الأربعاء 21 مايو 2025 م - 23 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها فـي التنمية السياحية» يدعو إلى التوثيق الرقمي والرواية الشفهية للتراث الثقافـي

المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها فـي التنمية السياحية» يدعو إلى التوثيق الرقمي والرواية الشفهية للتراث الثقافـي
الثلاثاء - 20 مايو 2025 03:06 م

تبني استراتيجيات رقمية متكاملة ترتكز على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لتعميق تجارب الزوار وتعظيم الأثر الثقافـي والسياحي للمحتوى المتحفي

المشاركون: سلطنة عمان، بتاريخها العريق وكنوزها الثقافية حارسة للذاكرة وفاعل رئيسي فـي مستقبل السياحة الثقافية فـي العالم

منح ـ «الوطن »:

دعا المؤتمر الدولي (المتاحف ودورها في التنمية السياحية) إلى تعزيز الإدارة المتكاملة للتراث الثقافي عبر التوثيق الرقمي، والرواية الشفهية، والشراكات المؤسسية، لتكريس المتحف بوصفه ذاكرة حية، ومحركا للتنمية السياحية والثقافية المستدامة، وأكد على دعم المتاحف المتنقلة والعلمية والأدبية كنماذج بديلة تسد فجوات التعلم، وتربط الزائر بالمعرفة والتجربة السياحية في البيئات المهمشة والمجتمعات ذات التعددية الثقافية، وتوظيف ريادة الأعمال الثقافية والتحول الرقمي لتطوير نماذج متاحف ذكية تولد دخلا مستداما، وتدعم التنويع الاقتصادي في إطار الاقتصاد الثقافي.

وكان المؤتمر الدولي، قد اختتم أمس جلساته في متحف عمان عبر الزمان تحت رعاية معالي نصر بن حمود الكندي أمين عام شؤون البلاط السلطاني، رئيس مجلس أمناء متحف عمان عبر الزمان، بعد ثلاثة أيام حافلة بالبحوث، والحلقات العلمية.

وأعلن الدكتور محمد بن علي البلوشي رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، توصيات المؤتمر الدولي، مشيرا أن المؤتمر شكل فضاء علميا وفكريا عمق الفهم المعاصر للدور الاستراتيجي الذي تضطلع به المتاحف في التنمية السياحية المستدامة، بوصفها مؤسسات للمعرفة والهوية والحوار، وذاكرة حية تشكل روح التراث ومعالم المستقبل.

وشملت التوصيات محاور المؤتمر الأربعة، ففي محور (المؤسسات المتحفية والتراثية)، دعا المشاركون إلى تفعيل البرامج المتحفية متعددة اللغات والوسائط لتعزيز تجربة الزائر، وتوسيع المشاركة في المسارات السياحية الوطنية والدولية المرتبطة بالهوية الثقافية، وأكد المؤتمر على دمج المتاحف في السياسات السياحية من خلال نماذج مثل متاحف المواقع الأثرية والتراثية، والمتاحف غير المادية، بما يعزز الاقتصاد المجتمعي، ويصون التنوع الثقافي المحلي.

وفي محور (الاقتصاد والسياحة المتحفية)، أوصى بترسيخ دور المتاحف في التخطيط الحضري والسياحي، بوصفها مراكز إبداعية تفاعلية، قادرة على تحفيز الاقتصاد المحلي، وخلق مسارات سياحية تعليمية وتجريبية، وتوظيف ريادة الأعمال الثقافية والتحول الرقمي لتطوير نماذج متاحف ذكية تولد دخلا مستداما، وتدعم التنويع الاقتصادي في إطار الاقتصاد الثقافي، وتعزيز نماذج الحوكمة التشاركية، والشراكات مع القطاع الخاص والمجتمع، لرفع كفاءة الاستثمار المتحفي، وتوسيع تأثيره السياحي والاجتماعي ضمن أجندة التنمية المستدامة.

وفي المحور الثالث (الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف) أوصى المؤتمر بإعادة توظيف المتحف كحيز تعليمي تفاعلي يعزز المواطنة الثقافية، ويربط التعددية الثقافية بالبرامج التربوية والمناهج المحلية ضمن رؤية مجتمعية شاملة، وتطوير شراكات مؤسسية بين المتاحف والمؤسسات التعليمية والمهنية لبناء قدرات فنية، وإنتاج محتوى ثقافي نوعي يعزز التكامل بين التعليم والسياحة.

وفي المحور الرابع (التقنيات الرقمية في العرض المتحفي ودورها السياحي)، أوصى المؤتمر بتبني استراتيجيات رقمية متكاملة ترتكز على الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة الأخرى لتعميق تجارب الزوار وتعظيم الأثر الثقافي والسياحي للمحتوى المتحفي، واستخدام أدوات التحليل والتوثيق غير المتلفة، كالتصوير متعدد الأطياف والنمذجة الرقمية، لصون المجموعات وتعزيز الجاذبية البحثية والتعليمية للمتاحف، ودمج السرد الرقمي التفاعلي في تسويق المتاحف وتحويل الشخصيات التاريخية إلى رموز رقمية تربط بين الذاكرة والابتكار، وتخاطب جمهور الأجيال الرقمية عالميا.

وفي كلمة المشاركين التي قدمها الدكتور محمد إسماعيل النصرات، أستاذ جامعة الحسين بن طلال، أشار فيها إلى أيام المؤتمر الثرية بالمعرفة، والعامرة بالحوار، والنابضة بالحب للتراث الإنساني المشترك.

وقال: لقد وجدنا في هذه الأرض الطيبة، ليس فقط مكانًا يجمعنا، بل روحًا تُلهمنا، وتجربةً تفتح أمامنا آفاقًا جديدة لفهم العلاقة العميقة بين المتاحف والتنمية السياحية المستدامة، مؤكدا أن سلطنة عُمان، بتاريخها العريق الذي يمتد لآلاف السنين، وبكنوزها الثقافية التي تنبض بالحياة في كل متحف وقلعة ومدينة، أثبتت أنها ليست فقط حارسة للذاكرة، بل فاعلٌ رئيس في صياغة مستقبل السياحة الثقافية في المنطقة والعالم.

الجلسة السادسة

وكانت جلسات اليوم الختامي، قد استهلت بمناقشة المحور الثالث (الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف)، حيث أدار الجلسة السادسة في المؤتمر الدكتورة مها بنت سعيد العنقودية، وشارك فيها عدد من الباحثين والخبراء من دول متعددة قدموا رؤى وأوراقًا علمية تناولت التجارب التعليمية والتفاعلية للمتاحف المعاصرة.

وقدّمت الدكتورة أولجا نيفيدوفا من جامعة المدرسة العليا للاقتصاد في روسيا ورقة بعنوان (من النظرية إلى التطبيق في إدارة المتاحف: البحث عن التوازن الصحيح بين المنهاج الدراسي والتطبيقات الواقعية)، أكدت من خلالها على أهمية ســـد هذه الفجـــوة مـــن خلال تقديـــم رؤى حول التجربة العمليـــة في الإدارة الماليـــة للمتحف، وخاصة فـــي مجـــال جمـــع التبرعـــات، مثـــل مجموعـــات أصدقـــاء المتاحـــف.

وتطرقت نور جواهر بنت رادويان من إدارة المتاحف الماليزية إلى موضوع (تعزيز الوئام الثقافي والتعليم: المتاحف بوصفها أحد أركان السياحة والتنوع العرقي)، مشيرة أن ماليزيا اســـتقبلت فـــي عـــام 2024 أكثـــر مـــن 20 مليون ســـائح، وشـــكلت الســـياحة الثقافيـــة أحـــد أهـــم أســـباب وصول هـــذا العـــدد الكبير مـــن الســـائحين.

وتناولت فرزانه ولي بور من إيران في ورقتها (تمكين التعليم من خلال المتاحف المتنقلة: إحياء التعلم) مستعرضة الـــدور التحويلي للمتاحـــف المتنقلة فـــي التعليـــم الحديث، مع التركيـــز علـــى فعاليتها فـــي الوصول إلى المجتمعـــات البعيدة عن الخدمـــات.

أما الدكتور مزكي بشوري من جامعة سمارانج الحكومية بإندونيسيا، فقد قدّم ورقة بعنوان (قصص الطلاب عن سانجيران: إشراك الشباب في الترويج لمتحف سانجيران والسياحة القائمة على التاريخ). وناقشت أنتونيا راهايو روزاريا ويبوو من إندونيسيا في ورقتها (دور المتحف في ربط العالم الأدبي بالعالم الواقعي: دراسة استكشافية لمتحف الأدب الإندونيسي).

الجلسة السابعة

وشهدت الجلسة السابعة للمؤتمر، نقاشًا موسعًا حول توظيف التقنيات الرقمية في العرض المتحفي والترويج السياحي، حيث قُدّمت مجموعة من الأوراق العلمية والتطبيقية، وأدارت هذه الجلسة، الدكتورة مروة عبد الرازق.

وقدّم الدكتور محمد أبو الفتوح غنيم من جامعة المنيا في مصر ورقة بعنوان (تطبيقات التقنيات الحديثة في حماية آثار المتاحف، وفي ترميمها والحفاظ عليها)، تناول نمـــاذج مـــن التقنيـــات الحديثة المســـتخدمة في وقايـــة آثار المتاحف من مســـببات تلفهـــا، والمخاطـــر التـــي تتعـــرض لهـــا، طبيعيـــة كانت أو بشـــرية، مثـــل الحـــرارة والرطوبة، والملوثـــات الجوية، والغبـــار والأتربة، والحرائق والســـرقات.

وحملت الورقة المشتركة للدكتورة هبة حسن عامر وأحمد حسن عمارة من مصر، عنوان (تحويل الشخصيات التاريخية إلى شخصيات رقمية تفاعلية ذات دور فاعل في التنمية السياحية).

كما قدّمت الدكتورة آسية مقشوش من الجزائر ورقة بعنوان الرقمنة وتقنيات العرض الحديثة كبديل مستدام للإعارة: دراسة تطبيقية على المسكوكات الأثرية في المتاحف الجزائرية.

وتحدّث فريق بحثي أندونيسي حول (حفظ موقع بونجال: نهج متحف الموقع لصون التراث الثقافي على الساحل الغربي لجزيرة سومطرة)، مؤكدا أن الحفـــاظ علـــى موقـــع بونجـــال مـــن خلال مفهـــوم متحـــف الموقع يُعـــد مثـــالا على نهج شـــمولي فـــي صـــون التـــراث الثقافـــي، ويبـــرز دور المتحف في تعزيـــز التعليـــم والوعي الثقافـــي داخل المجتمـــع المحلي.

واختتمت الجلسة بورقة قدّمتها أيام بنت يوسف السنيدية حول (دور المتحف المعني بالتقنيات في تعزيز التسويق للسياحة الثقافية: دراسة حالة متحف عُمان عبر الزمان)، وركّزت على دور التكنولوجيـــا الحديثة في تعزيـــز تجربة الزائر في متحـــف عمـــان عبر الزمان، وتقييم أثر هذه التجارب المتقدمة على تعزيز تســـويق الســـياحة الثقافيـــة.

الجلسة الثامنة

وتواصلت أعمال المحور الرابع (التقنيات الرقمية في العرض المتحفي ودورها في السياحة) في الجلسة الثامنة التي أدارتها الدكتورة مياسه يونس ديب، حيث عُرضت مجموعة من الأوراق التي تناولت ابتكارات الذكاء الاصطناعي والتصوير الرقمي والتوجيه التفاعلي في المتاحف.

كما استعرض الدكتور وليد لعياضي وفريقه البحثي المتعدد الجنسيات في ورقة بعنوان الدليل العُماني: اكتشاف تراث عُمان من خلال التوجيه الشخصي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وأعتبر البحث ان تطبيق (الدليـــل العُمانـــي) مصمـــم لإحـــداث ثـــورة فـــي ثقافة الســـياحة فـــي سلطنة عُمـــان مـــن خلال التجارب المترابطـــة. ويســـتفيد النظـــام المقتـــرح مـــن الـــذكاء الاصطناعـــي في تنظيـــم رحلات ثقافيـــة مخصصـــة، ومعالجـــة تحديـــات الملاحـــة فـــي المناطـــق البعيدة مـــن خلال توفيـــر خرائط غير متصلـــة بالإنترنـــت وخوارزميـــات توجيـــه ذكيـــة. وطرح الراهب مكاري المقاري والدكتورة رندا وجدي نصر حنا من مصر ورقة بعنوان تصميم وحدة تصوير متعدد الأطياف في المتاحف الوطنية لفحص وتوثيق القطع الأثرية الملونة. وقدّمت سامية بنت سليم الشقصية من سلطنة عُمان ورقة بعنوان (متاحف المواقع الأثرية كمراكز لحفظ وعرض التراث الثقافي: دراسة حالة موقع العارض الأثري). أما الورقة المشتركة التي قدمها كل من نجم الدين منصر، أسماء مرابط، وحسينة بلوضاح من الجزائر، فجاءت تحت عنوان (دليل مرشد المتحف الذكي: استكشاف مدعوم بالذكاء الاصطناعي).

كلمة المتحدث الرئيسي

واختتمت الجلسات، بكلمة المتحدث الرئيسي لليوم الثالث، حيث قدّم الدكتور هاشل بن عبيد المحروقي، الرئيس التنفيذي لمجموعة عُمران، محاضرة بعنوان (المتاحف محركات استراتيجية للنمو السياحي)، تناول عبرها أهميــــة المتاحف كأحــــد أهم محركات الجذب الســــياحي والثقافــــي، ودورها في تعزيز القطاع الســــياحي، وعلاقتهــــا بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافيــــة. وأستعرض المحروقي جهــــود مجموعة عُمــــران - الــــذراع التنفيذية لتنمية القطاع الســــياحي في ســــلطنة عُمان - فــــي دمــــج الثقافة والتــــراث والفنون ضمن مشــــاريعها الســــياحية. وتبرز مبــــادرات المجموعة في تعزيز حضــــور المبــــادرات الثقافيــــة فــــي مشــــاريع الضيافــــة والبنية الأساســــية، مع تبنــــي نموذج مبتكــــر لإدارة الأصــــول يربــــط بين البنى الأساســــية الثقافية والاقتصاديــــة بطريقة تضمن تعظيــــم القيمة الاقتصادية والاجتماعية، ودعــــم التنمية الإقليمية المســــتدامة.

المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها فـي التنمية السياحية» يدعو إلى التوثيق الرقمي والرواية الشفهية للتراث الثقافـي
المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها فـي التنمية السياحية» يدعو إلى التوثيق الرقمي والرواية الشفهية للتراث الثقافـي
المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها فـي التنمية السياحية» يدعو إلى التوثيق الرقمي والرواية الشفهية للتراث الثقافـي
المؤتمر الدولي «المتاحف ودورها فـي التنمية السياحية» يدعو إلى التوثيق الرقمي والرواية الشفهية للتراث الثقافـي