فـي يومه الثاني بمتحف عمان عبر الزمان
منح ـ «الوطن »:
يختتم اليوم «الثلاثاء» في متحف عمان عبر الزمان بولاية منح في محافظة الداخلية، أعمال المؤتمر الدولي (المتاحف ودورها في التنمية السياحية)، والذي نظمه المتحف على مدار ثلاثة أيام، بالتعاون مع هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ووزارة التراث والسياحة. وسيتضمن المؤتمر في ختامه اليوم، ثلاث جلسات علمية، تغطي محوري الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف، والتقنيات الرقمية في العرض المتحفي ودورها في السياحة، وتتضمن هذه الجلسات (14) ورقة بحثية، وكلمة للمتحدث الرئيسي لليوم الثالث، وهو الدكتور هاشل بن عبيد المحروقي الرئيس التنفيذي لمجموعة عمران، الذي سيقدم محاضرة بعنوان (المتاحف.. محركات استراتيجية للنمو السياحي)، وحفل ختام تقرأ فيه التوصيات.
الاقتصاد والسياحة المتحفية
وكان المؤتمر الدولي، قد أستهل جلساته يوم أمس «الاثنين»، بجلسة ناقشت المحور الثاني بعنوان (الاقتصاد والسياحة المتحفية)، وأدار الجلسة الدكتور محمد إسماعيل النصرات، طُرحت عبرها مجموعة من الأوراق البحثية تناولت دور المتاحف في التنمية السياحية المستدامة من زوايا اقتصادية وتخطيطية واستثمارية. وتحدث في الجلسة الدكتور إسلام السيد حسين السيد من كلية السياحة والفنادق بجامعة الفيوم المصرية بورقة (دور المتاحف في تحقيق التنمية السياحية المستدامة في ضوء رؤية مصر 2030 بالتطبيق على متاحف القاهرة الكبرى).
وقدّم الدكتور أحمد يونس صالح عبد الجواد بريك، مدرس الجغرافيا بجامعة الفيوم ورقة بعنوان (المتحف وتغيرات المكان: دور المتاحف في التنمية الاقتصادية المستدامة بالتطبيق على متحف الحضارة والمتحف المصري الكبير)، أشار عبرها إلى أن المتاحـف تعد أحـد محـركات التنميـة السـياحية بشـكل خاصـة والاقتصادية بشـكل عام، وتزخـر خطـط التنمية في مصر في الآونـة الأخيرة بالعديد من مكونات التنمية الاقتصادية المعتمـدة علـى السـياحة التي ترتكـز على المقـدرات الأثرية التـي لا مثيل لها.
وعن (آليات تفعيل السياحة المتحفية الرقمية كرافد اقتصادي للتنمية المستدامة في الجزائر)، قدّمت الدكتورة بوخاوة أسماء، ورقة مشتركة مع الدكتورة زرواتي مواهب من جامعة سطيف الجزائرية، سعت إلـى تحديـد الآليـات والاسـتراتيجيات الفعالـة لتطويـر القطـاع المتحفـي مـن خلال توظيـف التقنيـات الرقميـة الحديثـة، بالإضافة إلى قيـاس تأثير هـذا التطوير على تنويـع مصـادر الدخل الوطنـي وإيجاد فرص العمـل.
كما قدمت الباحثة حسينة بلواضح من جامعة محمد بوضياف الجزائرية، ورقة بعنوان (ريادة الأعمال الثقافية والابتكار الرقمي: تحويل المتاحف العُمانية إلى مراكز جذب سياحي تفاعلية لتحقيق رؤية عُمان 2040)، كشفت عـن آليـة الدمج بيـن ريـادة الأعمـال الثقافيـة والتقنيات الرقميـة الحديثـة بغيـة تحويـل المتاحـف العمانيـة إلـى مراكـز جـذب تفاعليـة ومشـاريع مسـتدامة اقتصاديـا، وهـو مـا يتماشـى مـع رؤيـة عمان 2040، التي تسـعى إلى تفعيـل الاقتصاد المعرفي والسـياحي.
وتناولت الباحثتان فروج زينب والدكتور كرارشة حدة من الجزائر، في ورقتهما المشتركة بعنوان (متاحف الطعام مؤسسات ثقافية ومناطق جذب سياحي: عينة من إيطاليا)، موضوع متاحف الطعـام فـي إيطاليا التي شـهدت جذبـا كبيرا للسـياح، وتقييـم خصائصهـا ومهامهـا وجمهورهـا وطـرق مشـاركتها وكيفيـة اسـتنباطها في المنطقـة العربية.
الاتصال المتحفي في البيئة الرقمية
المتحدث الرئيسي ليوم أمس، كان المكرم الدكتور عبدالله بن خميس الكندي عضو مجلس الدولة وأستاذ الصحافة والنشر الإلكتروني ورئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس، الذي قدم محاضرة حول (الاتصال المتحفي في البيئة الرقمية المعاصرة: اتجاهات عالمية وسيناريوهات مستقبلية).
وأشار الكندي إلى أن الاتصـال المتحفـي بعنى بالرسـائل الاتصاليـة التي تقدمهـا وسـائل الإعلام للجماهير عـن المتاحـف بكل عناصرهـا ومكوناتها، وما يتصـل بعلاقتها بالجمهـور، وفعلها الثقافي المجتمعي المباشـر، والإنسـاني والحضاري العالمـي، وما يرتبط أيضـا باقتصاديات هذه المؤسسـات الثقافيـة. ويمكن القـول إن (الاتصال المتحفي)، حقل مـن حقول الإعلام المتخصـص، وأرتبـط بشـكل أساسـي بنشـأة المتاحـف كمؤسسـات ثقافيـة. وتحدث (الكندي) عن تأثير تغيـرات البيئة الاتصالية حول العالم على الاتصال المتحفي من حيث المضامين الاتصالية، وأنماط التواصل، والجمهور المسـتهدف، والاستراتيجيات المستخدمة، وغيرها مـن الجوانـب.
تعزيز السياحة المستدامة
الجلسة الرابعة للمؤتمر، والثانية يوم أمس ضمن ذات محور الجلسة الثالثة: الاقتصاد والسياحة المتحفية، ووأدارت هذه الجلسة الدكتورة سوسن حيدر عبدالله خريس، قُدّمت عبرها مجموعة من الأوراق التي تناولت موضوعات متصلة بالحوكمة، وجودة الخدمات، والتكامل المؤسسي.
وتحدثت في الجلسة وضحة بنت محمد الشكيلية من المتحف الوطني حول (دور المؤسسات الثقافية في تعزيز السياحة المستدامة داخليًا وخارجيًا: المتحف الوطني أنموذجًا)، وأشارت أن المتحـف الوطني بنهجه المتكامل والمسـتدام، يعد مصدر إلهام ليس فقـط للمؤسسـات الثقافيـة الحكومية، بـل وللمتاحف الخاصة. كما أنه يسـهم في رفع الوعـي الثقافـي بيـن الـزوار، ويُعـزز التعليـم والتوعية عبر نشـر ثقافة الاسـتدامة مـن خلال البرامج التعليمية وحلقات العمـل التي يقدمها. وقدمت فاطمة بنت عبدالله العلوية من وزارة التراث والسياحة، ورقتها بعنوان (تقييم جودة الخدمة لتعزيز تجربة الزوار: دراسة حالة المتحف الوطني في سلطنة عمان).
وعن (المتاحف العلمية كمحرّكات للتنمية الثقافية والسياحية: دراسة حالة مركز نهرو للعلوم ـ مومباي، الهند)، قدّم فريق بحثي من وزارة الثقافة الهندية ورقتهم التي تناولت الدور التحويلي لمركز نهرو للعلوم بمومباي (NSCM) كمركز للسـياحة والتعليـم والإثـراء الثقافـي مـن خلال تحليل إحصائيـات الـزوار والابتـكارات البرمجية من عـام 2017 إلى 2023. كما شاركت الدكتورة نيفين نزار زكريا والدكتور إسلام نوفل بورقة بحثية مشتركة بعنوان (المتاحف والتنمية الاقتصادية: نموذج الحوكمة والاستدامة في المتحف المصري الكبير)، وتحدثا عن كيفية تحقيـق المتحـف المصـري الكبيـر للاسـتدامة الاقتصاديـة مـع دعمـه لتطويـر السـياحة ومسـاهمته فـي النمـو الاقتصـادي الوطنـي. وقدمت بورنيما ساتيشاندرا من إدارة المتاحف الوطنية بسريلانكا، ورقة بعنوان (استقصاء تجريبي حول الاستثمارات المستدامة في المتاحف من أجل التنمية الاقتصادية والسياحية)، حيث تسهم إدارة المتاحـف الوطنيـة فـي سـريلانكا، مـع المتحـف الوطنـي فـي كولومبـو، بدور محوري فـي الحفـاظ على التـراث الثقافـي والطبيعي وعرضـه من خلال وجـود أحـد عشـر متحفـا إقليميـا، وتقيم الورقة جهـود إدارة المتاحـف الوطنيـة، بما فـي ذلك تبنـي الطاقـة المتجددة، وبرامج المشـاركة المجتمعيـة، والمنصات الرقمية، بالإضافة إلـى جوانب التحديات ما بعد الجائحـة.
الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف
جلسة يوم أمس، الأخيرة، ناقشت الدور الثقافي والتعليمي للمتاحف، وأدارت هذه الجلسة، موزة بنت سليمان الوردية، وتضمنت ورقة حول جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو) في مجال المتاحف، للدكتور حميد بن سيف النوفلي مدير إدارة الثقافة بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) في تونس. وأكدت الورقة أن المتاحف لـــم تعد اليوم تـــؤدي وظائفها التقليديـــة المتمثلة في إقامة مناشـــط وفعاليات فقط، وإنمـــا أصبحت أكبر محرك لنهـــوض المجتمعات والجماعات والأفـــراد من خلال التشـــبيك والتعليم المتحفـــي والتوعية بأهمية التـــراث الثقافي، وعلى ذلك أطلقـــت المنظمة مشـــروع المرشـــد الثقافـــي العربي، ومشـــروع طمـــوح آخـــر يوظـــف التقانـــة الحديثـــة فـــي تثميـــن دور المتاحـــف ويتمثـــل فـــي الزيـــارات الافتراضيـــة للمتاحـــف في الوطن العربي.
وتطرق الدكتور ميخائيل بريزجالوف مدير عام المتحف الوطني الروسي للموسيقى، ورومان ميشين رئيس قسم الوسائط المتعددة وتكنولوجيا المعلومات في المتحف الوطني الروسي للموسيقى في ورقة مشتركة إلى المتحف الناطق: بين التقاليد والابتكار في الرقمنة، استعرضت الطريقة التي تســـاعد الحلول الرقميـــة، المتحف في تعزيـــز التفاعل مع الـــزوار وتحفيـــز الابتـــكار الثقافي، والآلية التي يدمـــج بها المتحف مع التقنيـــات الحديثة مـــن أنظمة تقســـيم الصـــوت والمرشـــدين التفاعليين إلـــى روبوتات المحادثة والشـــبكات العصبيـــة، لتعزيـــز الاتصـــال العميـــق مـــع التـــراث الموســـيقي.
وتحدثت الدكتورة مياسة يونس ديب مديرة المعهد التقانيّ للآثار والمتاحف في وزارة الثقافة السورية عن العلاقة بين المتاحف والمعاهد التقنيّة: المُتحف الوطنيّ والمعهد التقانيّ للآثار والمتاحف أنموذجاً.
أما الدكتورة شيخة بنت عبدالله المنذرية أستاذ مشارك بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بالرستاق، فقدمت ورقة بعنوان (معالم اللغة والأدب في المتاحف العُمانية: المتحف الوطني العُماني أنموذجًا)، خلصت إلـــى تحديـــد الـــدور البـــارز للغـــة العربيـــة والأدب فـــي المتحـــف الوطنـــي العمانـــي، فـــي توثيق مقتنيـــات المتحف، وحفظ التاريـــخ والتراث العمانـــي، وتوثيق ملامح الهويـــة العمانيـــة، وإبـــراز خصوصيتهـــا، وعراقتهـــا المتوارثـــة عبـــر الأجيـــال، والأبعـــاد اللغوية والتركيبيـــة، والجماليـــة للغـــة والأدب في التراث العماني. وقدمت في ختام الجلسة ورقة حول البوابات الثقافية: تناولت دور المتاحف في تشكيل الثقافة السياحية والمشاركة المجتمعية في العالم العربي، وشارك في هذه الورقة كل من الدكتورة سوسن حيدر عبدالله خريس أستاذ مشارك، قسم السياحة والسفر، كلية السياحة والفنادق الأردنية، والدكتور أبو الحسن الشاذلي أبو الحسن أستاذ مساعد، في قسم السياحة والضيافة، بكلية السياحة والضيافة، السعودية.
ويوم أمس، وفي إطار الفعاليات المصاحبة للمؤتمر، قدمت الأوركسترا السلطانية العُمانية أمسياتها الموسيقية الثانية، للعرض العالمي الأول (القصيد السيمفوني: أحمد بن ماجد) تأليف الدكتور ناصر الطائي، وقيادة المايسترو حمدان الشعيلي وجان بوغانمي، وقد عاش جمهور الأمسية الموسيقية بين جنبات متحف عمان عبر الزمان تفاصيل الحدث في أبعاده التاريخية والفنية، وتكامل الرواية الموسيقية مع الرسالة الثقافية التي يحملها المؤتمر الدولي.
