الأربعاء 21 مايو 2025 م - 23 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

الكلاب الضالة فـي الأحياء السكنية مناشدة لمن يهمه الأمر..؟

الكلاب الضالة فـي الأحياء السكنية مناشدة لمن يهمه الأمر..؟
الاثنين - 19 مايو 2025 12:23 م

محمد الكندي

30


ظاهرة انتشار الكلاب الضَّالَّة لم نَعْتَدْ عَلَيْها من كثرتها، وتتمثل في الانتشار المُخيف والكثيف لهذه الكلاب، الَّتي تَجُول في أحيائنا وشوارعنا وأزقَّتنا، وتُثير الرُّعب فينا وفي أطفالنا والمارَّة، الأمْر الَّذي يدفعنا إلى التَّساؤل: أين دَوْر البلديَّة أو الشُّرطة أو لِمَن يهمُّه الأمْر في معالجة هذه الظاهرة؟ أم أنَّ العلَّة في ما يُسمَّى بالرفق بالحيوان؟ وإذا كان كذلك فمَن يرفق بالإنسان إذًا؟ لقَدْ باتَتْ تؤرق جميع المواطنين في الأوان الأخير، لا سِيَّما بعد انتشارها بشكلٍ واسع وكبير، خصوصًا بَيْنَ الأحياء السكنيَّة، حيثُ يُعاني مواطنون في مختلف مناطق مسقط من انتشار الكلاب الضَّالَّة دُونَ حماية حقيقيَّة توفِّرها الجهات المعنيَّة.

قديمًا قالوا الخير والبركة في الماعز؛ إذ لا يلد أيٌّ مِنْها عادةً إلَّا سخلة واحدة، ومُعْظم الكلاب تلدُ ما بَيْنَ (٦) إلى (٨) جِراء! ورغم ذلك وضع المَولى ـ عزَّ وجلَّ ـ البركة في الماعز.. فالكلاب كثيرة والماعز قليلة. أتساءل: هل سُلوك الإنسان قلَبَ النَّظريَّة؟ فأصبحتِ البركةُ في الكلاب والقلَّة من نصيب الماعز.

إنَّ انتشار الكلاب الضَّالَّة بالحواضر يُشكِّل إزعاجًا للسكَّان بما تُحْدثه من ضوضاء ناتجة عن النِّباح ليلًا والاقتتال فيما بَيْنَها للاستحواذ على الأكل. وقَدْ تُحْدث الأذَى لِمَن صادَفَتْه في طريقها. وحتَّى حاويات القمامة الَّتي تُوضَع أمام المنازل لا تفلتْ من عَبثِها بحثًا عن الطَّعام؛ ممَّا يؤدِّي إلى تناثُر القاذورات بالشَّارع العامِّ.

فالمُشْكلات الَّتي تُسبِّبها الكلاب الضَّالَّة كبيرة، فهي تَنقُل الأمراض، وعلى رأسها السُّعار القاتل والمُمِيت، وكذلك السُّل وإنفلونزا الكلاب. في الفِقه الإسلامي حياة الإنسان أوْلَى من حياة الحيوان.. وقَدْ حثَّ الحديث النَّبوي على قتلِ الكلاب العقورة والمُرقَّطة؛ بسببِ الأمراض الَّتي تَنقُلها، وبسببِ الإزعاج الكبير الَّذي تُسبِّبه للنَّاس، خصوصًا الأطفال والنِّساء، ناهيك عن كَمِّ القاذورات غير المحدود الَّذي تُخلِّفه بسببِ وجودها الكبير في الشَّوارع والمُتنزَّهات، ناهيك عن وجودها على أسْقُف السيَّارات.

نحنُ نُناشد كافَّة المسؤولين لإيجاد الحلول المُناسِبة للتَّخلُّص من هذه المُشْكلة الَّتي تُؤرِّق كافَّة المواطنين. وأؤكِّد أنَّ المُشْكلة ليسَتْ مُشْكلة جهة مُعيَّنة وَحْدَها، ولكنَّها مُشْكلة مُجتمعيَّة.. وأشير إلى استخدام طُرق آمِنة للتَّخلُّص مِنْها في حالة تَسبُّبها في مُشْكلات للمُجتمع.

ونَختمُ بالقول: بما أنَّ (الكلاب الضَّالَّة) هي الَّتي تحكَّمتْ في كِتابة هذا المقال.. نأمل من باب المواطنة أنْ يتمَّ إيجاد الحلول المُمكِنة لهذه الظَّاهرة المُزعجة؛ حفاظًا على أرواح المواطنين وسلامتهم وطمأنينتهم.. ومهما قيل أو ما يُمكِن أنْ يُقالَ، نترك مساحةَ أمَلٍ نتطلَّعُ من خلالها إلى العيشِ بَيْنَ أحضان مُدُنٍ أنيقة وجذَّابة، تَليقُ بعُمان اليوم وما تتطلَّع إِلَيْه من بناء ونماء.. وحتَّى لا نُتَّهمَ بالعدميَّة أو بإنتاج خِطاب التَّيئيس نُقرُّ بأنَّ هناك مُدُنًا بلغتْ مستويات حميدة من الجذب والرُّقِي، لكنْ بالمقابل هناك مُدُن كثيرة ما زالتْ تعيش على وقْعِ العبَثِ واللانظام! الَّتي فقَدَتِ الزُّهور وربحتْ كمثيلاتها الكلاب الضَّالَّة والبُؤس والهشاشة والإقصاء.

فلماذا دائمًا ننتظر حدوث المُشْكلة لإيجاد الحلول؟ ولماذا لا نُعالِج المُشْكلة قَبل وقوعها؟ أما سمعتُم بالمَثل الَّذي يقول: (درهم وقاية خير من قنطار علاج).

محمد الكندي

 كاتب عماني