مسقط ـ «الوطن »:
صدر عن مكتبة بيروت مجموعة قصصية جديدة للكاتبة المصرية الدكتورة أسماء رجب الطناني بعنوان (أربعة عشر يوماَ في عالم موازي) وهو عنوان مثير للتساؤلات اختارته (الطناني) لمجموعة قصص قصيرة تغللت من خلالها إلى هذا العالم المواز والمسكوت عنه فهو ليس خفيا على أحد ولعل الخلفية العلمية للكاتبة وهي تحمل درجة الماجستير في العلاج الطبيعي ولها مقالات علمية وأدبية قد فرض حضوره جليا على القصص القصيرة في هذه المجموعة منها ( جثث على قيد الحياة ، اللحظات الأخيرة ، الجريح ، الدفن أولا ثم الحياة) ، وفي القصة الرئيسة التي افتتحت بها الكتاب تحمل نفس العنوان وتتحدث عن كيف يغير الشعور بالاقتراب من الموت نظرة الإنسان للحياة بعدها وكيف أن موت الفجأة أفضل بكثير من أن تنتظر الموت كل لحظة خصوصا إذا كان المريض المصاب بعدوى الفيروس الدخيل كرونا هو طبيب وقد مر عليه هذا المشهد مرارا وعالج عشرات الحالات وتوفي آخرون أمام عينه.
تطوف بنا الكاتبة في رحلة مثيرة بداية من تلقيه خبر ايجابية العينة وردة فعله ثم كيفية اخبار أهله بالحدث الجلل وعزله لنفسه اختياريا عنهم ومراحل المرض وتبعاته وكيف ينظر من نافذة غرفته المعزولة عن العالم إلى سيارته الفارهة المتوقفة أما المنزل وكيف أن هذا الحلم النفيس الذي امتلكه بعد جهد أصبح بلا قيمة ولا يستطيع استخدامه ثم إلى ما بعد مرحلة الشفاء وتغير نظرة الطبيب إلى الحياة بعدها والعمق الذي اكتشفه بداخله بعد تعافيه والحكمة التي وصل إليها والمعروفة سلفا لنا جميعا ولكننا نتغافل عنها وهي أن هذه الحياة مؤقتة ويمكن أن ينتهي كل شيئ في لحظة.