الاثنين 05 مايو 2025 م - 7 ذو القعدة 1446 هـ
أخبار عاجلة

المتحف الوطني يدشن الفيلم الوثائقي 'مديرة' ويفتتح ركن العلاقات العُمانية اليابانية

المتحف الوطني يدشن الفيلم الوثائقي 'مديرة' ويفتتح ركن العلاقات العُمانية اليابانية
السبت - 03 مايو 2025 01:48 م
10


كتب ـ عبدالله بن سعيد الجرداني:

احتضن المتحف الوطني بالتعاون مع سفارة سلطنة عمان في طوكيو، حفل تدشين الفيلم الوثائقي (مديرة) ضمن سلسلة الأفلام الوثائقية (قصة من عُمان)، تحت رعاية معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن، كما افتتح في ذات الفعالية ركن العلاقات العُمانية اليابانية في قاعة عُمان والعالم، والذي يجسّد عمق الروابط والعلاقات الثنائية بين البلدين، بحضور عدد من أصحاب السمو والمعالي والسعادة، والمهتمين بالمجال الثقافي والإعلامي.

الفيلم سلّط الضوء على السيرة الذاتية للدكتورة سعاد بنت محمد عبدالله المظفر، مؤسسة مدرسة عزان بن قيس الخاصة، مستعرضًا رحلتها الأكاديمية والثقافية بين اليابان وسلطنة عُمان، وتجربتها الرائدة في الميدان التربوي والثقافي. إذ يأتي الفيلم ضمن سلسلة (قصة من عُمان)، وهي مبادرة ثقافية تنفّذ للعام الثاني على التوالي، بهدف توثيق قصص الشخصيات الأجنبية التي عاشت في سلطنة عُمان وتفاعلت مع مجتمعها وأسهمت في إثرائه عبر مجالات عملها المختلفة.

وضمّ ركن العلاقات العُمانية اليابانية مجموعة من المقتنيات الفنية التاريخية، التي تعكس التفاعل الحضاري بين البلدين، منها بعض من مقتنيات السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه ، تمثلت في عُدّة محارب الساموراي أو درع (كاروتا-غان)، التي تعود لأسرة (إيشيكو) النبيلة، وتتكون من خوذة، ودرع الرقبة ودرع الوجه، مصنوعة من مادة الحديد المصقول، والنحاس الأصفر، ومغطاة بالريش، وخيوط الحرير، والخشب المصقول. ويعود هذا الدرع إلى حقبة (إيدو)، أي نحو 1700م، حيث صُنعت في مقاطعة (أواري) اليابانية.

كما يضم الركن كرسيًا يابانيًا، وهو ضمن الهدايا التي قُدمت للسلطان تركي بن سعيد البوسعيدي من قبل المُقدّم (إِيتُو)، قائد السفينة اليابانية (هِييَى) التي رست على موانئ مسقط، في العام (1880م). وقد استُخدمت في طلاء هذا الكرسي تقنية (ماكي إي)، التي تعتمد على رش مسحوق الذهب الخالص، وكان هذا النوع من الكراسي يُصنع لطبقة النبلاء المقربة من الأسرة الحاكمة في اليابان، ولاحقًا استخدم من قبل الأسر الحاكمة حول العالم كرمز للثراء والقوة.

ويحوي الركن كذلك جرّة بنمط (إيماري)، وخزف (كاولين) المُزَجّج، وطبقة رقيقة من الذهب، تعود إلى القرن 13هـ/ أواخر القرن 19م.

حيث كانت هذه الجرة من ضمن المقتنيات في بيت العلم، وهي تمثل نموذجًا لنمط (إيماري)، الذي كان منتشرًا في اليابان خلال القرن (١٢هـ/١٨م)، والذي صُمم خصيصًا للتصدير. كما يضم الركن وعاء، صنَعَه الصانع (سيروكو ناكامورا) من الخزف الأبيض (حجر أماكوسا) عام (1995م)، ويتميز بشكله الدائري المثالي وطلائه الأبيض غير اللامع، وهو ابتكار خاص طوره بنفسه، معبرًا عن فلسفته الجمالية العميقة.

علاقات تاريخية

وأكّد سعادة جمال بن حسن الموسوي، الأمين العام للمتحف الوطني في كلمة ألقاها خلال الحفل، على عمق العلاقات العُمانية اليابانية الضاربةٌ في القِدم، وما زالت مُستمرةً حتى اليوم، مشيرا بأن المتحف الوطني يسعى بكل جهده للاستفادة من العلاقات العُمانية اليابانية عبر إبرازها للجميع، وتعزيز هذه العلاقات عبر التواصل مع السفارة اليابانية في مسقط والمؤسسات الثقافية اليابانية بالتنسيق مع وزارة الخارجية، لإيجاد أي سانحةٍ للتعريف بسلطنة عُمان تأريخًا وحضارة في المجتمع الياباني، وكذلك استثمار هذه العلاقات عبر تبادل الخبرات في مختلف المجالات.

من جانبه أشاد سعادة كيروشي سيريزاوا، سفير اليابان المعتمد لدى سلطنة عُمان، بافتتاح ركن العلاقات العمانية اليابانية في المتحف، الذي يعد تجسيدًا للروابط الثقافية المتنامية، مؤكدا بأن المتحف سيواصل أداء دوره كمركز ثقافي نابض بالحياة، يُبرز التاريخ الغني المتشكّل من خلال التبادلات الشعبية مع مختلف دول العالم، ومن بينها اليابان.

وعن فيلم (مديرة) قال كيروشي: أعبّر عن إعجابي العميق بالدكتورة سعاد المظفّر، التي ظهرت في الفيلم الوثائقي، فقد تأثرت تأثرًا بالغًا بالطاقة اللامحدودة التي تتحلى بها الدكتورة، وبإخلاصها الدائم في أداء مهامها. ومن بين إنجازاتها العديدة المتميزة، يبرز تأسيس مدرسة عزّان بن قيس الخاصة، التي تمزج بين عناصر من الفلسفة التعليمية اليابانية، الأمر الذي أسهم في تعزيز تبادل القيم الثقافية وتقوية أواصر الصداقة بين الشعبين الياباني والعُماني.

وأوضحت صاحبة المبادرة عائشة سحر بنت وحيد الخروصية، المستشارة بسفارة سلطنة عُمان في طوكيو، أن المبادرة تسعى إلى (بناء جسور من التقدير الإنساني بين عُمان والعالم، من خلال استحضار قصص الشخصيات التي تركت بصمات عميقة في تاريخ العلاقات الثقافية)، مشيرةً إلى استمرار السلسلة في الأعوام القادمة برواية المزيد من القصص الملهمة.

ويُجسّد فيلم (مديرة) مشروعًا ثقافيًّا وإنسانيًّا يتقاطع فيه التعليم مع الهوية الوطنية والانفتاح الحضاري، ضمن سردية تجمع بين الاعتزاز بالموروث العُماني والانفتاح على الآخر، كما يمثل الفيلم خطوة ثقافية نوعية نحو مشاركة سلطنة عُمان في معرض (إكسبو أوساكا 2025)، من خلال تقديم قصص ملهمة تعكس عمق العلاقات العُمانية اليابانية، وتجسّد رؤية عُمان كجسر للتواصل الحضاري والإنساني.

المتحف الوطني يدشن الفيلم الوثائقي 'مديرة' ويفتتح ركن العلاقات العُمانية اليابانية